الفلسفة الحديثة (9): جورج باركلي

إلياس شتواني
باحث وشاعر

الحوار المتمدن-العدد: 7794 - 2023 / 11 / 13 - 02:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

يعتبر جورج باركلي (1685-1753م) من أبرز رواد الفلسفة المثالية و من أوائل من تبنوا المذهب "الذهني" الخالص. كانت فكرته واضحة، بسيطة، لكنها إستفزازية إلى حد كبير: ليس هناك شيء في الواقع، فنحن البشر نعرف الواقع فقط من خلال التجربة، أي عن طريق الإحساس و التفكير. يؤكد باركلي على أنه لا يوجد أي شيء في الواقع كمادة. أي شيء موجود يمكن أن يدرك، أو يكون عبارة عن فكرة، أو يكون ذهنا يستقبل و ينتج أفكارا.

يطلق على مذهب باركلي "مذهب الذهن" (Mentalism)، حيث أن كل الأفكار التي نعزوها إلى العالم الخارجي هي أفكار سلبية محضة. فالله، في نظر باركلي، هو الجوهر الروحي، و الذات, و هو سبب و محرك كل الأفكار. باركلي لم يشك في الوجود الفعلي للأشياء التي نراها و نلمسها بحواسنا، بل يؤكد على أن الموضوعات و الأشياء هي أفكار لاإرادية منحنا الله إياها، و هو المسؤول عليها و هو الذي يحافظ عليها وفقا لقوانين الطبيعة الأزلية و الثابتة.

نحن لا ندرك عن طريق الحواس سوى الظواهر و التمظهرات و لا يمكننا أن ندرك الحقائق و الصفات الحقيقية للأشياء، فإن النسبية و الشك لا مندوحة منهما. ينطلق باركلي في تحليله و إستنتاجاته من خلفية كهنوتية صرفة و من دفاعه الراسخ عن الإيمان المسيحي بالله. يتجلى تأثير فلسفة عصره من خلال تبنيه لأفكار معاصريه كلوك و مالبرانش و ديكارت و خصوصا تبنيه لمفهوم "المطلق" الإلهي.

لقد تم إنتقاد باركلي لبرهانه على أن المادة لا وجود لها إلا في عقولنا، و أن الواقع يتكون من أذهان و أفكار (المذهب المثالي الشخصي)، و أن إستدلاله يؤدي في آخر المطاف إلى مغالطة "الأنا الوحدية" (Solipsism) و التي تعني أن الأنا أو النفس هي وحدها التي توجد.

#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل