أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلياس شتواني - ما يجب أن تعرفه عن التوراة














المزيد.....

ما يجب أن تعرفه عن التوراة


إلياس شتواني
باحث وشاعر


الحوار المتمدن-العدد: 7789 - 2023 / 11 / 8 - 22:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التوراة، أو العهد القديم، هو الكتاب المقدس اليهودي. الشريعة، أو بنتاتوك (Pentateuch)، تحتوي على الأسفار الخمسة الأولى من التناخ TaNaKh (التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، والتثنية). يشمل هذا الكتاب تاريخ فترة لا تقل عن ألفي سنة سبقت ميلاد المسيح و نشوء المسيحية و الإسلام. مؤلفوا أسفار التوراة هم مجهولون في أغلب الأوقات و قد حُرر محتواه بعد سنوات طويلة من الأحداث المذكورة فيه. يرجح باروخ سبينوزا في كتابه "رسالة في اللاهوت و السياسة" أن أحد المحررين الرئيسيين هو إزرا، و ذلك في فترة السبي البابلي لليهود (538-597 ق.م) و حتى العودة الكلية من بابل سنة 440 ق.م. أقدم مخطوطات العهد القديم هي مخطوطات البحر الميت. تضم هذه اللفائف كل أسفار العهد القديم بإستثناء سفر إستير. تم تحرير هذه المخطوطات على فترة زمنية إمتدت من القرن الثالث قبل الميلاد حتى القرن الأول بعد الميلاد.

التوراة هي أكثر الكتب المعروفة ترجمة إلى لغات أخرى، فقد ترجمت بأكملها إلى 253 لغة مختلفة عبر التاريخ. ترجم العهد القديم بكامله من اللغة العبرية إلى اللغة اليونانية في القرن الثالث قبل الميلاد فيما يعرف بالترجمة السبعينية، حيث يقال أن سبعين عالما من اليهود، ستة من كل قبيلة من قبائل اليهود الإثنتي عشر، قاموا بهذا العمل خلال فترة تقارب القرن من الزمن. أما الترجمة إلى العربية، فيقال أنها جرت بعد إنتشار الإسلام في العصر العباسي الأول، و لا توجد دلائل على وجود ترجمة عربية سابقة للإسلام.

يوجد ثلاث مؤلفين أو مدارس تأليف للتوراة:

1. المدرسة "اليهوية": يشار إليها بحرف (J) الحرف الأول من يهوه باللاتينية. لغة هذه المدرسة فجة و و واقعية و مهيضة. يغلب على هذه المدرسة الطابع التجسيمي و الصفة الجنسية المبالغ فيها. تغلب عليها أيضا فكرة بني إسرائيل هم شعب الله المختار في أرض فلسطين.

2. المدرسة "الإيلوهية": نسبة إلى إيلوهيم، إله إسرائيل الثاني. يشار إليها بالحرف (E). لغة هذه المدرسة أكثر تهذيبا و بلاغة و أكثر عمقا في سرد الأحداث و إعتمادها على التشابيه و التورية الصرفة.

3. المدرسة "الدينية" أو "الكهنوت": يشار إليها بحرف (P). تتميز هذه المدرسة بإعطاء التعليمات الطقسية و كيفية تطبيق تعاليم الدين. لغتها فجة و رتيبة خصوصا فيما يتعلق بسردية الأنساب و الأصول.

4. المدرسة المشار إليها بحرف (D). و ذلك نسبة إلى عبارة (Deuteronomy) أي التثنية. تمتاز هذه المدرسة بأسلوب خطابي يدعو فيه الشعب الإسرائيلي إلى تطبيق الشريعة و إبقاء العهد الرباني.

تتعدد صفات الإله التوراتي بشكل متكرر و كبير. فإسم الإله و كذا الأسلوب الأدبي و اللغوي المرتبطين به يوحيان بتخبط في التعريف و صعوبة في الفهم و الإدراك. فالتوراة تشير إلى الإله بإسم "إيل" إي الله باللغات السامية القديمة، أي بما يفيد حصرا التوحيد. في سياقات أخرى يشير محرروا التوراة إلى إسم "إيلوهيم"، أي الآلهة بصيغة الجمع، أي بما يفيد التعدد. في سياقات أخرى أيضا نقرأ عن "آدوناي" أي السيد باللغات السامية، و "يهوه" و هو إسم أحد آلهة العبرانيين القبلية، و هو إله حربي باطش و منتقم، تتوافق مع سيكولوجية شعب أمضى عقودا طويلة في الأسر أملا في إله عتيد و مخلص. تعدد الأسماء التي أطلقها العبرانيون على إلههم يمكن تفسيره بتعدد الطوائف و المدارس و إمتداد الإختلاف في تعريف الإله العبراني عبر تاريخ الحفظ و النقل الشفويين الطويل. الإجماع في طبيعة الإله اليهودي لم يحسم بعد حتى الآن.

تبقى نقطة أخيرة هامة وجب الإشارة إليها فيما يتعلق بتاريخية التوراة. المتفق عليه أن الأحداث الهامة التي تتعلق بالخروج (Exodus) و معاناة اليهود تحت وطأة العبودية و الأسر الفرعوني (حوالي 400 سنة كما تخبرنا التوراة) و شخصية موسى (حوالي 1400 ق.م) و المعجزات و الظواهر الخارقة للطبيعة، لا يوجد لها أس سند أو دليل تاريخي. فكيفما إتفق، تبقى التوراة عبارة عن تراكم لشخوص و أحداث و أعلام و ميثولوجيا إختزلها محرروا الأسفار في التوراة في قالب "يهودي" صرف.

المراجع

سهيل ديب، "التوراة بين الوثنتية و التوحيد".
كارين أرمسترونغ، "تاريخ الكتاب المقدس".



#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة الحديثة (4): توماس هوبز
- عن الشجاعة...
- الفلسفة الحديثة (3): فرنسيس بيكون
- أينما تكون -إسرائيل- فإن فلسطين حاضرة كذلك
- الفلسفة الحديثة (2): جيوردانو برونو
- نظام التفاهة: أمريكا تمتلك 5209 من الطائرات المقاتلة أي ما ي ...
- العشرية السوداء: جرائم الجيش الجزائري الإرهابية
- سجن تازمامارت: هل نجحنا فعلا في تغيير الوطن؟
- فلسطين دعوة أمي الخالدة
- الفلسفة الحديثة (1): الفلسفة الإسكولائية و القديس توما الأكو ...
- علم الأخلاق: تعريفه، مذاهبه، و إشكالياته
- ما ألقى الشيطان في أمنيتي (2)
- سيغموند فرويد: الدين ،الغريزة، و الثقافة
- ألبير كامو: العبثية عدو الإنسان
- العربي المهان
- عذرا فلسطين، فعذري واحد هو أني لم أولد في فلسطين...
- عندما باع ملك المغرب اليهود المغاربة لإسرائيل
- القضية الفلسطينية هي إمتداد لقضية الإستبداد العربي
- الفلسفة اليونانية (20): أفلوطين
- الفلسفة اليونانية (19): فيلون


المزيد.....




- الجيش اللبناني يعلن توقيف أحد أبرز قياديي تنظيم الدولة الإسل ...
- هيا غني مع الأطفال.. تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سا ...
- ألمانيا: السوري المشتبه بتنفيذه عملية الطعن بمدينة بيليفيلد ...
- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلياس شتواني - ما يجب أن تعرفه عن التوراة