أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إلياس شتواني - الفلسفة الحديثة (4): توماس هوبز














المزيد.....

الفلسفة الحديثة (4): توماس هوبز


إلياس شتواني
باحث وشاعر


الحوار المتمدن-العدد: 7788 - 2023 / 11 / 7 - 00:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعتبر توماس هوبز (1588-1679 م) من أهم الفلاسفة الإنجليز في مرحلة العلم الطبيعي لعصر النهضة، و يعد كتابه "الليفياثان" (Leviathan) من أهم و أشمل كتبه الفلسفية. يعرف هوبز الفلسفة بأنها "معرفة المعلولات من عللها، و معرفة العلل من معلولاتها." فالمرحلة الأولى هي عملية إستنباطية صرفة، فهي تعتمد على تعريفات واضحة بذاتها. بينما المرحلة الثانية هي عملية إستقرائية كلية، فهي تقدم لنا ترجيحات و تأويلات.

تنقاد نظرية هوبز إلى إفتراض علة أولى لكل شيء، و هذه العلة الأولى هي الله. لم يكن هوبز فيلسوفا طبيعيا، بل ميتافيزيقي فسر العالم على أساس المادة و الحركة. الحقيقة القصوى عنده هي المادة المتحركة، أي أن المادة هي الجوهر الأول. أما العمليات البشرية الذهنية هي عبارة عن حركات في مخنا و قلوبنا. فكل حدث أو ظواهر في الكون، إذا حاولنا فهمها، يمكن ردها إلى حركات أولية.

فاللون، الصوت، الرائحة، و الحرارة، هي عبارة عن مشاعر داخلية و إستجابات دماغية تثيرها داخلنا موضوعات مادية خارجية، و يطلق عليها هوبز إسم "المظاهر" أو "الخيالات". هذه المظاهر هي ذاتية و ثانوية، و ذلك لتمييزها عن المظاهر الخارجية و الأولية. فكل الصور و الأحاديث الذهنية ما هي سوى حركات آلية داخل الدماغ الإنساني.

يعد هوبز من أنصار مذهب الللذة (Hedonism)، فعو يعتبر أن الخير هو اللذة، و الشر هو الألم، فهو بذلك يوحد بين الخير و اللذة و بين الشر و الألم. أما بالنسبة للفلسفة السياسية، فهو يرى أن البشر إما أن يكونوا في حالة حرب فعلية و مستمرة أي "حرب الكل ضد الكل"، أو يكونوا في حالة خوف و ترقب دائمين من أن يهاجم بعضهم بعضا. فالأخلاق هي الإنتقال من حالة الطبيعة إلى حالة من الوفاق و التعاون و السلم و تجنب حالة البؤس الطبيعية. يحدث التنازل المتبادل و الإرادي عن الحقوق الطبيعية عن طريق إتفاق أو عقد، و لذلك يعتبر هوبز من الأوائل الذين أرجعوا أصل الدولة إلى مبدأ العقد الإجتماعي.

لقد تجلى دور هوبز في تخليص الأخلاق من اللاهوت و تأكيده على أن مفهومي الخير و الشر يرتبطان بما تقتضي به المصالح و الرغبات البشرية. لقد رأى أن الأخلاق تخدم مصالح بشرية مشتركة و إتفاق و مبدأ عامين. حيث يوعز أصل الأخلاق إلى مبدأ "اللذة الأناني"، يؤكد هوبز على أن الإنتقال من حالة الطبيعة إلى حالة المدنية أمر لا مندوحة منه، و ذلك لحيثيات و إعتبارات تخدم مصلحة الإنسان قبل كل شيء.



#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الشجاعة...
- الفلسفة الحديثة (3): فرنسيس بيكون
- أينما تكون -إسرائيل- فإن فلسطين حاضرة كذلك
- الفلسفة الحديثة (2): جيوردانو برونو
- نظام التفاهة: أمريكا تمتلك 5209 من الطائرات المقاتلة أي ما ي ...
- العشرية السوداء: جرائم الجيش الجزائري الإرهابية
- سجن تازمامارت: هل نجحنا فعلا في تغيير الوطن؟
- فلسطين دعوة أمي الخالدة
- الفلسفة الحديثة (1): الفلسفة الإسكولائية و القديس توما الأكو ...
- علم الأخلاق: تعريفه، مذاهبه، و إشكالياته
- ما ألقى الشيطان في أمنيتي (2)
- سيغموند فرويد: الدين ،الغريزة، و الثقافة
- ألبير كامو: العبثية عدو الإنسان
- العربي المهان
- عذرا فلسطين، فعذري واحد هو أني لم أولد في فلسطين...
- عندما باع ملك المغرب اليهود المغاربة لإسرائيل
- القضية الفلسطينية هي إمتداد لقضية الإستبداد العربي
- الفلسفة اليونانية (20): أفلوطين
- الفلسفة اليونانية (19): فيلون
- الفلسفة اليونانية (18): بيرون و المدرسة الشكية


المزيد.....




- ميغان ماركل تنشر فيديو -نادرا- لطفليها بمناسبة عيد الأب
- مصدر لـCNN: إيران تبلغ الوسطاء أنها لن تتفاوض مع أمريكا لحين ...
- منصة مصرية لإدارة الأمراض المزمنة والسمنة
- لماذا يستخدم الكثير من الأطفال السجائر الإلكترونية، وما مدى ...
- إسرائيل تستشيط غضبًا بعد إغلاق أربعة أجنحة تابعة لها في معرض ...
- إيران تهدد بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية وسط التصعيد م ...
- مفوض أممي يحث على إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة
- اكتشاف دور للسكر في حماية الدماغ من الشيخوخة
- طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد
- ما الذي يسبب العدوانية غير المنضبطة؟


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إلياس شتواني - الفلسفة الحديثة (4): توماس هوبز