بهاء الدين الصالحي
الحوار المتمدن-العدد: 7793 - 2023 / 11 / 12 - 00:52
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
شروط النهضة ١ ٥
ا- توفير الأساس الفقهي المتسامح لألتقاء جانبي العالم الإسلامي مشرقه وغربه وشماله وجنوبه خاصة مع حالة الاستقطاب ووجود ما يشبه الحرب الدينية، فالبعد الصوفي في الفكر الإسلامي يمثل اساسا وركنا كبيرا في الانتشار عبر الصحراء الأفريقية والاسيوية ،ولكن الرؤية الفقهية لمتأخري الحنابلة تصل لحد تكفير الصوفية مما أدي لتخلف وتأزيم الحالة الإسلامية في أفريقيا، فلم تكن حركة بوكو حرام الا اجتهاد من متأخري الحنابلة يكفر الفهم الإسلامي المرتبط بالحركة الصوفية في غرب أفريقيا وبالتالي استمرار الحركة القتالية الدموية هناك ، علاوة علي عدم اعتبار ان الحركة الصوفية مناط تكوين دول في السودان ممثلة في الدولة المهدية ،وحركة المرابطين في المغرب العربي ،ولعل تجربة التقريب مابين المذاهب والتي ظهرت في اربعينيات القرن الماضي حيث كان الجو العام قائم علي فكرة الأمة المصرية حيث توافق الموضوع علي حساب الاستقطاب الديني .
٢ تجاوز حالة التجذر التي تعانيها الأمة الإسلامية بحكم تبعية الدول لنمط المجتمعات الغير قادرة علي تجاوز ازماتها بحكم امتداد فكرة الشرعية لحالة العقلية الدينية السائدة ، فمن خلال المقارنة بين المنطق الديني الحاكم للمؤسسة الدينية في السعودية ماقبل التطبيع الغير معلن مع إسرائيل وكذلك نمط التفجيرات الدينية لمساجد باكستان ، والصراعات الاجتماعية مابين شيعة العراق وسنتها عشية الغزو وبعده .وكذلك سيطرة المذهب المالكي علي المغرب العربي وبالتالي جاء الخطاب الديني في حواره مع الازمات الاجتماعية متباينا قدر تباين الفصول ،وبالتالي موقع ذلك الخطاب من فكرة المؤامرة وبالتالي العلاقة الصحيحة مع الاخر من عدمها .
٣ تأسيس فكرة ان الدين لا يصنع مجتمعا علي سبيل مفرداته المادية بقدر ما انه يضع صيغة محورية تعيد إنتاج مكونات هذا المجتمع وتخلق تركيبة إبداعية قادرة علي خلق نسق قيمي يحكم جميع التصرفات فيما يسمي بالمعاملات وهذا لا يعني إلغاء كليا لما سبق واستبعاده ، فهناك عادات وافكار وقيم رسخها الإسلام كانت موجودة ما قبله ،وبالتالي انتفاء فكرة إلغاء البشري وفقا للنص كلية غير واردة بحكم مواءمة النص وفق قدرة المنزل .
يتبع
#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟