أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماعيل جاسم - مسرحية الصُخب














المزيد.....

مسرحية الصُخب


اسماعيل جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 7791 - 2023 / 11 / 10 - 16:22
المحور: الادب والفن
    


الجلاد والضحية
مسرحية كُتبت خلف ستارة المسرح ومشاركة جمع من الفنانين والمخرجين البسطاء ، سلذطَ المخرج اضواءه على جوانب قد تكون غامضة لبعض المشاهدين ، لكن الفنانين يعرفون المكان جيداً ، فأجادوا ادوارهم بكل نفاق والتفاف على الحقيقة ، هنا ضاعت الحقيقة في تيه دروب اشاعوا الخراب والفساد ، لم يتحرروا من نمطية المواقف التي سادها النفاق والكذب ، عم صراخ الافتعال ، لم يمنعهم الخوف من القادم الذي سيكشف هذه الحقيقة المغطاة بسرية تامة ، زيد كان الضحية والجلاد هو " بابانا " الذي تقدسه سيدته قداسة كاذبة ، دورها في المسرحية توجيه الشخوص واغرائهم بمغريات تكاد منعدمة تماماً الا اللُمم ، لبساطتهم ، قادتهم لارتكاب جريمة كبرى بحق زيد الذي لم يكن يعلم ما يدور في خلد هذه السيدة الشمطاء ذات الابتسامة الصفراء ، هكذا اخرجت المسرحية بأطرها الضيقة على منصة ليس فيها خشبة ولا اضاءة كافية ، لأنها تعرف الاضواء تسرّعُ في كشف الحقائق .
تضمنت حواراتها مع ممثلين لن يجيدوا ادوارهم بشكلها الفني ، اما " بابانا " وهو استاذ جامعي متقاعد تجاوز عمره عتبة الثمانين ، فقد استغلت السيدة وابنها المأفون هذا الموقف لأن " بابانا " يملك رصيداً لا بأس به من الدولارات ، ويملك عقاراً بأرقى مناطق بغداد ويملك مركزاً ثقافياً كبيراً يدر عليه بالأموال شهرياً ، خشيت هذه السيدة ان لا تخرج من يديها وابنها العاق ذو الاخلاق النزقة والالفاظ السوقية هذه الثروة والعقارات ، كان لها ابناً أكبر لن يميل الى جانبها ميلاً كبيراً كما الاصغر ، وضعته خلفها بخطط احتيالية لم تخطر ببال " بابانا " المعتوه والمصاب بالخرف ، ولذلك دارت احداث المسرحية في اجواء تسودها الضغينة والكراهية .
دراسة حوارات المسرحية
مرَ زيدٌ بجملة من المواقف المحرجة والمخجلة حقاً ، صدرت من أقرب أقربائه ، لكنه ، لم يحاول ابعادها عنه ، وهو يعلمُ بانها ستخلف صورة مشوهة بحيث ستؤدي به الى أن يكون ضحية لمخطط سيدة الظلام بما هو كانَ وكائنٌ ،من تبدلٍ وتغيرٍ ، ليس عجزاً منه ردَ مالا يُقر وانما اراد الا يصنع بوناً من مسافة قد لا تعود على ما كانت عليها ، وتلافياً لجميع ما قد يُثار ، كانت ، بمثابة لحناً حزيناً ، يتميزُ عن باقي الايام التي انطوت بما فيها من اجواء لا تسرُ صديقاً قريباً ولا قريباً منه ،
كان زيدٌ يعدُ الأعوام التي سقطت اوراقُها ، لا تلم ولا يُجمعُ شملها من جديد ، ازداد الجرحُ نزفاً وتوسعت مساحاته وتعمقت مدياته ، كانت سمتها الانتقام وهو ابرز مشاهدها ، هناك قوىً خفية ، لكنَّ زيداً كان يدرك جيداً هذه الشخوص الهلامية وكيفية تحركها واتجاهاتها ، حسبهم ، ان زيداً لا يعرف ما يدور من شوشرات ، تصدر من ذا وذاك ، هذه القضية خلقت لزيدٍ كثيراً من الألم والاحراج ، بما تحمله من مسؤوليات عديدة ، لا يريد خوض التفاصيل والغرق في ملابساتها ، وهو يرى جوانب الشر قد انتشرت حتى وصل الامر ، الطعن بكل المواقف والتأريخ ، الهلاميون يتحركون وفق بوصلة سيدة تعاني من امراض الشيزوفرانيا وما يتعلق بها ، هناك " بابانا " كما كانت تطلق عليه سيدته لتدلعه وتكسب وده ، تضخُ برجالها من اكاذيب وافتراءات حسب برنامج اعدته وابنها العاق ، كان " بابانا " يُعدُّ مستقبلاً لجميع ما كان يُنقلُ اليه ، او بمثابة غرفة اخبار ،عُدت مسبقاً من هذه السيدة المجنونة المصابة بالهوس الذي قادها انتقامها الى مسالك الشر والفتنة ، ولكي تبردَ حرارتها الكامنة في صدرها .
أخيراً نفذت سيناريو محكماً برأس سيدها البسيط الذي يمر عليه كل شيء ، الغث والسمين . انتهت المسرحية ببطولة السيدة المجنونة ورضوخ سيدها لما خططته ونفذته وهو معصوب العينين وفي آذانه وقراً لا يسمع الا ما ينقله سماسرة السيدة المجنونة من تلفيقات واتهامات مصاغة صياغة صائغ ممارس قديم . في نهاية الطريق استسلم زيد لأنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه امام خلية دبابير تلسع من يقترب اليها .
غادر المكان متجهاً صوب بيته ليستقر وينام مطمئناً بعيداً عما يعكر مزاجه ، بعدما ترك زيد وظيفته ، بدأت رحلة اخرى أكثرُ اثارة ، البحث عما كان يكتبه ويدونه في اضابير حساباته من ايصالات وسحوبات طوال عشرة اعوام ، استعانوا بمحاسبين دوليين وطلبوا آخرين من لهم باع في تدقيق الحسابات ، ذهب السيد " بابانا " للمصارف ليتأكد هل هناك سحوبات سُحبت من خلفي ؟ كما عمم كتاباً على جميع مصارف الدولة والاهلية عن وجود حساب باسم زيد او زوجته او احد ابنائه ، جميعها لم تثبت ذلك الادعاء ، اما السيدة المجنونة رجعت خائبة وهي تجر ادراج خيبتها وفشلها ، كل هذا وما كان يدور لم ينتبه " بابانا " مأرب السيدة وما تبغيه بالاتفاق مع طفلها المدلل.
انطلاقاً من هذه البداية التي انتهت بقطع علاقة القرابة القريبة من زيد والسيد " بابانا " دون رجعة ولم يبدِ زيد اسفه وندمه الا على واحدة ، انه عمل مع " بابانا " الامّعة فترة ليست بالقليل بعدما رتبَ له ولعائلته ما كانوا يحلمون به .



#اسماعيل_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهجين الثقافة
- لو لم نصل للمعنى العام لا جدوى لكتاباتنا
- اقزام القراصنة
- العدوان الامريكي الاطلسي
- الوفاء شيء نادر لا تجده في كل انسان
- - قيامة البصرة -
- بقايا اشباح
- ق. ق . جداً ..حجي عبد الكاظم
- اتمنى ان اسمع خبر رحيله لأكون اول من يلعنه
- نداء الى / منظمة الامم المتحدة،
- في كل محافظة متظاهرون وسبايكر بنسختها الجديدة
- مقتدى الصدر مقاول كبير مدافع عن طبقة سياسية فاسدة
- انقذوا المتظاهرين السلميين من القتل الجماعي
- التوتاليتارية الخامنئية وتوسع هيمنتها في العراق
- العراق... دولة القاتل - لاذ بالفرار-
- تظاهرات اكتوبر شرارة التغيير والقوة المفرطة
- لا مدارس لا دوام حتى اسقاط النظام
- عصابات -قاسم سليماني- وحمامات الدم في العراق
- من سلطة الائتلاف المؤقتة الى سلطة -القوة المميتة - للميليشيا ...
- حقيقة تظاهرات الشباب العراقي 1/10/2019


المزيد.....




- الغاوون ,قصيدة عامية بعنوان (العقدالمفروط) بقلم أخميس بوادى. ...
- -ربيعيات أصيلة-في دورة سادسة بمشاركة فنانين من المغرب والبحر ...
- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماعيل جاسم - مسرحية الصُخب