أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل جاسم - تظاهرات اكتوبر شرارة التغيير والقوة المفرطة















المزيد.....

تظاهرات اكتوبر شرارة التغيير والقوة المفرطة


اسماعيل جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6459 - 2020 / 1 / 8 - 09:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سرعان ما توسعت رقعة التظاهرات لتعم ساحة التحرير والشوارع المحيطة بها ، هرعت القوات الامنية المتمثلة بـ " مكافحة الشغب " وميليشيات احزاب السلطة حاملة معها مختلف الاسلحة لمواجهة المتظاهرين السلميين ، كان المسلحون مقسمين الى مجاميع وفق ما يحملونه من اسلحة الموت والبطش لثني المتظاهرين عن مسيراتهم الاحتجاجية الا انهم بقوا يواصلون المسير والاصرار على التظاهر متحدين استخدام القوة المفرطة وعمليات القنص واستخدام الذخيرة الحية .
انطلقت تظاهرات اكتوبر 2019 متحدية جميع اسوار الطبقة السياسية ومعاقلها المتحصنة فيها ، هبَّ العراقيون مرة واحدة بدون تخطيط مسبق ببرنامج تغييري واضح المعالم والاهداف ، مرتكزة على العنصر الشبابي اليافع من مختلف الاعمار ومن مختلف الانحدارات الطبقية يجمعهم هدف ومصير واحد هو، اسقاط العملية السياسية التي اثبتت فشلها لقيادة البلد منذ العام 2003 ولم تقدم نموذجاً اصلاحيا واحدا رغم صيحات بعض السياسيين وقادة التيارات والكتل وطروحات التغيير الفارغة المتكررة الا انها كانت ترتدي اقنعة سوداء تبغي من وراء هذه الدعوات كسباً سياسيا وترويجاً اعلاميا وحرف المسيرة الاحتجاجية عن مسارها الحقيقي التي انطلقت من اجله اضافة الى عمليات القرصنة والابتزاز ورضوخ بعض الكتل امام هذه الدعوات المتكررة لأنها تشعر بأن مواقعها في الحكومة تتعرض الى هزات سياسية وربما يؤدي بها الى كشف ملفات فسادها وملفات اجرامها وعلاقاتها مع بعض دول الجوار والمحيط الاقليمي . فقد دعا السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري الى اكثر من مرة الى تظاهرات مليونية، لكنها لم تجن الجماهير المتظاهرة من هذه المليونيات الا الخيبات والقتل والانسحاب والتقهقر خاصة تلك التي دخلت الى المنطقة الخضراء وخرجت خائبة دون تحقيق اي هدف اصلاحي يذكر .
عود على بدأ ، تظاهرات ساحة التحرير في العام 2011 التي خرج بها المتظاهرون المدنيون ولأول مرة بمثل هذه الاعداد الكبيرة مطالبة بالخدمات خاصة الكهرباء ومحاسبة المقصرين تحديداً رئيس الوزراء " نوري المالكي " وباقي رؤساء الكتل والذي اثار حفيظة السيد مقتدى الصدر ،لأن التظاهرات لم تخرج من تحت عباءته بل خرجت مدنية مطالبة بالإصلاح وحينما وصل المتظاهرون الى مشارف جسر الجمهورية وهم ينوون دخول الخضراء ، اعلن مقولته " اعطوا الحكومة فرصة امدها ستة اشهر لتقويم الأداء الحكومي " بينما منح نوري المالكي مهلة للإصلاح امدها مائة يوم ، كلا المهلتين ذهبت ادراج الرياح دون تحقيق ما وعدوا به .
تظاهرات اكتوبر 2019
بدأت على غير عادة التظاهرات السابقة ، بموجة احتجاج عارمة تعبّر عن تراكم معاناة امدها ستة عشر عاماً من الرفض لكل الطبقة السياسية التي حكمت العراق طيلة حقبة من الظلام والتخلف والفساد، اشترك العراقيون جميعاً في دعم التظاهرات المليونية خاصة على مستوى العائلة العراقية التي تفاعلت وتماهت مع المتظاهرين الذين نزلوا الى الشوارع يطالبون بالوطن ، فمنهم من يقدم الطعام بأنواعه ومنهم من يدعم بالبطانيات والملابس الداخلية والمدافئ الكهربائية والمياه والعصائر ، نصبت السرادق واعيد فتح نفق ساحة التحرير وتم تنظيف ورفع الانقاض واعيدت له الحياة بالكهرباء والماء ،قام الفنانون التشكيليون برسم اللوحات الفنية واللوحات المعبرة عن وحدة وتلاحم الشعب العراقي بكامل شرائحة واطيافه ، خاصة تلك الايقونة العظيمة التي سطرت اروع المواقف البطولية اصحاب " التكتك " التي اصبحت رمزا للمحبة والتضحية ، اما على صعيد الاسعاف الفوري ، هناك مسعفون من الشباب ومن الاطباء والطبيبات وكذلك من شباب " التكتك " خلال التظاهرات التي دخلت شهرها الرابع مكللة بالثبات والصبر والتحدي ، عمل المتظاهرون كخلية نحل ، يتدافعون فيما بينهم من اجل تحقيق الانتصار الكبير على حكم الاحزاب الطائفية وقبرها الى الأبد .
على مرور الايام والاسابيع ومنذ بداية الانتفاضة الشعبية 1/ أكتوبر / 2019 استشهد من المتظاهرين في عموم العراق اكثر من 600 شهيد من المتظاهرين متأثرين بجراحهم جراء قنابل الغاز والذخيرة الحية وبواسطة قناصين الذين اعتلوا اسطح بعض البنايات عدا عمليات الخطف والاعتقال والاغتيال .اما عدد الجرحى فقد تجاوز اثني وعشرين ألف جريحاً من بينهم قرابة ثلاثة الاف معوق ومجموع عدد المختطفين والمعتقلين مائة وستة وستون متظاهراً .ومازالت هذه الاعداد بالارتفاع وهي تسجل مواقفاً مشرقة لشباب كسر جميع حواجز الرعب والارهاب الحكومي والميليشياوي .
الى الآن التظاهرات قائمة ترافقها عمليات الخطف والاغتيال والقتل وحرق خيم الاعتصام خاصة تلك التي حدثت في ساحات اعتصام الحبوبي بذي قار ، اصبحت البلاد في حالة من الانفلات الامني في بعض المدن العراقية ، كانت هناك مواجهات مع ميليشيات الاحزاب خاصة تلك التي حدثت في كربلاء والنجف وحرق القنصلية الايرانية لثلاث مرات .. اما المجزرة الكبرى التي اقترفت في محافظة ذي قار التي ارتكبها الفريق الركن جميل الشمري بأشراف واوامر رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي تبرأ من هذه الجريمة واتهم بها قائد عمليات ذي قار " جميل الشمري " جميع المدن الجنوبية والفرات الاوسط وبغداد قد تلقت ضربات مكثفة من بعض القوات الامنية ومن بينهم من ارتدى ملابس القوات الامنية ونزلوا الى الشوارع ملثمين يقترفوف ابشع الجرائم بحق المتظاهرين السلميين .
تظاهرات ساحة التحرير ...
اخذت احزاب السلطة تدس عناصرها وعملائها بين المتظاهرين وهي تقوم بتشويه صورة التظاهرات التي ضربت انصع صفحات التظاهر على مدى عقود خلت بالرغم من الطابور الثالث وحرقه لبعض الابنية الحكومية والاهلية وقتل المتظاهرين وبعض القوات الامنية في عملية القاء التهم على المتظاهرين ، جميع هذه المحاولات باءت بالفشل والخزي والعار .
ظلت التظاهرات محصورة في بغداد وبالذات في ساحة التحرير والمطعم التركي والسنك وجسر الاحرار دون الانتقال الى مرحلة اخرى من التظاهرات السلمية كالانتقال الى ساحة النسور وساحة المتحف وبوابة الجسر المعلق في خطوة تصعيدية جديدة لأن السياسيين يديرون البلاد من المنطقة الخضراء ولم يكترثوا بما يجري في التظاهرات ولا تلبية مطالبها الشرعية .



#اسماعيل_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا مدارس لا دوام حتى اسقاط النظام
- عصابات -قاسم سليماني- وحمامات الدم في العراق
- من سلطة الائتلاف المؤقتة الى سلطة -القوة المميتة - للميليشيا ...
- حقيقة تظاهرات الشباب العراقي 1/10/2019
- رسالة الى اجيال قبل سقوط صدام
- الى قيادات الحشد الشعبي
- قناة البغدادية الفضائية محكمة شعبية على الهواء
- زيارة ترامب وضجيج التصريحات
- سقطت اوراق توت المتاجرين بالامام الحسين
- ميناء المحمرة 24/ 5 / 1982
- بنادق بلا زناد
- يوميات شاهد لم يرحل بعد / الجزء الثاني
- يوميات شاهد لم يرحل بعد
- ايهما يتحقق في العراق - بيضة الديك ام بيضة القبان -؟
- مقتدى الصدر لغز يصعب على البعض فهمه
- رداً على مقالة -نظرية سبتك تانك (Septic Tank ) والحل المنشود ...
- للمرة الرابعة يعودَ العراقيون على انتخاب الفاسدين والطائفيين
- ذاكرة شيوعي قديم في الاول من ايار
- لوحةٌ كُبرى
- مواسم الحجيج


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل جاسم - تظاهرات اكتوبر شرارة التغيير والقوة المفرطة