الغرب وحرية التعبير وحقوق الانسان

علي العجولي

الحوار المتمدن-العدد: 7773 - 2023 / 10 / 23 - 17:21
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    

لقد شبعت عقولنا من كلمتي الحقوق والحريات التي يعيشها الانسان في الغرب حتى تمنى كل واحد منا لو انه ولد او عاش في الغرب فهناك لا رقيب على كلامه ولا على رغباته فبأمكانه ان يشتم الرئيس والملك والوزير اذا شعر انه اخطاء وان يقاضي حتى القاضي اذا سلب من حقوقه شيئ ولم نعرف ان هذه البلدان اكثر تسلطا ودكتاتوريه من بلداننافي كثير من الامور وان ما نسمعه عن الحقوق والحريات ونشاهد بعضه مصورا على الفديوهات في نشرات الاخبار وعلى السوشل ميديا هو جزء من الاستعمار الفكري ..
ولا اريد ان اذكرالكثير من الامثله وسأكتفي بواحد او اثنين ..
اولا قضية المفكر الشيوعي الفرنسي روجيه غارودي الذي سجن لمدة ثلاث سنوات لانه انكر وجود المحرقه اليهوديه من قبل النازيه واعتبارها جزء من لعبة ابتزاز يقوم بها اليهود للعالم مع العلم ان الرجل اتى بأدله قاطعه على بطلان هذه الدعوه وعدم وجود اي دليل ان النازيين حرقوا احدا من اليهود ..
اما الثانيه فهي منع المواطنين من اظهار تعاطفهم مع الشعب الغلسطيني وبالذات الناس المحاصرين في غزه والذين يبلغ عددهم اكثر من مليونين ونصف المليون والذين اصبحوا نتيجة الحصار الاسرائيلي بدون ماء ولا طعام ولاكهرباء وبمباركه ومشاركه من امريكا والحكومات الغربيه التي فتحت جسرا من المساعدات العسكريه لاسرائيل لتستمر بقتل اهالي غزه بالقصف القادم من الجو والبحر والذي يدك ويهدم منازلهم على روؤسهم حتى اصبحت المنطقه كأن زلزالا ضربها ،،
فان تكلمت او رفعت العلم الغلسطيني او استنكرت هذا الفعل فانت معرض لسحب جنسيتك ولطردكم من العمل وسحب اي جائزه حصلت عليها بابداعك وما يحصل مع لاعب كرة القدم الفرنسي الجنسيه كريم بنزيما خير مثلا على ذلك فهذا الرياضي مثل المنتخب الفرنسي ولعب مع ريال مدريد ويلعب الان مع فريق الاتحاد السعودي والدوري السعودي يستقطب الكثير من نجوم الرياضه مثل رونالدو و ساديو ماني وبيتي مارتينز والكثير من النجوم والذين لامجال لذكرهم.، بالمناسبه هذا اللاعب اي كريم بنزيما من ابوين فرنسيين من اصول جزائريه وهو فرنسي بالولاده يعني حسب قوانين الجنسيه جنسيته اصليه وليس مكتسبه وكل الذي فعله انه تعاطفه مع الفلسطينين واستنكر القصف الذي يطال المدنيين في غزه من قبل الاسرائيلين وهذا التعاطف جاء في تغريده ليس اكثر والتي قال فيها (كل صلاتنا لسكان غزه الذين اصبحوا مرة اخرى ضحايا للقصف الظالم الذي لايترك طفلا او امرأة) فما كان من وزير الداخليه الفرنسي دارمانين الا ان قامت قيامته وعلق بالقول ان السيد بنزيما لديه علاقه سيئة كما نعلم جميعا مع الاخوان المسلمين..
يا رجل ان كان ماتقوله صحيح فكيف يلعب في السعوديه والاخوان المسلمين محضور عملهم في السعوديه ويعتبرون جماعه ارهابيه كما علقت عضو مجلس الشيوخ الفرنسي فاليري بوير ان بنزيما (يشين)لفرنسا لتصريحه هذا وطالبت بسحب الجنسيه الفرنسيه منه وكأن اللاعب كريم بنزيما قام بخيانه عظمى لتسحب منه الجنسيه الفرنسيه وليس (حرية تعبير) كما قيل عن من قام برسم الصور المسيئه للنبي محمد وعندما طلبت الحكومات الاسلاميه من فرنسا منع هذه الصور قال رئيس الجمهوريه ماكرون انهاحرية تعبير ومبادئ الثوره الفرنسيه لن تسمح بتكميم الافواه..
ولم تنتهي الصور المشرقه لما يتمتع به الناس في الغرب من حرية التعبير وحقوق الانسان التي يعيشها الانسان في الغرب التي عشقتها منذو ان شاهدت الممثله الفرنسيه برجيت باردوا والتي كان يرمز لاسمها (ب.ب) وهي تدافع عن حقوق الحيوانات من خلال صون كرامتها وحقها في الحياة طبعا( تقصد الكلاب )صحيح نعم الحياة (يا اولاد شحيبر )لكن حياة الاطفال والنساء والشيوخ والمرضى الذين ازهقت اروحهم في لحظه واحده عندما اطلقت طائره اسرائيليه قنبله (ام84 )على مستشفى المعمداني الاهلي في غزه فقتلت اكثر من 500 شخص واصابت اكثر من 700 اخر اصابات اكثرهم حرجه لكني لا اعتقد ان الحال سيستمر هكذا فما حدث في المباراة التي اقيمت في اسبانيا وطلب الوقوف دقيقة صمت واحدة على ارواح الضحايا الاسرائيلين دون الفلسطينين احتج الحضور في الملعب بالصفير ورفعت الاعلام الفلسطينيه احتجاجا على مايجري وتعبيرا عن المسانده لغزه. فلم تستطيع الحكومات سحب جنسية كريم بنزيما ولا الكره الذهبيه التي حصل عليها بشجاعته ...وقد فهم الناس كيف يتعامل الغرب مع حرية التعبير وحقوق الانسان كفرد فهي سيوف يسلطونها على الشعوب ليستعمروها ويدمروها ليس اكثر ...
لذا يجب على كل انسان ان يكون مع الحق مع من كان هذا الحق وتحت اي ضرف..

#علي_العجولي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل