أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - إسرائيل تعيش تحت وطأة الحطام الوجودي














المزيد.....

إسرائيل تعيش تحت وطأة الحطام الوجودي


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7772 - 2023 / 10 / 22 - 22:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يصف توماس فريدمان إبادة غزة بأن "إسرائيل مضطرة إلى خوض حرب مستحيلة أخلاقيًا" بعد تعرضها لضربة قاصمة، فإن تعبير المستحيلة بالنسبة إليه كمؤمن بالأكاذيب من "الوصايا العشر"! يمثل العجز الفكري لإيجاد تسمية مقابلة لما بني على حثالة التاريخ!
فإسرائيل لم تعد نفسها بعد جرائم الحرب في غزة ولم يعد بمقدورها الدفاع عن فهم روجت له على مدار عقود بأنها "دولة أخلاقية".
ذلك العجز الأخلاقي عبر عنه كبار الكتّاب، دعك من الحطام الذي يعشه المستوطنون هناك وتعبر عنه "الدولة" التي ولدت بعقدة الخوف من قلة عدد سكانها مقارنة بمحيطها العربي، وتضخم المخاوف من المستقبل بعد هذه الحرب، ودع عنك أيضًا النتائج التي ستنتهي إليها الحرب في غزة، هناك ما هو أكبر بكثير من مصير غزة نفسها متعلق بالإسرائيليين أنفسهم الذين يعيشون تحت وطأة الإحساس بالحطام الوجودي واستحالة عيش حياة طبيعية، وبعد أن فشل كبار السياسيين في الوصول إلى ما هو أبعد من الكراهية الدينية والحرب الوحشية. إلى أن وصل غرور القوة بوزير الدفاع يوآف غالانت حد اعتبار الفلسطينيين حيواناتٍ بشريةً يجب وضعهم في قفص كبير. ذلك ما وصفه رئيس معهد “فيافويس” لاستطلاعات الرأي فرانسوا ميكيه-مارتي بالخطر الرئيسي عندما تنشأ دينامية من التوترات المتزايدة في المنطقة التي تغذي حالة الاستياء. ستودي بالضرورة لتغيير نظام الحكم في إسرائيل.
بعدها يمكن أن نسأل الغرب الذي قدم بشكل مذل فروض الولاء والطاعة لإسرائيل في ازدواجية تحكيم المبادئ بشكل سطحي، أي منكم في الغرب نظيف اخلاقيًا بما فيه الكفاية كي يصنف من هو الضحية ومن القاتل في الصراع الوجودي القائم اليوم؟
ذلك ما عبر عنه وزير الخارجية الفرنسي السابق دومينيك دو فيلبان، الذي كان له موقفًا أخلاقيًا معارضًا لحرب احتلال العراق في مجلس الأمن وخارجه بالقول "إنّ الأحداث الحالية تجري تحت أعين وأنظار العالم الذي لا يرى الأمور كما يراها الغربيون”، داعياً إلى أخذ ردود الفعل هذه في الاعتبار.
مهما يكن من أمر فالحطام الوجودي قائم منذ تلك الخطبة التي أعلنها موشي ديان عندما قتل مستوطن كان يطارد فلسطينيين من غزة عام 1956 فقال "فلنتوقف عن كيل الاتهامات للقتلة وهل يحق لنا أن نورد ادعاءات ضد كراهية إسرائيل؟ إنهم يجلسون منذ 8 سنوات في المخيمات بعد أن اخذنا أرضهم وبيوتهم، لن نطالب العرب بدمه، بل نطالب أنفسنا كيف أغلقنا عيوننا عن النظر بوضوح في مصيرنا"!
مثل هذا الكلام عن مصير إسرائيل يمكن أن نجدة اليوم في الآراء المشككة بالمستقبل عند كبار الكتاب هناك، فالكاتب ديفيد غروسمان الحائز على جائزة مان بوكر الدولية لعام 2017 أعترف بأن "إسرائيل تعيش كابوسًا" متسائلا "من سنكون عندما ننهض من الرماد؟".
وكتب "ما يحدث الآن هو الثمن الملموس الذي تدفعه إسرائيل مقابل إغراءها لسنوات من قبل قيادة فاسدة قادتها إلى الانحدار من سيئ إلى أسوأ".
وشكك غروسمان مؤلف كتاب "أكثر مما أحب حياتي" بالمقدرة على التخلص من الصيغ البالية وفهم أن ما حدث في غزة، هائل وفظيع للغاية بحيث لا يمكن النظر إليه من خلال نماذج قديمة.
وكتب "حتى سلوك إسرائيل وجرائمها في الأراضي المحتلة منذ 56 عاماً لا يمكن أن يبرر أو يخفف ما تم الكشف عن عمق الكراهية تجاه إسرائيل، والفهم المؤلم بأننا نحن الإسرائيليون سنضطر دائماً إلى العيش هنا في يقظة شديدة واستعداد مستمر للحرب.. في محاولة متواصلة لنكون كل من أثينا وإسبرطة في وقت واحد. وهناك شك أساسي في أننا قد نتمكن يومًا ما من عيش حياة طبيعية وحرة، غير مقيدة بالتهديدات والقلق. حياة مستقرة وآمنة".
بينما اعترف عالم الاجتماع يوفال نوح هراري الذي طالما شكك بالأسطورة اليهودية بفشل التعايش السلمي، فالمتشددون اليهود أوصلونا إلى سياسة التعايش العنيف.
ويعترف غيرشوم غورنبرغ مؤلف كتاب "حرب الظلال: كاسرو الشفرات والجواسيس والنضال السري لطرد النازيين من الشرق الأوسط". بأن أوهام نتنياهو قادتنا إلى الكارثة عبر الغطرسة وغرور الرضا عن النفس.
هناك تعبير مستمر ومتصاعد عند مستوطنين أوصلتهم السياسية الاسرائيلية المتعالية على المفاهيم الإنسانية، إلى أشخاص محطمين يفكرون بالهرب، بل أن موران زير كاتسنشتاين مؤسسة مجموعة حقوق المرأة المناهضة لحكومة نتنياهو، قالت إنّ “هناك جيلًا كاملًا يحتاج إلى الإنقاذ”.
لا ينتهي الأمر في ضفة الاحتلال وحدها، فهناك معايير سياسية أُريد لها أن تسود من قبل الحكومات العربية وهي ترى في التطبيع حلا منقذًا لسلطتها، لكن تلك المعايير انكسرت قبل أن تكتمل، فصار المواطن العربي يرفض أن يمنح عقله للحاكم كي يفكر نيابة عنه عندما يتعلق الأمر بقبول إسرائيل.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همايون ناظم الغزالي
- انكسار “الغطرسة الإسرائيلية”
- معادلة شاذة لعدد الصحافيين في العراق
- احتفاء غير مسبوق بالفشل
- نجاح سلام العراقية
- لا دروس نتعلمها على طاولة الديمقراطية
- الغناء الليبي كان وظل مشرقيًّا
- تعريف عراقي للذيول
- المعضلة الوجودية في العراق المزيف
- كيف مرَّ آب اللهاب؟
- الجانب الأروع من كريم العراقي
- نسختان من إيران ومن خامنئي
- المعضلة المعرفية أكبر من شارع المتنبي
- رسالة فاروق هلال بأصابع مرتعشة
- كن قذرا!
- صورة عتيقة لكنها معبرة عن السياسة البريطانية
- الحقيقة القبيحة تنمو وتتصاعد
- أطباء فائضون عن الحاجة
- أسهل وصفة لتدمير بلد
- الموت يفقد مواصفاته العراقية!


المزيد.....




- خريطة جديدة تقترب من حل لغز بناء الأهرامات.. ماذا اكتشف العل ...
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة القتلى في القطاع إلى 35386 شخصا
- دراسة: متوسط العمر المتوقع في العالم سيزيد بنحو 5 سنوات بحلو ...
- 5 قواعد لتخفيض خطر الوفاة بنسبة 39 بالمئة
- كيف تحفّز الجسم على استخدام الدهون المشبعة كمصدر للطاقة؟
- وزير داخلية سلوفاكيا يحذر: البلاد على شفا حرب أهلية
- إيران على عتبة النادي النووي
- إجلاء آلاف الأشخاص من منطقة خاركيف، ومخاوف من تطويق القوات ا ...
- قتيل سادس في كاليدونيا الجديدة نتيجة الاضطرابات المستمرة (في ...
- -معاريف-: الأمريكيون مقتنعون ببقاء حماس في اليوم التالي بعد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - إسرائيل تعيش تحت وطأة الحطام الوجودي