أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - (لماذا استخدام المشرع العراقي في المادة (٤٠٥) من قانون العقوبات (من قتل نفسا عمداً) كلمة (النفس) دون كلمة انسان؟)














المزيد.....

(لماذا استخدام المشرع العراقي في المادة (٤٠٥) من قانون العقوبات (من قتل نفسا عمداً) كلمة (النفس) دون كلمة انسان؟)


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 7772 - 2023 / 10 / 22 - 00:02
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


طرح أحد الزملاء الافاضل موضوع لم التفت اليه سابقاً يتعلق بصياغة النصوص العقابية وكان على وفق السؤال الاتي (لماذا استخدام المشرع العراقي في المادة (٤٠٥) من قانون العقوبات (من قتل نفسا عمداً) كلمة (النفس) دون كلمة انسان؟)
وحاولت ان أجد تفسير لاستخدام المشرع لهذه العبارة ووجدت مالم يشفي الغليل، لكن القليل منه خير من العدم، وبدوري اعرضه للنقاش لعل احد الافاضل يرشدنا الى صحيح الجواب وكانت اجابتي على وفق الاتي:
حيث لفت الانتباه الى ان المشرع في المواد (405 و 406) من قانون العقوبات العراقي النافذ رقم 111 لسنة 1969 قد استخدم عبارة (من قتل نفساً عمداً) في جرائم القتل العمد ، بينما في بقية الجرائم التي تؤدي الى ازهاق روح لم يستعمل عبارة النفس ، وانما استخدم عبارة الشخص او الانسان ، فاستخدم عبارة (شخص) في المادة (411) وفي المادة (418) استخدم عبارة موت المجنى عليها، كذلك استخدم عبارة (موت الشخص) في المادة (36) من قانون المرور رقم 8 لسنة 2019 ، وعند البحث عن هذا التمييز وجدت ان قانون العقوبات المصري أيضا استخدم النفس في جرائم القتل العمد في المادة 230 عقوبات، ولم يستعملها في بقية الجرائم التي تؤدي الى ازهاق روح، كما وجدت ان بقية القوانين العربية العقابية الأخرى، قد تباينت بين استعمالها لتلك العبارة منهم من استخدم (النفس) واخر استخدم الانسان وعلى وفق الاتي :
1. القوانين التي استخدمت عبارة (النفس): المصري كل من قتل نفساً عمداً المادة 230 عقوبات، القانون الكويتي 0من قتل نفسا عمدا) المادة 149 عقوبات، الإماراتي (من قتل نفساً عمداً) المادة 384 عقوبات، القطري (من قتل نفساً عمداً) المادة 300 عقوبات، البحريني (من قتل نفساً) المادة 333 عقوبات ، التونسي استخدم (نفس) في المادة (201) عقوبات
2. القوانين التي استخدمت عبارة الانسان: القانون اللبناني (ازهاق روح انسان) المادة 547 عقوبات ، الجزائري (ازهاق روح انسان) المادة 254 عقوبات ، السوري (قتل انسان قصدا) 533 عقوبات ، الأردني (قتل انسان قصداً) المادة 326 عقوبات ، العماني (قتل انسان قصداً) المادة 301 عقوبات، السوداني (قتل الانسان) المادة (129) عقوبات
3. اما القانون المغربي فانه استخدم عبارة (من قتل غيره) المادة 392 عقوبات
وبعد استعراض تلك النصوص لم اجد رابط مشترك يمكن الركون اليه لربط غاية المشرع، لان هذه القوانيين بعضها من التي اعتنقت الشريعة الإسلامية مصدراً اساسياً مثل السودان، قد استخدم عبارة (الانسان) بينما السعودية ليس لها قانون او نطام مقنن للعقوبات الجزائية وانما تعتمد على الشريعة، وهناك اختلاف في التعريف عند فقهاء الشريعة بعضهم يستعمل كلمة (انسان) واخر (ضحية) وغيرها، وبعضهم يستعمل عبارة (النفس)، كما ان بعض التشريعات المتأثرة بالقانون الفرنسي نجد انها أيضا استخدمت عبارة (الانسان) ويلتحق معهم القانون الأردني الذي يقترب من الشريعة اكثر من ميله الى التشريعات الغربية ومع ذلك استخدم كلمة (الانسان) ومثله القانون العماني الذي تأثر بالقانون الإنكليزي، اما التشريعات التي استخدمت عبارة النفس ومنها القانون العراقي فإنها تأثرت بأجواء الشريعة الإسلامية لإنها كانت خاضعة الى الدولة العثمانية التي تعتمد الفقه الحنفي باعتباره المذهب الرئيسي.
لكن وجدت أشار في فقه الشريعة الى التمييز بين استخدام عبارة النفس وغيرها، فإن استخدام عبارة (النفس) يشير إلى أنه يتم قتل شخص معصوم من القتل، بمعنى انه محفوظ الدم اما لانه مسلم او لإنه من الذميين المستأمنين في ربوع الإسلام، أما عبارة (الإنسان) أو (الشخص) فهي تشير إلى شخص معين، ولا تشير إلى أن هذا الشخص معصوم من القتل مثل المرتد او صاحب الجرم الذي يوجب حد القتل، وهناك إشارات واضحة في معظم كتب الفقه لأغلب المذاهب ومنها الامامية والحنفية على وجه الخصوص.
وعرف احد الكتاب في الفقه الإسلامي القتل العمد (أن يقصد القاتل من يعلمه آدميًا معصوما فيقتله بما يغلب على الظن موته به) وهنا استخدم عبارة ادمياً بدل (نفساً) لكنه اقرنه بان يكون معصوماً من القتل ويشير الدكتور وهبة مصطفى الزحيلي بكتابه الموسوم (الفقه الإسلامي وادلته) الى تعريف معصوم الدم بانه المقتول مؤمناً أو أمناً؛ لأن العصمة بإيمان أو أمان، فهي عصمة مخصوصة، كما يتفق الفقه الجعفري في تلك النقطة حول تعريف القتل العمد بانه (صدوره من البالغ العاقل في النفس المعصومة أي المحترمة غير المهدورة ) وهذا ما أشار اليه السيد محمد صادق الروحاني في كتابه الموسوم فقه الامام الصادق.
مع التقدير
قاضٍ متقاعد
.



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا استخدام المشرع العراقي في المادة ٤٠٥ عق ...
- ميراث أبناء المقر له بالنسب، تعليق على قرار محكمة التمييز ال ...
- قراءة في قرار المحكمة الاتحادية العيا حول تفسير المادة (110) ...
- هل يجوز للمحكوم بعقوبة السجن ان يقيم دعوى الطعن بعدم الدستور ...
- هل اتباع الإجراءات القانونية السليمة تكفي لحماية الحقوق؟ (بي ...
- كيف يرفع التناقض الذي يحصل في قرار المحكمة الاتحادية العليا؟ ...
- الفساد المالي والإداري والحديث النبوي الشريف (هدايا الامراء ...
- هل يؤثر تأييد الحضانة على حجية الحكم القضائي بضم الحضانة، قر ...
- هل رد الطعن التمييزي شكلا بسبب عدم ذكر اسم الخصوم، بمثابة ال ...
- خفايا النص واضاءات المجتهد في الطعن بطريق إعادة المحاكمة
- التحكيم المحلي والتحكيم الدولي في ضوء احكام القضاء العراقي
- ان النقص الأول فينا هو ضعف الضمير القانوني
- حِمايةُ اليَراعْ من سَفاهةِ الرِعاعْ
- حجية الحكم القضائي ونسبية أثره
- حقوق الأبوين في القانون العراقي
- الصفة الوقتية لقانون الموازنة واثرها على المراكز القانونية
- المنطق في الاجتهاد القضائي قراءة في ضوء قرار محكمة التمييز ا ...
- تفعيل حق التتبع لإعادة الأموال المتحصلة عن جرائم الفساد
- قانون الانتخابات وقانون الموازنة وقصيدة الشاعر صادق رستم
- براكسا، أو مشكلة الحكم للأستاذ توفيق الحكيم


المزيد.....




- ما العواقب التي قد تترتب على صدور مذكرة اعتقال دولية بحق نتن ...
- منظمات إنسانية دولية والأمم المتحدة تحذر من عواقب اجتياح رفح ...
- منظمة الهجرة تعلل سبب مغادرة اللاجئين السوريين للبنان بوتيرة ...
- الجيش الإسرائيلي يحول عددا من مدارس غزة إلى مراكز اعتقال وتع ...
- هكذا تعتمد إسرائيل على المقاتلين الأجانب في ارتكاب جرائم حرب ...
- إعدام -قاتل البحيرة- في مصر..كيف يرى القانون جرائم رد الفعل؟ ...
- الأونروا تتحدث عن -شاحنات تنقل جثثا من إسرائيل إلى غزة-
- مسؤول بالأمم المتحدة: هجوم رفح يلوح -في الأفق القريب- 
- وثيقة داخلية: إدارة بايدن تدرس استقبال لاجئين من غزة
- قائمة جامعات أمريكية شهدت اعتقالات في ظل تزايد الاحتجاجات ال ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - (لماذا استخدام المشرع العراقي في المادة (٤٠٥) من قانون العقوبات (من قتل نفسا عمداً) كلمة (النفس) دون كلمة انسان؟)