أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عماد الطيب - جسور أمل














المزيد.....

جسور أمل


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7767 - 2023 / 10 / 17 - 23:16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


امل عجيل الحسناوي .. اديبة عراقية من اللواتي قدمن عصارة جهدهن من أجل قراءة تستوعب الحاضر والماضي وتستشرف المستقبل . قدمت العديد من النصوص الادبية السردية .. فضلا عن مقالات وقصص واشعار. امتازت تجربة الحسناوي في البحث عن الهوية المفقودة في الشخصية الانسانية في ظل صراعات نفسية واجتماعية واخلاقية وحتى سياسية . وعرفت بكتاباتها التحليلية حيث تتعامل مع المضمون وفق آليات خطتها لنفسها . لذا نرى الغموض يسود فضاء النص الادبي لدى الكاتبة .. فهي تحادث شخصيات تكاد تكون مخفية عن القاريء ولكن توظفها بشكل دراماتيكي تجعل من القاريء يلاحق الاحداث بوتيرة متسقة .. فقد كشفت في نصها السردي " خوارزمية الجسور " عن مدى استخدامها للرمزية في الاحداث ودلالات نفسية واخلاقية اسقطتها الكاتبة على مفردة الجسر الذي اعطى اكثر من مغزى ومعنى في حكايتها . فقد لعبت الجسور لعبتها الكبيرة السعيدة منها والمحزنة معها منذ ان كانت طفلة تعيش في بلدة صغيرها تحيطها الجسور من كل جانب ..( ان اجمل شيء في طفولتها هو ذلك الجسر الذي يقطع مدينتها الى شطرين ، الاول يقع فيه السوق الكبير والمناطق الشعبية بدرابينها الضيقة وتعرجاتها المتشعبة ، والثاني للاحياء الراقية حيث الشوارع العريضة والبيوت المليئة برائحة الرازقي واغصان النارنج وعرائش العنب .. شكل عبور الجسر اعظم متعة بالنسبة لها حيث انعكاس الوان غروب الشمس على صفحة الماء وتلك الجزرة على جانب النهر التي جربت النزول اليها وارعبها غوص قدميها في الطين .) فالجسور في مفهومها الطفولي الصغير اكتشاف لعوالم جديدة وانها ايضا اداة لتقسيم المدينة بين احياءها الشعبية واخرى لمناطق الاغنياء . فالطفلة التي تلعب بحارتها المتكونة من دروب ضيفة يحدها النهر فلا معبر لها سوى جسورها العتيقة . وتكبر تلك الطفلة وتتغير مفاهيمها للحياة واتخدت الجسور منحى آخر في حياتها . بعدما كانت الجسور اداة لاكتشاف عالمها الصغير . تحولت الى اداة مرعبة في حياتها العامة (ارعبتها الجسور التي لاتحمل روح النهر في داخلها ) فهنالك جسور لاتحمل معنى الحياة والتغيير في الرؤى اوالارتقاء الى فضاءات فسيحة .. وانما اصبحت لديها كائن خرافي مخيف .. بعدما مدت جسورها مع الاخرين سواء في العمل اومع حبيب مجهول الهوية يحمل دلالة رمزية تلاعب في مشاعرها فكان رمزا في الغدر والخيانة بعدما كان يمثل لها الحياة والامل . (صعد هو الى جانبها ذات صباح خريفي دافيء وقال : الامر بسيط ولا يدعو للخوف . لم يكن الامر بسيطا بالنسبة لها بل كان هاجسا مرعبا ، لكن وجوده معها هو من جعله كذلك واخذت تقطع الجسور واحدا تلو الاخر بأطمئنان وهي تسترق النظر الى عينيه المليئة بالحب والتقدير فيدخل الامان والهدوء اليها ، وقد اطلقت المرأة (تسميات خاصة) على تلك الجسور لم تخبره بها ،،،عبرا معا ,,,, جسور المدينة كلها ،، تلاشى الخوف بلمسة يد ,,ونظرة عين.
كانا ينتظران بعضهما في نهاية وقت عمله وعملها، فيقود سيارته امامها وتقود سيارتها خلفه دون تدبير او تخطيط منهما ويسيران في طريقهما المشترك ، قاطعين ثلاثة جسور ، آخرها جسر ( الفراغ ) كما اطلقت عليه ، حيث تنحرف يمينا لتدخل في الشارع المؤدي لبيتها بينما يكمل هو طريقه البعيد بعد ان يلوح لها بيده وابتسامته ، فتشعر ان كونها فارغ تماما بدونه .
امتد بينها وبينه جسرا فريدا من الشعور الانساني ،، هناك ود ،، وهناك قرب ،، وحب وصداقة ،، وهناك في النادر جدا : شعور اعمق من كل ذلك يخرج عن نطاق التسميات المعروفة للمشاعر، يأتي من دون اسباب ،، وليس له شروط ،، هو الحياة نفسها,, ولهذا حين غادرها فجأة ، غادرتها الحياة معه ، وأصبح الكون يخلو من الالوان والموسيقى والعطر ،،، باهت وبلا طعم ،، كحساء بارد في فم محموم . ) هذا الجسر الانساني الذي فتحته لبعض البشر كان وبال عليها فكانت تتصرف بحسن نية وبراءة مع الاخرين وكان الامل الكبير في حياتها المتمثل بالحبيب المجهول الذي اشاع في نفسها رهبة الحياة وما تحويها من غموض ورعب وانكسار .. وكأنها تعيش اسوء كوابيسها . ( كان خذلانه مضاعفا كمن يحمل سكينا مسننا يعاود الطعنات فيها على جرح مفتوح .لم يفزعها رحيله بقدر ما أوجعها ان تضيع مشاعر عظيمة دون مبرر حقيقي وان يتحول من كان اقرب اليها من نبضها ومن الدم الذي يتدفق في شرايينها الى مجرد (غريب) . لم تستخدم الكاتبة في نصها الادبي التسلسل الزمني في ادوار حياتها دائما . وانما لجأت احيانا الى تبني مفهوم الفلاش باك خاصة في مرض والدتها ووفاتها ويقظتها من كابوسها المفزع الذي ترك آثارا نفسية .. مما دعاها الى توظيف تلك الانتكاسات الى نجاح وعبور لكل جسورها المعيقة .. والوصول الى المنطقة الآمنة في حياتها . استطاعت الكاتبة في توظيف امكانياتها اللغوية بأستعارة المفردات بشكل بلاغي لاسيما وان رمزية الاحداث منحت مناخا عاصفا من الاثارة والترقب . واقول .. من يرمينا بحجر نهدي له غصن زيتون .. هكذا تكون الحياة .!!!



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث نساء
- اوجاع هزيلة
- الفرصة الاخيرة
- اليك
- تجارب في الحياة
- لاتقتلوا الجياد .. كي نرتقي بأصالة المشاعر
- افتش عنها
- توبة
- حقائق وأوهام
- زمن الصعاليك
- خدعة اسمها الحب
- ذاكرة مختومة بالشمع الاحمر
- الموعد الاول
- امتنان
- باحث فلكي عراقي يدحض نظرية اصطفاف الكواكب المتعلقة بالزلازل
- غرباء
- زهايمر الايام
- حيرت قلبي
- وحدة
- امرأة ولكن من نوع آخر


المزيد.....




- ممرضة مصرية ثرية تتهم خادمتها بسرقة 2 كيلو ونصف ذهب من خزنته ...
- “مش هتسمع زنهم تاني!!”.. تردد قنوات الاطفال 2024 “كراميش وطي ...
- “قدمي الآن” الوكالة الوطنية للتشغيل “anem.dz” توضح شروط منحة ...
- خبر مفرح يسعد القلوب: منحة “المرأة الماكثة في البيت” جاهزة.. ...
- لأول مرة.. عارضات أزياء بملابس البحر في السعودية!
- لأول مرة في العالم العربي.. -حزب العمال- في الجزائر يرشح امر ...
- وزيرة تربط بين -تأهيل- المقبلين على الزواج و-تماسك الأسرة- ف ...
- تصرفات غريبة لامرأة وسط الشارع تقود الى مطاردة خطيرة في كالي ...
- الكويت.. تداول فيديو شغب بسجن النساء والداخلية ترد
- -المرأة التقدمية- في منتدى الاستثمار العالمي لرواد الأعمال - ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عماد الطيب - جسور أمل