أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - لا خير في دولةٍ يحميها الآخرون














المزيد.....

لا خير في دولةٍ يحميها الآخرون


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7766 - 2023 / 10 / 16 - 21:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لسنوات طويلة، كنا نسمع عن الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر. وعن الاستخبارات الاسرائيلية التي لا مثيل لها في الكفاءة والخبرة والقدرات "المذهلة" في الوصول إلى الهدف أو كشف الخطر قبل وقوعه باشهر. وترسّخت في نفوسنا صورة بل قناعة، هي ثمرة عملية غسل دماغ ممنهج من قبل أنظمة حكم، عربية قبل كل شيء، وأحزاب وإعلام دولي منحاز، بأن الكيان الصهيوني" عصيّ على القهر والهزيمة. وصوّروه لنا على أنه نسخة معاصرة من ارم ذات العماد" وراحتْ الاجيال، جيلا بعد جيل، ترضع حليب امهاتها مع الشعور بالهزيمة والإحباط وتفبّل الأمر الواقع الذي هو مزيج من الخذلان واليأس وفقدان الأمل.
ولكن، وفي غضون الساعات الأولى من يوم السابع من اكتوبر الجاري، عندما جاءهم "طوفان الاقصى" من حيث لا يدرون ولا يتوقعون. انهارت قلعة الصهاينة الورقية. واتّضح أن ذلك "المارد" المخيف ليس أكثر من نمر من ورق صُنع بكفاءة عالية وحرفية دقيقة من قبل امريكا وإعلامها المهيمن على العالم. فوجد كيان اسرائيل نفسه في وضع لا يُحسد عليه. اقسى هزيمة منذ خمسين عاما باعتراف قادته المرعوبين، الذين فقدوا صوابهم بالكامل وراحوا يتخبطون بحثا عن نأصر ينصرهم او معين يعينهم. فلم يجدوا غير امريكا ورئسيها المتهالك جسديا وعقليا، جو بايدن. ومعه الافعى الرقطاء اورسولا فون دير لاين (رئيسة المفوضية الاوروبية) التي سارعت الى المجرم نتنياهو لتقول له: "اوروبا تقف الى جانب اسرائيل) والمهزلة هنا هي ان اوروبا لم يبق لديها شيء تقدًمه الى كيان اسرائيل ولا الى كيان اوكرانيا ! وفي هذه المناسبة خطر على بالي بيت المتنبي الذي يقول فيه: (لا خيل عندك تهديها ولا مالُ - فليُسعِد النطق ان لم تسعد الحالُ) نعم، ماذا تبقى لاوروبا بعد ان فرغت خزائنها المالية ومخازنها العسكرية التي انفقتها بلا (وجع گلب) على اوكرانيا المدلّلة. لم يبق لديهم شيء سوى قمع المظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني ومنع رفع علم فلسطين من قبل المتضامنين والمتظاهرين. والف طز بحرية التعبير عن الراي !
عموما، مهما فعلت اسرائيل من اعمال وحشية وارتكبت من مجازر دموية بحق المدنيين في غزة، ومهما هدّدت وتوعّدت ونفّذت، فإن اسطورتها المصطنعة وجبروتها المزعوم سقطا في الوحل. وسوف تبقى تلعق جراحها الدامية لعشرات السنين. وذلك ما اكّد عليه رئيس ما يسمى بمجلس الأمن القومي الاسرائيلي حين قال بعظمة لسانه الصهيوني: "لقد تلقّينا ضربة لا تُطاق) وكان يفترض بهذا المعتوه أن يستقيل من منصبه أو يعتذر لشعبه "المختار" بعد أن فشل فشلا ذريعا في حماية "الأمن القومي" للكيان الصهيوني.
لا يمكن لهذا الكيان، الذي لا يتمتع بالشرعية الكاملة ومرفوض من دول وشعوب المنطقة والعالم، باستثناء الحكام العرب المصابين بداء العجز السياسي المزمن، ويعيش محاطا بأسوار وجدران عالية وقبّة حديدية وتحيط به مستوطنات تضم اشرس المتطرفين وعتاة المتدينين، لا يمكنه الاستمرار على نفس الوتيرة الى ما لا نهاية، حتى أذا انجدته امريكا بكل ما تملك من قوة وبطش واموال.
وعندما يأتي وزير خارجية أمريكا إلى تل أبيب ويقول "جئت كيهودي وليس كوزير امريكي فقط" فهذا يعني أن كيان اسرائيل في خطر حقيقي. وان الرعب والخوف من انهيار هذا الكيان على ساكنيه بدأ يقلق سكنة البيت الأبيض كثيرا. مع العلم أنان ثلاث وزارات امريكية، الخارجية والدفاع والمالية، هي دائما في خدمة دويلة اسرائيل. في السرّاء والضرّاء.
وفي الختام، ثمة سؤال لابد منه: هل اسرائيل هي التي تحكم امريكا ام العكس ؟
والجواب يبقى معلّقا حتى أشعار اخر...



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما زالوا يطالبون الضحية بضبط النفس !
- اوكرانيا وزيلينسكي في ذمّة النسيان
- طوفان الاقصى: وانا نوردُ الرايات بيضاً!
- سُرّٓ من رأى...مسرور البارزاني !
- ثمّة أشياء لا تُفسر الّا بالصوت والصورة
- ملاحظاتي عليهم لا تُعد ولا تُحصى
- لم يبق من -شرعية- الاقليم شيئا غير الاسم
- خيبة امل شحّاذ اوكرانيا المدلّل
- العراق بين سياسة التفاهمات ودستور المكوّنات
- ذكريات تبحث عن ذاكرة غير تقليدية
- لا خير في زمن تستاسدُ فيه الارانب !
- حصّة الاقليم اولاً وحصّة العراق ثالثاً...
- انتظرتها على الطريق بفارغ الامل
- كركوك يا كركوك يا كركوك !
- اسودٌ علينا وارانب على تركيا !
- كلانا اخطأ الطريق إلى مقهى الملائكة
- أجنحة من الهواء النقي
- ما حاجة دولة -آكلي المِرار- للانضمام الى مجموعة بريكس؟
- استسلام اوكرانيا سيتم على عدة مراحل
- بعض التماسيح الِفت البكاء بالمجان


المزيد.....




- قطر تعلن إيقاف الملاحة الجوية فوق أجوائها مؤقتا -بسبب الأوضا ...
- ناشطون على مواقع التواصل يستعرضون تنوّع الردّ الإيراني المحت ...
- -دول الخليج تدفع ثمن القنابل الأمريكية، انسحبوا قبل فوات الأ ...
- بوتين يُدين الهجمات الأمريكية على إيران: لا مبرر لها
- بعد الضربات الأمريكية على إيران... حرب مستمرة وتهديدات وتأهب ...
- آلاف الألمان على -قائمة الأزمات- - عمليات الإجلاء من إسرائيل ...
- ما وراء زيارة عراقجي -الجادة والمهمة- إلى موسكو هذا الوقت؟
- عاجل | وكالة فارس الإيرانية: دوي انفجار خارج مدينة الأهواز ج ...
- -خارطة طريق- تمويل المناخ تواجه تعثرا وسط غموض في مصادر التم ...
- قطر توقف حركة الملاحة الجوية مؤقتا


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - لا خير في دولةٍ يحميها الآخرون