أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - لم يبق من -شرعية- الاقليم شيئا غير الاسم














المزيد.....

لم يبق من -شرعية- الاقليم شيئا غير الاسم


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7746 - 2023 / 9 / 26 - 21:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأ موسم الخريف وبدات تتساقط معه اوراق "التوت" عن عورة وشرعية البعص، كاقليم كردستان العراق مثلا. وما كان في يوم ما مخفيّا عن الانظار لتضليل المواطنين البسطاء، أصبح اليوم عارٍ ومكشوف تماما. ويمكن رؤيته من مسافة بعيدة ومتابعة أخباره غير السارة في وسائل إعلام الصديق قبل العدو.
فالشرعية لا تأتي من العنتريات على شاشات التلفاز ولا من التهديد والوعيد بهذا أو ذاك من الأمور، ولا من الاستقواء بالسفارة الأمريكية في بغداد. ولا من اسم العشيرة او الأرث العائلي. كما تفعل العوائل المتنفذة في شمال العراق. وقد يغيب عن اذهان البعض، من ذوي "الرؤوس الحارّة" كمسعود البارزاني، ان الشرعية تأتي من الدستور والقانون فقط. ومنهما فقط تستمد وجودها وديمومتها. ولا ينفع الصراخ والعويل والمماطلة وافتعال الأزمات بين الحين والآخر. لكسب الوقت والاستمرار في حلب البقرة العراقية للحصول على المزيد من الاموال دون مقابل !
قبل أيام اصدرت المحكمة الاتحادية العليا في العراق قرارا أبطلت بموجبه شرعية ما يسمى بمجالس محافظات اقليم كردستان (ومتى كان لهذه المجالس شرعية؟) ممّا جعل جميع المؤسسات في الاقليم فاقدة للشرعية، ابتداء من الحكومة (حاليا حكومة تصريف أعمال العوائل الحاكمة) وانتهاء بالبرلمان ومفوضية الانتخابات وما يتبع من دوائر وهيئات. فيا قارئي الكريم، اي شيء "دستوري" بفي في جعبة حكام الاقليم؟ وبأي شيء يتباهون ويفتخرون "ويدگون صدورهم" غروراً وتحدّياً؟ لكن الطامة الكبرى، هي أن جميع من يعمل في هذه المؤسسات والهيئات كانوا (وما زالوا) يستلمون رواتبهم "الضخمة" لعدة سنوات من قبل "الجمعية الخيرية" المسماة جمهورية العراق الفيدرالي ! والتي لا يعترفون اصلا بقوانينها ولا بثمانين بالمئة من المواد الواردة في دستورها.
أن طموحات بعض الاشخاص، خصوصا اذا كانوا في مراكز القيادة، تؤدي في أغلب الأحيان إلى هدم وتدمير ما تم بناءه على مدى سنين طويلة من العمل المثابر والتضحيات الجسام. وأن من يبالغ كثيرا في قدرته على إنجاز وتحقيق كل ما يصبوا اليه، برمشة عين، غالبا ما يصطدم بواقع مرير لا شيء فيه سوى الفشل وخيبات الامل. ويبقى طوال حياته يطحنه الندم وياكله الاسف على "الزمن الجميل" الذي مضى بلا عودة.
وهذه هي حالة إقليم كردستان العراق. فقد وجد نفسه، في الآونة الاخيرة، في وضع لا يُحسد عليه. أنه اسوا وضع يمرّ به الاقليم منذ عقدين حسب اعترافات وتصريحات الكثير من القادة والخبراء والسياسيين من أبناء الاقليم نفسه. ولا يمكن بطبيعة الحال نكران الدور "الخبيث" والخالي من المسؤولية الذي تمارسه عائلة بارزاني الحاكمة. وما وصل إليه وضع الشعب الكردي المغلوب على أمره. حيث أصبحت قضية رواتب الموظفين في الاقليم قميص عثمان وسلعة للمتاجرة والمقايضة بين حكومة آل بارزاني وحكومة بغداد. رغم أن هذا الملف الإداري والإنساني يفترض أن يقع على عاتق الحكومة المركزية في بغداد فقط. وتتم معاملة موظفي الاقليم كباقي موظفي الدولة العراقية باعتبارهم عراقيين ويعملون في دوائر الحكومة الاتحادية. اليس كذلك؟
ولكن آل بارزاني رفضوا مرارا وتكرارا، وما زالوا يرفضون، توطين رواتب هؤلاء الموظفين. كما ان حكومة الاقليم من جانبها تسعى بكل السُبل إلى استخدام هذا الملف للضغط على الحكومة العراقية. ومعروف منذ القدم ان آل بارزاني لهم خبرة طويلة في التلاعب بمشاعر الناس البسطاء والضحك على عقولهم. وبعد أن خسر جميع اوراق الضغط "الهجومية" لم يبق لمسعود البارزاني شيئا يفتخر به أمام مواطنيه أو يدغدغ به مشاعرهم القومية، غير الاحتفال بذكرى الاستفتاء المشؤوم، الفاشل الذي افقده الكثير من ماء الوجه. ومن غير المستبعد ان تكون هذه آخر مناسبة مرّة الطعم للبارزاني قبل أن يودّع هذا العالم...



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيبة امل شحّاذ اوكرانيا المدلّل
- العراق بين سياسة التفاهمات ودستور المكوّنات
- ذكريات تبحث عن ذاكرة غير تقليدية
- لا خير في زمن تستاسدُ فيه الارانب !
- حصّة الاقليم اولاً وحصّة العراق ثالثاً...
- انتظرتها على الطريق بفارغ الامل
- كركوك يا كركوك يا كركوك !
- اسودٌ علينا وارانب على تركيا !
- كلانا اخطأ الطريق إلى مقهى الملائكة
- أجنحة من الهواء النقي
- ما حاجة دولة -آكلي المِرار- للانضمام الى مجموعة بريكس؟
- استسلام اوكرانيا سيتم على عدة مراحل
- بعض التماسيح الِفت البكاء بالمجان
- كل شيء على ما يرام...فما حاجتكم إلى الانتخابات ؟
- اما زال الشعب مصدر السلطات...كما يُقال ؟
- نظام اوكرانيا على حافّة الانهيار
- زيلينسكي، كناطحِ صخرةٍ يوما ليوهنها !
- بعضُ -المسائل العالقة- ما زالت عصيّة على الحل !
- يسارهم ويمينهم وجهان لعملة أمريكية واحدة
- من قلّة الخيل شدّوا عالكلاب سروج !


المزيد.....




- إسرائيل تعلن شن غارات جديدة على سوريا.. وتوضح الهدف
- -لحماية الدروز-..هل تصعد إسرائيل بسوريا؟
- سجن قاضية أممية في بريطانيا لأكثر من 6 سنوات بتهمة -استعباده ...
- مصدر مصري: إسرائيل تغلق معبر رفح من الجانب الفلسطيني وتمنع د ...
- الجيش الإسرائيلي يكشف عن المواقع المستهدفة في الغارات الأخير ...
- الخارجية الأمريكية توافق على عقد بقيمة 310.5 مليون دولار لصي ...
- إعلام: الولايات المتحدة تجهز عقوبات جديدة ضد روسيا قد يرفضها ...
- مرافعة تاريخية للجامعة العربية أمام العدل الدولية
- زعيمة حزب ألماني تتحدث عن خطأ ارتكبته أوروبا في قضية الأزمة ...
- إسرائيل تقرر استدعاء آلاف جنود الاحتياط وتوسيع العملية العسك ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - لم يبق من -شرعية- الاقليم شيئا غير الاسم