أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - حصّة الاقليم اولاً وحصّة العراق ثالثاً...














المزيد.....

حصّة الاقليم اولاً وحصّة العراق ثالثاً...


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7729 - 2023 / 9 / 9 - 23:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُشار عادة في وسائل الإعلام المختلفة الى الخلافات المستمرة، منذ زمن بعيد، بين حكومة بغداد المركزية وحكومة اربيل على انها خلافات "بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان". وهذا في رأيي المتواضع خطا فادح. فمن يتابع مجريات ومسارات هذه العلاقة يكتشف بسهولة أن الخلافات وما فيها من "مسائل عالقة" هي في الجوهر "بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحزب مسعود البارزاني في الشمال". والاقليم ليس له دخل بالموضوع. وغالبا ما يتم زجّ الاقليم في معمعة هذه الخلافات كورقة ضغط من أجل كسب المزيد من المكاسب الحزبية. وهذا يتم عادة عبر عدة طرق منها تهييج مشاعر الناس البسطاء في شمال العراق. والعزف بشدة على الوتر القومي الحساس جدا !
أن سلوك وتصرفات وتصريحات وايضا "عنتريات" حزب آل بارزاني في الاشهر الاخيره بيّنت انه الحزب الوحيد، من مجموع بقية الاحزاب الكردية الاخرى، الذي يقف دائما ضد الجميع. دائما في موقع المعارض. واحيانا يمارس المعارضة من أجل المعارضة فقط ! جعل من نفسه حجر عثرة في طريق اية تسوية أو اتفاق. فإذا اتغف عشرة أشخاص تراه المعارض الوحيد فيهم. أن لم يكن رأيه هو الاعلى وصوته هو الاقوى في كل شأن أو مسألة. لا شيء يرضيه ابدا. لا تنفع معه مفاوضات ولا تفاهمات ولا اتفاقات مكتوبة. وحتى لو وقع قادته عليها بعشرة اصابع. فانهم سرعان ما يتنصلون عنها في اليوم الثاني. ومشكلة حزب بارزاني والعائلة المالكة في اربيل هي انهم مقتنعون حتى النخاع بان الاقليم وخيراته وثرواته, ليس جزءا من العراق فحسب، بل هو "ملكية خاصة" تابعة لهم، لا يمكن التفريط بها ابدا. ودونها الموت والخطوط الحمراء وانهار الدماء. هل سمعتم عن شخص تخلى لغيره عن ملكية "خاصة" برحابة صدر؟
اصافة إلى هذا، لم تسلم حكومة واحدة في بغداد وعلى مدى عشرين عاما من نيرانهم "الصديقة" التي يطلقونها كلما تعكّر مزاجهم السياسي. حتى وإن كان رئيس الحكومة الاتحادية متعاونا معهم كثيرا. ويتودد لهم صباح مساء.
ومن يطًلع على تاريخ العلاقة المتوترة دائما بين حكومة بغداد وحكومة اربيل (حكومة آل بارزاني) سيجد ان 70 بالمئة من مشاكل العراقيين، عربا وكردا وتركمانا، تاني من طرفهم. نعم من طرفهم فقط، وليس من طرف الاقليم كما تروّح بعض وسائل الاعلام. وهنا علينا دائما أن نفرّق ونميز بين الحكومة والشعب، خصوصا ان جميع هذه الحكومات المركزية والمحلية جاءت رغم انف الشعب، عن طريق إنتخابات مزورة وغير نزيهة. رفض اكثر من ثلثي الناخبين المشاركة فيها.
لقد دأب آل بارزاني ومنذ سنين على تمثيل دور الضحية. واتقنوا هذا الدور بطريقة هوليودية بارعة. الى درجة انهم لم يعرفوا تمثيل اي دور آخر سواه، مستخدمين عن باطل ولاهداف حزبية وعائلية حقوق "شعب كردستان الدستورية". لتضليل المواطنين الكرد الذين لا حول ولا قوة لهم سوى الانصياع والرضوخ لعمليات الشحن "العنصري" التي يمارسها حزب بارزاني ضد حكومة بغداد متهما إياها ب (تجويع الشعب الكردي) وحرمانه من استحقاقاته الدستورية. فتراهم بين حين وآخر يهددون العراق بالتدخل الدولي. من اجل ماذا؟ من اجل المال لا اكثر ولا اقل. لان المال صار ربهم الاوحد ودينهم المقدس.
في رده على شكوى وانتقاد وتذمّّر رئيس حكومة الاقليم مسرور البارزاني واتهامه لحكومة بغداد بانها تنصلت عن التزاماتها والاتفاقات المبرمة مع الاقليم. تفضّل الناطق باسم الحكومة الاتحادية باسم العوادي بالرّّد وبشكل لا لبس فيه.
وهنا ننقل تصريحه الذي نشرته جميع وسائل الاعلام؛
(ان الحكومة الاتحادية نفّذت التزاماتها المالية كاملة تجاه اقليم كردستان". مشيرا الى ان " الاموال التي في ذمّة الاقليم بلغت اكثر من ثلاثة اضعاف حصّة الاقليم حسب الاتفاق الفعلي للدولة". وتابع قائلا بعظمة لسانه الحكومي: "ان حكومة الاقليم لم تسّلم الإيرادات النفطية وغير النفطية كما اوجب تسليمها قانون الموازنة " مشيرا الى انه "رغم عدم التزام حكومة الاقليم اتخذت الحكومة الاتحادية قرارا بعدم تحميل المواطنين العراقيين في الاقليم جريرة عدم الالتزام".
ويختتم الناطق باسم حكومة بغداد المركزية تصريحه قائلا:" ان الالتزام بالقوانين الفيدرالية والاتفاقات ا المبرمة في ظل الدستور أقصر طريق لاستكمال التحويلات المالية وتعزيز الثقة". والله يا خوي، انت نايم ورجليك بالشمس !
يا ناطق باسم الحكومة الاتحادية ماذا تقول عن "تعزيز الثقة؟"
يا رجل، هؤلاء الناس (آل بارزاني) لا يعترفون بالدولة العراقية. لا يعترفون بالقوانين الفيدرالية. لايعترفون بالدستور العراقي. ولا يعترفون بالمحكمة الاتحادية وقوانينها الملزمة للجميع. هؤلاء الناس، يا من وضّحت الامور امام الجميع، لا يريدون منكم سوى المال. ولا شيء غير المال. بسرعة وبدون مقابل. سوف "ازيّن شاربي" اذا حصلتم منهم على برميل نفط واحد او دولار واحد من الإيرادات غير النفطية.
واختتم مقالي عن هذا الموضوع بتغريدة للنائبة السيدة حنان الفتلاوي، تشخّص فيها مشكلة الاقليم فتقول: "مشكلة الاقليم لن تحل الى قيام الساعة لانهم لن يسلموا وارداته ابدا. فلم يسلموها منذ عشرين سنة، ولن يسلموها..يختلفون مع كل رئيس وزراء جديد حتى وإن كان متعاونا معهم".
أعتقد أن كلام النائبة الفتلاوي إصاب كبد الحقيقة. ولا يحتاج إلى أدلًة او براهين فيما ذهبت اليه...



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتظرتها على الطريق بفارغ الامل
- كركوك يا كركوك يا كركوك !
- اسودٌ علينا وارانب على تركيا !
- كلانا اخطأ الطريق إلى مقهى الملائكة
- أجنحة من الهواء النقي
- ما حاجة دولة -آكلي المِرار- للانضمام الى مجموعة بريكس؟
- استسلام اوكرانيا سيتم على عدة مراحل
- بعض التماسيح الِفت البكاء بالمجان
- كل شيء على ما يرام...فما حاجتكم إلى الانتخابات ؟
- اما زال الشعب مصدر السلطات...كما يُقال ؟
- نظام اوكرانيا على حافّة الانهيار
- زيلينسكي، كناطحِ صخرةٍ يوما ليوهنها !
- بعضُ -المسائل العالقة- ما زالت عصيّة على الحل !
- يسارهم ويمينهم وجهان لعملة أمريكية واحدة
- من قلّة الخيل شدّوا عالكلاب سروج !
- ٢٨١ حزباً سياسياً في العراق ! ما شاء الله ...
- لا امنح وقع خطاي لرصيفٍ يجهلني
- وفسد فاسدٌ من أهلها !
- اردوغان وزيلينسكي...حفنة وعود اطلسية
- الصفة تتبع الموصوف...في العراق يحصل العكس !


المزيد.....




- فيديو مرعب يظهر لحظة اجتياح فيضانات مدمرة شمال أفغانستان.. ش ...
- مشهد مرعب متداول في الصين.. متسلقون علقوا لأكثر من ساعة على ...
- الدفاع الروسية: هجوم أوكراني بالصواريخ استهدف مناطق سكنية في ...
- -إسرائيل ستدفع ثمن التردد في اتخاذ القرار في غزة- - جيروزال ...
- هاغاري: -العملية الدقيقة ضد حماس في رفح مستمرة-
- رئيس المجلس الأوروبي يدعو إسرائيل لعدم شن عملية برية في رفح ...
- الكويت.. إجراءات للنيابة العامة بحق مواطنين طعنوا في حقوق وس ...
- صحيفة تركية تتحدث عن مخطط أمريكي لجعل تركيا ثقلا موازنا في م ...
- اندلاع حريق ضخم في مركز للتسوق بالعاصمة البولندية وارسو (فيد ...
- لوموند: روسيا تعزز وجودها في ليبيا وسط استياء غربي واسع


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - حصّة الاقليم اولاً وحصّة العراق ثالثاً...