أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - ما زالوا يطالبون الضحية بضبط النفس !














المزيد.....

ما زالوا يطالبون الضحية بضبط النفس !


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7763 - 2023 / 10 / 13 - 21:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس غريبا على اسرائيل أن ترتكب مجازر بشعة ودمار هائل في غزة. فقد تأسس هذا الكيان الغاصب على يد عصابات صهيونية اتخذت من القتل والتهجير والعنف وتجريف أراضي الفلسطينيين مبدأ رأسخا لها ومنهجا ثابتا في إثبات وجودها غير الشرعي في ارض فلسطين. وليس غريبا من دولة الشرّ الكبرى امريكا أن تعطي الضوء الأخضر للمجرم نتنياهو وتطلب منه أن يكون رده "حاسما" على ما تعرّضت له دويلة العصابات الصهيونية على يد المقاومة الفلسطينية البطلة. وليس غريبا أيضا أن غالبية الحكام العرب اكتفوا كعادتهم بكلمات الشجب والادانة التي دأبوا على تكرارها منذ أكثر من نصف قرن. وليس غريبا اعلان أربع أو خمس دول، لها تاريخ استعماري اسود ملطّخ بالدماء، تضامنها المطلق مع الكيان الصهيوني والدفاع عنه وارسال المساعدات العسكرية له. ومنها بعض دول اوروبا (المتحضرة جدا و الديمقراطية جدا) التي منعت اي نوع من أنواع التضامن او التظاهر دعما للسكان المدنيين في غزة. ثم ياتيك واحد ابن عاهر (حشاكم) ويتحدث لك عن الديمقراطية وحرية التعبير في اوروبا التي يمنعون فيها رفع علم فلسطين خضوعا وانبطاحا للّلّوبي الصهيوني المتعشعش في مؤسساتهم الحاكمة. وحرية التعبير بالنسبة لهم هي ان تعبّر بما يريدون وبما يطرب آذانهم. اي ان تكون ضد من هم ضدّه بلا تحفظ.
يتشدقون عن "حق الدفاع عن النفس". وهو حق مضمون فقط لامريكا واسرائيل. ولمن تختارهم دولة العم سام، وهم قلة في كل الاحوال، اما البقية من البشر في مشارق الأرض ومغاربها فلا يحق لهم حتى الصراخ والبكاء ورفع رؤوسهم إلى السماء لعلّ الذي رفعها بلا عمد يبعث لهم اشارة الهية تلهمهم الصبر والسلوان.
والانكى من كل هذا هو ان الضحايا مطالبون دائما "بضبط النفس" أمام توحّش الطرف الآخر. الاسرائيلي في هذه الحالة. وان كل ما يجري لهم من قتل وتهجير وقصف مكثف على بيوتهم ومن فيها، يجري كالعادة أمام أنظار ما يسمى بالمجتمع الدولي، وبشكل خاص امام انظار الدول التي دوّخت رؤوسنا لعشرات السنين بالكلام المعسول والمنمق عن المساواة والعدالة وحقوق الانسان واحترام البيئة وما شابه ذلك. وكلها شعارات لا تطبّق اصلا حتى من قبل من يدعون الايمان بها والدفاع عنها.
ولذا تجد ان حفنة من الدول الغنية تملك الحق "السماوي" المطلق في منح شهادات حسن سلوك ونزاهة للدول والشعوب الاخرى. واذا قالوا لك ان الرئيس الفلاني ديكتاتور، فعليك ان تصدّقهم. والاّ...
وحدهم يفرضون عقوبات اقتصادية غير شرعية ولا إنسانية على من لا يسايرهم او يجاملهم او يشاركهم خططهم العدوانية ضد الآخرين. كما ان قدرتهم على صناعة الاعداء تفوق قدرتهم على صناعة الاقمار الاصطناعية !
يسمحون لانفسهم بارتكاب مختلف انواع الجرائم وبمختلف أنواع الأسلحة. ويتجاوزون جميع الخطوط الحمراء التي حدّدتها القوانين والاعراف الدولية وميثاق الأمم المتحدة. وكما هو معروف منذ سنين ان "دولة اسرئيل" وخلفها امريكا طبعا لا تعترف باي مواثيق أو قوانين او معاهدات دولية وتعتبر نفسها فوق الجميع. دولة خارجة عن القانون.
ويبدو ان اسرائيل، التي فقدت 1300 قتيل في عملية "طوفان الاقصى" البطولية، سوف لن تتوقف عن ارتكاب المجازر في غزة حتى تقتل من الفلسطينيين عشرة اضعاف قتلاها. وسيعيد المجرم نتنياهو سيناريو حرب امريكا العدوانية ضد شعب فيتنام الاعزل، وسياسة الارض المحروقة، باستخدام مختلف الاسلحة المحرمة دوليا. خصوصا وان اسرائيل تلقّت الضوء الاخضر من المخرف جو بايدن الذي هدّد الآخرين، بما فيها المؤسسات الدولية، بعدم التدخل في "الموضوع" حتى تشفي اسرائيل غليلها بقتل الف او مئة الف او مليون فلسطيني. وكما حصل لامريكا بعد ان هوجمت في عقر دارها يوم 11 سبتمبر عام 2001 حيث فقدت في ذلك الهجوم حوالي ثلاثة آلاف شخص، فقد شنّت حربا وحشية على افغانستان ثم قامت بغزو واحتلال وتدمير
العراق. وقتلت اكثر من نصف مليون انسان. فلماذا لا يفعل المجرم نتنياهو الشيء نفسه في غزة. وهل سمعتم ان احدا تجرا و طالب بمحاسبة امريكا على جرائمها في فيتنام وقتلها مليوني مواطن فيتنامي؟
سيكتفي العالم، من الامم المتحدة الى جامعة الدول العربية (ذات الصولات والجولات المشهودة على الورق) كلمات تنديد وادانة خجولة ومطالبات باحترام قوانين الحرب وان ما يحدث في غزة "غير مقبول" وبجب ابعاد المدنيين عن الصراع...الخ. في ذات الوقت تقوم اسرائيل "واحة الديمقراطية المتوحّشة في الشرق". بقطع الماء والكهرباء والطعام والادوية عن سكان غزة المحاصرين منذ عشرين سنة تقريبا. بل تقوم بقصف كل من يقدّم مساعدة إنسانية بسيطة لهؤلاء "المدنيين" الذين تعتبرهم امريكا بشرا من الدرجة العاشرة !



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوكرانيا وزيلينسكي في ذمّة النسيان
- طوفان الاقصى: وانا نوردُ الرايات بيضاً!
- سُرّٓ من رأى...مسرور البارزاني !
- ثمّة أشياء لا تُفسر الّا بالصوت والصورة
- ملاحظاتي عليهم لا تُعد ولا تُحصى
- لم يبق من -شرعية- الاقليم شيئا غير الاسم
- خيبة امل شحّاذ اوكرانيا المدلّل
- العراق بين سياسة التفاهمات ودستور المكوّنات
- ذكريات تبحث عن ذاكرة غير تقليدية
- لا خير في زمن تستاسدُ فيه الارانب !
- حصّة الاقليم اولاً وحصّة العراق ثالثاً...
- انتظرتها على الطريق بفارغ الامل
- كركوك يا كركوك يا كركوك !
- اسودٌ علينا وارانب على تركيا !
- كلانا اخطأ الطريق إلى مقهى الملائكة
- أجنحة من الهواء النقي
- ما حاجة دولة -آكلي المِرار- للانضمام الى مجموعة بريكس؟
- استسلام اوكرانيا سيتم على عدة مراحل
- بعض التماسيح الِفت البكاء بالمجان
- كل شيء على ما يرام...فما حاجتكم إلى الانتخابات ؟


المزيد.....




- بحشود -ضخمة-.. احتجاجات إسرائيلية تدعو نتانياهو للموافقة على ...
- -كارثة مناخية-.. 70 ألف شخص تركوا منازلهم بسبب الفيضانات في ...
- على متنها وزير.. أميركا تختبر مقاتلة تعمل بالذكاء الاصطناعي ...
- حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - ما زالوا يطالبون الضحية بضبط النفس !