أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - لنتجنب الخطر الأكبر














المزيد.....

لنتجنب الخطر الأكبر


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 7765 - 2023 / 10 / 15 - 18:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


----------------------------------
على يقين أنا ، أننى أبعد ما يكون عن الشخصية الارهابية . فأنا عندى المناعة الكبرى التى تمنعنى من الانضمام الى جيوش الارهاب ، بمختلف أنواعها .
أنا على يقين ، أننى لن أمسك بأى سلاح لتخويف أو تهديد اآخرون . فكل الدوافع الارهابية لا تجد داخلى طعامها وشرابها ومسكنها .
وأعلم تماما اننى أعيش فى عالم ، تُضخ فيه الدماء الارهابية ، كما تُضخ الماء فى عروق الظمأ . عالم يحب رؤية الرؤؤس المقطوعة ، والرقاب المذبوحة ، عن رؤية الحدائق والبحور . عالم يطربه انين الموجوعين ، واستغاثة
الخئفين ، وآهات المتألمين .
عالم يتفاخر فيه البعض بقدرته ، على تجويع وحصار الناس الآمنين . يمزق ملابسهم ، كما يمزق الأوراق القديمة ،
وهم بلا سلاح يضمن لهم ، ولو حتى الاختباء تحت سقف آمن .
البعض يسمى القتل والذبح والاغتصاب والتشريد والتهديد ، رجولة وكرامة وشرف . هل نسمى الصياد المفخخ بالسلاح وهو يصطاد طائرا ضعيفا ، لا يملك شيئا للدفاع عن نفسه ، انسانا ماهرا بارعا ، يتقن الرماية ، ويجيد اصابة الهدف ؟؟.
ان كل هذه الأنواع وغيرها ، من الشرور الدموية ، ناتجة عن أصل واحد ، وهو " كراهية الانسان لنفسه " ، و " عدم ايجاده لهدف يعيش من أجله ".
القاسم المشترك بين كل أصحاب الارهاب والشرور ن أنهم " بلا هدف للحياة " ، كل ما لديهم هو " أهداف للموت ".
منْ يحب نفسه ، ولديه دوافع للحياة وانتظار الغد الأفضل ، يستحيل أن يصبح شريرا وارهابيا .
ولهذا السبب ، أنا بعيدة كل البعد عن المكون الأصلى للارهاب والشر . فأنا أحب نفسى كثيرا جدا ، وبالتالى احب الحياة . هذا كل ما أمتلكه ، وهو ثروة كبرى أزهو بها .
أحب نفسى ، أثق فى قدراتها ، أؤمن بها .
حب النفس ، ليس فقط ، فضيلة كبرى . بل هو أيضا ، الذى يجعل الفضائل الأخرى ممكنة .
كل أنواع الحب الأخرى ، هى امتداد ، لحب النفس . اذا لم أحب نفسى ، فكيف أحب الآخر ؟؟ .
اذا لم أتواصل مع ذاتى ، فكيف أتواصل ، مع الآخر ؟ . وهذا كلام منطقى . فكيف للانسان ، الذى يكره نفسه ، التى هى أقرب الأشياء اليه ،
ان العجز عن حب أنفسنا ، هو " اعاقة " ، حقيقية ، رئيسية ، تمنع التفاعل الايجابى ، الصحى ، السوى ، مع الحياة ومع البشر .
واننى مقتنعة جدا ، بأن الشرور ، التى أصابت البشرية ، على مدى تاريخها ، كانت على أيدى ناس عجزوا عن حب أنفسهم . وهذا العجز مؤلم .
و العجز تامزمن هذا ، يحتاج باستمرار الى مسكنات ، للتخفيف عنه .
هذه المسكنات ، تتباين فى أشكالها ، ودرجاتها . بدءا ب ميول التعصب ، والعنصرية ، والتسلط ، والعنف ، والاستغلال ، والتدمير ، والتخريب ، والحروب ، والارهاب .
هذه هى " الروشتة " ، التى تتستر على " الرذيلة " الكبرى ، - كراهية النفس - .
" كراهية النفس ".
والعكس صحيح . كل أنواع " الخير " ، الذى حققته البشرية ، كان بسبب ، نساء ، ورجال ، يفتخرون
بذواتهم ، و أحبوا أنفسهم ، واجتهدوا ، لمد هذا الحب ، الى اكتشافات ، وانجازات ، تعود على الناس ، بالفائدة ، والسعادة .
داخل كل انسان ، " ذات " متفردة ، كبصمة الاصبع . هذه الذات ، هى " الأصل " .. هى
" الطاقة " .. هى " البصيرة " ... هى " الالهام " .... هى " سرنا " ... هى " قوتنا " ... هى " شفاؤنا "
هى " البدء " .. هى " المنتهى " .
حب النفس ، اذن ، هو أداة " ثورية " ، تمدنا ، بالعطاء الخير ، والتفاؤل ، الناضج .
لنبتعد عن كل الذين يكرهون أنفسهم ، لأنهم الخطر الأكبر علينا وعلى الحياة .
لا عجب أن كل الارهابيين ، قديما وحديثا ، يستسهلون الموت ، وتفجير أنفسهم ، فلاشئ يعنى لهم شيئا . فقد عجزوا عن البداية السليمة لكل أشكال الحب ، والتعايش ، والتعاون .



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - مايسترو - جسدى .. قصيدتان
- ماذا بعد ؟؟ .. قصيدة
- القلب الخرب ... قصيدة
- البيوت تُخرب لعدم التوزيع العادل للحريات والمسئوليات
- مئوية ميلاد د . شريف حتاتة
- القطة وأنا .. 8 قصائد
- كل المنتجين قالوا لى : - آسفين نوال السعداوى جريئة والرقابة ...
- سنغزو أوروبا بأرحام النساء
- قضيتى .. وبيت القصيد الذى أتوق الى كتابته
- أمى وأنا نتنافس على حب رجل واحد
- عزيزى الرجل : - اقعد فى البيت اذا لم توفق بين بيتك وشغلك -
- ما أهمية الفحولة الجنسية ؟
- 22 مايو 2023 الرحيل السادس لأبى شريف حتاتة عشت عمرى معه ولم ...
- رد شرف الراقصة
- التنميط والبرمجة لافتعال الفرح فى الأعياد
- لا أحد يحب الفقراء الا أمهاتهم
- حتى - فساتينى التى أهملتها - فرحت بى وأنا أكتب لذكرى ميلاده ...
- كانت أمى .. قصيدة فى يوم ذكرى الرحيل الثانية
- الصفقة .. أخيرا قررت قصيدتان
- رجل أحبه اسمه - عادل خيرى - النجم اللامع رغم الجحود والنسيان


المزيد.....




- شاهد عيان: نيران الغارة الإسرائيلية على غزة -التهمت الناس قب ...
- قاآني ومن قبله.. سر الاختراقات الاستخباراتية -المزمنة- في إي ...
- عقوبات أوروبية على إيران على خلفية تزويد روسيا بصواريخ بالست ...
- برلين تطالب إسرائيل بتوضيح ملابسات قصف قوات يونيفيل بلبنان
- غارة إسرائيلية جديدة تدمر منزلاً في شمال لبنان
- الإعلام العبري يسلط الضوء على القوات الجوية المصرية
- الأولى منذ 23 عاما.. الرئيس الجزائري يستقبل رئيسة الهند في ز ...
- إسرائيل تعلن موعد نشر منظومة -ثاد- الأمريكية
- وزير الدفاع الروسي: التعاون العسكري بين روسيا والصين عامل ها ...
- بكين لن تتسامح أبدا مع محاولات تايوان عزل المضيق


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - لنتجنب الخطر الأكبر