أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقية عروق منصور - استقالة ورقة التوت














المزيد.....

استقالة ورقة التوت


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7764 - 2023 / 10 / 14 - 18:51
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
وجد كل مسؤول في الدولة في صندوق بريده ورقة توت خضراء يانعة ، كل مسؤول تناول الورقة وأخذ يتساءل حول المغزى والهدف من وجود ورقة التوت في صندوقه البريدي الخاص .
بصمت وهدوء قام كل واحد بإخفاء ورقة التوت ، لم يقل المسؤول لزميله المسؤول الآخر عن ورقة التوت ، فقد اعتقد كل واحد أنها مرسلة اليه فقط ، لذلك كان الصمت المطبق وبلع اللسان وعدم اثارة الشكوك والانتباه ، وهي من مميزات المسؤول لعدم الوقوع في المطبات السياسية .
في الاجتماع العام الذي نظمه الرئيس و القائد الأعلى في الدولة ، طلب من المسؤولين في إدارة الدولة الاصغاء جيدا لكلامه الهام ، لأنه مقدم على خطوة مصيرية تصب في صالح الوطن ، الموضوع باختصار أنه سيغير جغرافية الدولة ويدفع السكان للعيش في رغد وبحبوحة ليبعد شبح الفقر ويختفي الفقراء والمتسولين ، فقد قرر أن يبيع بعض الجبال وبعض الانهار وجزء من الصحراء للدولة المحاذية التي تفتش عن مساحات لكي تطلق العنان لوجودها بدلاً من البقاء في جحر من الكيلو مترات .
الرئيس يؤكد للشعب وللمسؤولين ان صحراء بلادهم قاحلة والجبال جرداء والانهار قد جفت وبقايا المياه قد تلوثت ، ولم تعد صالحة للشرب و للسياحة والسباحة.
ضجت القاعة بتصفيق المسؤولين الذين وقفوا على اقدامهم مكبرين مهللين فقد وجدوا في البيع فرصة للتمتع بالمال و السفر خارج البلاد، وشراء كل ما يريدونه من مغريات حاملين شعار " اذا امطرت على بلاد بشروا بلاد " وها هو الرئيس يبشرهم بهذه البشرى التي ستفتح شهيتهم على الاقتناص.
اصطفت الطوابير .. جميعهم سيوقعون ويختمون ويبصمون للرئيس ، وحتى ينالوا رضى الرئيس ، كانوا بعد التوقيع يقفون ويسلمون عليه بحرارة معتبرين هذه الخطوة الجبارة صالحة للوطن والشعب وتطوير دولتهم الفتية .
بعد التوقيع على أوراق البيع وامام المسؤولين الذين جاءوا من الدولة المجاورة محملين بالأكياس المليئة بالمال وقاموا بوضعها امامهم انتظاراً للكاميرات التي ستنقل عملية التسليم، نصبوا خيام الرقص والغناء والدبكات ومنصات للشعر وعلقوا مكبرات الصوت التي ستحمل رنين المدح وهمس الفرح الذي سيصدح ويملأ الأجواء .
في اليوم التالي اتصل الرئيس بكل مسؤول طالباً منه القدوم الى الجلسة الخاصة والتي سيقومون فيها بتسليم الجبال والصحراء والانهار لرئيس الدولة المجاورة، دون ملابس رسمية، فقط على المسؤول وضع ورقة التوت على عورته .
وفي القاعة التي ضمت المسؤولين كان العري مترهلاً فوق الكراسي المخملية ، وأوراق التوت قد اتخذت عدة اشكال ، لكن جميعها لم تستطع إخفاء العورات ، الغريب ان العري لم يخجل ، بل وقف الرئيس مفتخراً بورقة التوت التي قام بتزينها بعدة الوان ، لأنه عندما تناولها صباحاً من الصندوق وجد أن أطرافها قد أصيبت بالاصفرار.
أثناء وقوف الرئيس على المنصة وبينما هو يلقي بخطبته العصماء ، سقطت ورقة التوت واخذت تهرول بسرعة خارج القاعة ، هاربة من المكان، ولم يستطع أحدهم اللحاق بها ، فتشوا عنها في كتب التاريخ وفي معاهدات السلام وبين اقبية اللقاءات الدولية السرية واللقاءات الدولية العلنية التي لم تعد تخجل من إعلانها .
في الصباح الباكر حملت وسائل الاعلام والفضائيات اخباراً تؤكد ان ورقة التوت قد قدمت استقالتها أمام الجماهير بالبث المباشر، لكن الرئيس رفض الاستقالة وقد طالب الجيش ورجال الأمن ملاحقتها والقاء القبض عليها ، ثم ارجاعها الى مكانها ، لأنه لا يستطيع البقاء عارياً دون ورقة التوت .
شوقية عروق منصور – فلسطين



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دير أبو اليتامى في الناصرة المكان الذي لم يفقد الذاكرة
- لا يوجد عذراء في الشرطة الاسرائيلية
- تل ابيب تبيع توابيت الحزن
- الجزيرة والكلب وبينهما رصاص
- بين عري الجسد وعري القتل والدمار
- جنين مقياس ريختر للسلطة الفلسطينية
- الحب في الزمن اليمني
- ما زلنا في مغارة 5 حزيران
- يريدون تحويل دمنا إلى غبار
- صدور الطبعة الثانية من كتاب - مذكرات معلم - للكاتب تميم منصو ...
- يتباهون بسلخ جلودنا
- مشروع شهيد
- لماذا أكتب ؟
- الفلسطيني وفأر حوارة قلع الجزرة
- بين الصبر والصبر حقولاً من الصبر
- أم كلثوم صلعاء في متحف الجماجم
- اليوم العالمي للمرأة يقع في برج النفاق
- أم الشهيد كعامود النار وليست امرأة شاذة يا محافظ نابلس
- العربي باطما كاتب الالم
- الطالبة نيرة واعترافات الضابط الاسرائيلي


المزيد.....




- الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟
- -موسكو الشرقية-.. كيف أصبحت هاربن الروسية صينية؟
- -جَنين جِنين- يفتتح فعاليات -النكبة سرديةٌ سينمائية-
- السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين ...
- الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا ...
- تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر ...
- كيف تحمي أعمالك الفنية من الذكاء الاصطناعي
- المخرج الأمريكي كوبولا يطمح إلى الظفر بسعفة ذهبية ثالثة عبر ...
- دور النشر العربية بالمهجر.. حضور ثقافي وحضاري في العالم
- شاومينج بيغشش .. تسريب امتحان اللغة العربية الصف الثالث الاع ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقية عروق منصور - استقالة ورقة التوت