أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - أم الشهيد كعامود النار وليست امرأة شاذة يا محافظ نابلس














المزيد.....

أم الشهيد كعامود النار وليست امرأة شاذة يا محافظ نابلس


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7392 - 2022 / 10 / 5 - 17:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ام الشهيد كعامود النار وليست امرأة شاذة يا محافظ نابلس
إذا كانت غلطة عابرة قد نحاول مسحها رغم أنها ستبقى بقعة سوداء في ملفك، أما إذا كانت مقصودة فعلى الشعب الفلسطيني محاسبته نعم يجب الاعتذار لجميع أمهات الشهداء والاعتذار لعطر الشهداء الذي تحاول تلويثه.
عبر مقابلة مع محافظ نابلس " إبراهيم رمضان " خرج علينا بصوته البائس، المتخاذل، باتهام والدة الشهيد إنها شاذة، لأنها ترسل ابنها للشهادة - يموت من أجل الوطن - يتكلم باستخفاف عن الثوار والمقاومة وعن شخصية تشي جيفارا وغيره من الالفاظ التي لا تمثل صفة مسؤول .
ولا نعرف إذا السلطة ستهتم بالموضوع، وإذا سمعت ..!! عليها مقاضاته على تصريحاته السيئة بحق أنظف وأقدس ما في الوطن الشهيد وأم الشهيد ، لولاهما لما وصلتم إلى السلطة وتربعتم على عرش المال و الحكم ، وتتعاملون اليوم مع هؤلاء الشباب الذين يحمون مؤخراتكم من بطش التاريخ وبطش المخططات الإسرائيلية .
عندما التقي بأم الشهيد اشعر ان قلبي يطل على مساحات جافة تحولت الى تابوت ، الى قبر يتدثر بأزهار وينام على مرمى دمعة وصرخة ، شاهد القبر والعبارات المحفورة تشهد ان العمر قد سرق في لحظة وان مقصلة الكراهية كانت بالمرصاد للعنق الذي حمل الامنيات والمستقبل الموعود .
ضعيفة انا امام ام الشهيد ، اشعر بالخجل ، لان الرصاصات التي اخترقت جسد ابنها وحولته الى ذكرى في خيال مسجون بالانتظار اصبحت رصاصات اصدقاء وعناق وضحكات ، وتحول الابن الى مجرد رقم في سجل مهترىء ، يغيب تحت الغبار الذي يتراكم ليصنعوا منه كرسياً للقائد الذي اصيب بلعنة النسيان والغفران .
الدموع تنتظم انفاسها في كل لحظة فوق الخدود التي تدلت من الهموم وحفرت في القلب غياباً، الام تشتاق الى ضحكة الابن ، قهقهته ، غضبه ، غسل ملابسه ، كي قمصانه ، تنظيف غرفته ، تشميس فرشته ، حتى بقايا سجائره التي كانت تثيرها اصبحت تستحضر دخانها ، والطبخات التي كان يحبها استقرت في برودة الذكرى لا تتسلل الى مجال التسخين لان طعم الحياة مات .
عندما التقي بأم الشهيد اشعر انني اغرق في زمن يهطل دماً ويرقص بأطراف اصطناعية ، لا احد يستطيع الاقتراب من حجم اشتياقها ، انها مشتاقة للاحتضان الغائب رغم انفه ، للمس شعره ، لدس راسه في ثنايا صدرها ، تريده الآن ان يسمع دقات قلبها ، ان يسمع نبضاتها المليئة بالغصات والتنهدات الحارة المحترقة .
لا احد يسمع ، لا احد يشعر ، هي وحدها المرمية على بلاط الحلم ، تنتظره كل ليلة ، لعله يمر ويطرح عليها السلام او يخبرها شيئاً عن اخباره ، عن بعاده .
في العيون سواد ، قهر ، ليل ، عذاب طويل بدون حدود ، في حدقات عينيها كرات نارية ملتهبة ، بقايا شموع ما زالت مضيئة ، القدر ينفذ من بين الشمع ليسجل انتصاره مصحوباً بالكبرياء الذي يضيء قارات الروح .
الوطن شرفة ، من اعلى يراقب ارتطام الاجساد بالأرض وربيع التراب يزدهر ويلتحم بالأجساد التي يطويها ، ودروب الدم ثملة تتعمد بالأرقام التي تزداد ايقاعاً وشراسة ، تضاف الى الارقام التي تتناسل يومياً وتلقي على النوافذ ستائر المهرجانات والشعارات التي تمجد الدم والبقاء والتصدي والعنفوان وتتعهد بمواصلة الكفاح البركاني الذي يتسع ويضيق حسب الحاجة والمواقف الاستغلالية وعدد الميكروفونات والفضائيات والثمن الذي يقبضه الكبار .
كلما تناسلت الخطابات وتكاثرت اعداد المنصات كلما ازداد عدد اسماك الزينة في حوض الانانية الضيقة ، وفي مواسم الذكرى تتسلق اسماك الزينة اشجار الميكروفونات لتتحول الى اسماك قرش تنتفخ بجثث الكلام ، وهناك في مكان ما ، في الظل او بين الناس هي وحدها الام تبكي بصمت دون انتظار المناسبات .
اخجل من دموع الامهات ، هن وحدهن اللواتي يعشن على عتبات القلق والاشتياق ، هن وحدهن يسافرن يومياً فوق نسمات الوجوه والصور التي غابت ومازالت بقاياها فوق الجدران تأكلها الرطوبة والسنوات اليابسة .
هن وحدهن من يتأملن ثياب الذين غابوا لكن رائحة عرقهم لا تغيب ، هن وحدهن من يقطفن عناقيد الذكريات ويعصرن الدموع ، عبق وعرق الابناء رحلة لا تنتهي ، واسطورة الامومة تنطلق وتمد اصابعها الى فراغ ، الى الفضاء لعلها تصطدم بوجه الابن ، لكن لا احد .
ثم يأتي أحدهم وهن يتمرغن بعبق ثياب الأبناء ويطلق عليهن لقب " الأم الشاذة " .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العربي باطما كاتب الالم
- الطالبة نيرة واعترافات الضابط الاسرائيلي
- القوي عايب برقية إلى روح شيرين أبو عاقلة
- كانت الجزائر تنام على كتف الاستقلال
- تتحدث فتاة النابالم فترد عليها المرأة الفلسطينية
- سلوى الفلسطينية في مهب الريح في الخليل
- في ذكرى النكبة
- يوم استقلالهم يوم نكبتنا
- عندما تكون - عهدية - المرأة البحرانية عمياء صماء
- وجه امرأة على طابع بريد
- مراسيم الزواج الفلسطيني حسب المزاج السياسي الاسرائيلي
- ماذا بقي للمرأة الفلسطينية في 8 آذار
- الشيخ جراحوالمرأة التي لم تجد أمام الجنود إلا إشهار الحذاء
- امرأة داخل علية من الزجاج
- عودة باجس أبو عطوان
- الاديبة والانتحار من فرجينيا الامريكية إلى عنايات المصرية
- البومة فوق السطح وأنابيب الغاز لم تستطع حماية البيت
- عربي 2020
- بابا نويل الفلسطيني
- أنا عالقة في المرآة


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - أم الشهيد كعامود النار وليست امرأة شاذة يا محافظ نابلس