أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقية عروق منصور - وجه امرأة على طابع بريد














المزيد.....

وجه امرأة على طابع بريد


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7199 - 2022 / 3 / 23 - 17:05
المحور: الادب والفن
    


رغم دخول العالم في أجواء الرسائل الالكترونية والسطور القصيرة ، السريعة، الخفية، إلا أن الذي عاش زمن المراسلات وانتظار ساعي البريد، وصوت اللهفة وهي تفتح الرسائل وموسيقى الشهقات أو الغضب والشتائم والدموع والتنهدات ، يعرف معنى تلك الرسائل، أما ذلك المغلف الذي تعددت أشكاله والوانه، فهو حكايات في داخلها الأسرار التي تصافح الغياب، وقد تكون نبضات تحضن دفء الاشتياق، وقد تكون تراشق كلمات في نهايتها تُهدي مستلم الرسالة زوبعة وفقدان راحة البال، ولكن تبقى مرحلة جميلة مزروعة في الوجدان.
و خلال السنوات كانت الأغلفة وطوابع البريد هي الجسور الهامة، وقد نشرت رسائل العظماء من مفكرين وشعراء وأدباء في كتب ومجلدات وأقيمت حولها دراسات، وما زال أدب الرسائل تفوح منه الاعترافات وصدق المشاعر وازدهار الإحساس في تلك اللحظات، ولكن مع دخولنا عصر السرعة وعالم التواصل الاجتماعي وبكبسة زر تصبح الرسائل أمام الآخر بطريقة تقهقه على ما وصل إليه الانسان، لم يعد للخط قيمته، ولم نعد نمزق الأوراق و تتكوم أمامنا لتصبح تلالاً حتى نصيغ كلمات تأتي بكامل البهاء وتدفق الاعجاب .
أذكر صديقة لأمي قالت لي والدها منعها من التعليم حتى لا تكتب يوماً رسالة لرجل.
وأذكر عندما كانت تأتي رسالة مهربة من الأخوال أو الأعمام من لبنان أو سوريا بعد عام 67 ، كان يحملها أحد الأقارب من جنين أو نابلس ، تأتي مطوية عدة مرات، كأن الذي حملها أراد أن يدفنها قبل أن يكتشفها حفار القبور – الحاجز الإسرائيلي- وكانت الرسائل المطوية دون طابع بريد بل اليد باليد، وكانت تحمل السلامات والتحيات والأشواق ودموع الغربة .
أما طابع البريد الراقد على المغلف فله حكايات تاريخية، إذ لكل شعب طابع بريده الخاص به، عليه مواسم فخره وتاريخه ووجوه قادته الذين يعتز بهم.
أول مرة أعرف قيمة طابع البريد عندما كنا في الابتدائية طلبت منا مربية الصف بدلاً من صرف النقود التي بحوزتنا على الحلوى، علينا شراء طوابع بريد نلصقها على دفتر خاص وعندما يمتلىء الدفتر نسلمه للموظف في البريد ونأخذ المال.
وفعلاً كنت أذهب إلى مكتب البريد في حي الميدان في الناصرة، واشتري الطوابع الصقها وبعد يومين اذهب لقبض المال، حتى زهق مني الموظف " ميخائيل " يوماً وقال لي : أنا مش فاضي للولدنة تبع معلمتكم .. خلص سكرنا الموضوع..!!
في المرحلة الثانوية أصبحت هوايتي جمع طوابع البريد، اشتريها أو انزعها من الرسائل التي تصلني من الدول الغربية، أقرباء وأصدقاء، حتى أصبح عندي عدة البومات ما زلت احتفظ بها حتى اليوم.
وعرفت أن طابع البريد هو الاعتزاز بالمواقف السياسية والاجتماعية واحتراماً للشخصيات التي قدمت للوطن، وعندما عرض علي صاحب أحد المحلات في منطقة خان الخليلي في مدينة القاهرة مفتخراً مجموعة من الطوابع النادرة للرئيس جمال عبد الناصر ، طوابع بريد تؤرخ للثورة المصرية وللعدوان الثلاثي عام 1956 وأيضاً لتأميم القناة والإصلاح الزراعي مثل طابع "راقصات حاملات السلال وهن في الحقول" وغيرها ، كان يشرح عن كل طابع بريد باعتزاز، كأنه يحمل تاريخ مصر على ظهره ، وانصب اهتمامي بعد ذلك على الطوابع التي عليها الوجوه النسائية هناك طوابع عليها كليوبترا و أم كلثوم، الكاتبة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ، المطربة ليلى مراد، والعالمة سميرة موسى، والفنانة فاتن حمامة .
ونسيت موضوع الطوابع ، ولكن قبل أسبوع أصدر المغرب بمناسبة عيد الأم وعيد المرأة العالمي هذه السنة طوابع بريد لثلاث شخصيات نسائية ، مالكة الفاسي ( 1919 – 007 ) المرأة الوحيدة من بين الشخصيات التي وقعت على وثيقة الاستقلال ، ثريا الشاوي ( 1936- 1956 ) أول ربان طائرة في المغرب والعالم العربي . والكاتبة فاطمة المرنيسي 1940- 2015 ) أستاذة علم الاجتماع والباحثة الشهيرة .
وهنا حاولت التفتيش على وجه المرأة الفلسطينية على طابع البريد المرأة الشهيدة ، الأسيرة ، اللاجئة، الكاتبة ، الشاعرة ، ربة البيت فلم أجد – أتمنى أن أكون مخطئة-
وتساءلت إلى متى ستبقى المرأة الفلسطينية غائبة عن طابع البريد ، مع إنها تشارك وتصارع وتقارع الاحتلال، وقدمت وما زالت تقدم لوطنها مثلها مثل الرجل .
ملاحظة لا بد منها : اول طابع بريد يحمل اسم فلسطين كان عام 1923 بعد ان أصبحت تحت الانتداب رسميا، وهناك طابع عربي أصابني بالاكتئاب لأن مصيره كان النسيان ، بعد ان وصلت تقارير حول قيام رجال اعمال يهود بشراء الأراضي من بعض الفلسطينيين بأموال طائلة ، اجتمع سفراء الدول العربية في جامعة الدول العربية لبحث الاقتراح بإصدار طوابع بريدية تلصق على جميع المكاتبات ويرصد ريعها لمنع بيع اراضي عرب فلسطين ، ومساهمة الحكومات والشعوب العربية في صندوق الامة العربية لإنقاذ أراضي العرب في فلسطين .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراسيم الزواج الفلسطيني حسب المزاج السياسي الاسرائيلي
- ماذا بقي للمرأة الفلسطينية في 8 آذار
- الشيخ جراحوالمرأة التي لم تجد أمام الجنود إلا إشهار الحذاء
- امرأة داخل علية من الزجاج
- عودة باجس أبو عطوان
- الاديبة والانتحار من فرجينيا الامريكية إلى عنايات المصرية
- البومة فوق السطح وأنابيب الغاز لم تستطع حماية البيت
- عربي 2020
- بابا نويل الفلسطيني
- أنا عالقة في المرآة
- القرد في أعماقنا يلعب في نشارة خشب
- ماذا يعني أن يموت زوج الكاتبة
- بين شلهفيت اليهودية وعائشة الفلسطينية
- حكايتي مع الدموع السياسية
- نصري حجاج الفلسطيني الذي لم يعرف مقبرته
- مرور ست سنوات على موت سواق الأتوبيس
- حين تم طرد النساء اليهوديات
- وداع بالحبر السري
- ويعود حزيران
- المذاق الذي أصبح رخيصاً


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقية عروق منصور - وجه امرأة على طابع بريد