أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - تل ابيب تبيع توابيت الحزن














المزيد.....

تل ابيب تبيع توابيت الحزن


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7698 - 2023 / 8 / 9 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تل أبيب تبيع توابيت الحزن
ظهرت قبل أسبوع في شوارع تل أبيب توابيت الحزن العربي ، الفلسطيني ، كانت مسيرة أو رسائل ترسلها الأمهات والأخوات والزوجات والآباء والأبناء والأصدقاء إلى طواويس الرصاص الذين يتجولون في كل مكان حيث يزرعون الرعب والخوف والصراخ والدماء وشهادات الرحيل المطرزة بالدموع والحسرات .
كانت " مسيرة الأموات " تصرخ في سماء تل أبيب ، وعلى كل تابوت كانت الأسماء والأمنيات الملفوفة بالمستقبل ولكن ثقوب الرصاصات كانت أسرع من تحقيق تلك الامنيات التي دفنت بالتراب .
في شوارع تل أبيب ارتدى العربي - رجل ، امرأة ، شاب ، شابة - أحزانه وسار حاملاً تابوته هارباً من سفينة العصابات - ليست شبيهة بسفينة نوح - التي قررت أن تحشره في خانات الفوضى والأحزان وشل العقول ، لعل صُناع القرار في إسرائيل يسمعونه ، بعد أن طفح كيل الدم ولم تعد سيارات دفن الموتى تهدأ ليل نهار ومستشفيات تستفيق على ذهول وتنام على الدهشة من جرأة الأصابع على الزناد .
وسارت مسيرة الأموات المكفنة بالبياض في شوارع تل أبيب ، والتوابيت مرفوعة تحكي قصصاً عن وجع الغياب ، والمسيرة تنادي المارين والأشخاص والبنايات والحدائق والأرصفة والنوافذ والشرفات والسيارات المركونة والجدران ، ولكن من بين الخطوات كان يطل الف نيرون يضحك ويعزف على الأوتار والالحان .
الذي توقع أن تهز " مسيرة الأموات " الضمائر اليهودية وتدفع صُناع القرار إلى وضع الخطط لتخليص المجتمع العربي من جنون العنف وإيقاف شلالات الدم هو واهم وغارق في وهمه ، فالعربي بالنسبة لتلك الضمائر هو الأسواق والشراء بأرخص الأسعار والمطاعم وصحون الحمص فقط ، ولم تستطع " مسيرة الأموات " بتكاليفها وصدق احزانها ووجع صراخها أن تجعل ذلك المواطن اليهودي القابع تحت المكيف أن يتحرك وينزل ويصرخ متلبساً بصدقه الإنساني ، حتى الاعلام العبري مر مرور الكرام على اخبار المسيرة دون أن يوجه أصابع الاتهام لقادته الذين يعرفون - دبة النملة - ولكن يتجاهلون أمر الجرائم في المجتمع العربي .
لماذا مدينة تل أبيب وتجاهل مدينة الناصرة عاصمة الجماهير العربية لإقامة هذه المسيرة بدلاً من تل أبيب ، لماذا لم تحضن شوارع الناصرة هذه المسيرة ، وإذا كانت حجة التأثير في عقر المجتمع اليهودي فهذه حجة واهية ، لأن المجتمع اليهودي مغلق على انانيته وتفرده ولا يهمه المواطن العربي ، ان تجاهل مدينة الناصرة والتقليل من أهميتها هو طعنة تاريخية لها ولماضيها ووجودها المؤثر والهام ، مهما كان الخلاف مع رئيسها ، فعلى مر تاريخها هي ليست ملكا للرئيس فلان وعلان ، إنها أكبر من كل الأسماء ، وتقزيمها هو هدف الرؤية الإسرائيلية .
في أسبوع " مسيرة الأموات " أعلن وزير المالية سموترتش تجميد الميزانيات للسلطات المحلية العربية، والجميع يعرف الازمات المالية التي تعيشها المجالس والبلديات العربية ، ويعرف الاجحاف اللاحق بها منذ سنوات طويلة جداً ، ولكن هناك صمت بل تأييد من قبل أعضاء الكنيست والوزراء اليهود ، حتى لم توضع ميزانيات لمكافحة العنف المستشري والطرق التي يجب أن تحارب بها هذه الآفة .
سؤال يراودني لماذا لا يستقيل النواب العرب من الكنيست ؟؟ لماذا سيبقى نوابنا يصدرون صراخهم وكلماتهم حتى يرى العالم الغربي والمجتمع الإسرائيلي شفافية الديمقراطية الإسرائيلية، نعم هذا ما يراه العالم الغربي والإسرائيلي ، النائب العربي يصرخ ويشتم ويتهم إسرائيل وإسرائيل تحضنه وتمنحه الراتب والميزانية وباقي الاكسسورات اللازمة للتتويج لديمقراطية .
ومع تقليص الميزانيات لماذا لا يتم اغلاق البلديات والمجالس المحلية ورمي المفاتيح في وجه وزير الداخلية لم يعد هناك مجالاً للتنازل أكثر، لأن وضعنا البلدي من سيء.
و اذا اردنا ربط مجيء جماعة " بن جفير " و" سموترتش " واليمين المتطرف إلى الحكومة بازدياد نسبة عدد القتلى العرب نعرف أن هناك وراء الكواليس غرفاً سرية وملفات يفتحونها يوميا .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزيرة والكلب وبينهما رصاص
- بين عري الجسد وعري القتل والدمار
- جنين مقياس ريختر للسلطة الفلسطينية
- الحب في الزمن اليمني
- ما زلنا في مغارة 5 حزيران
- يريدون تحويل دمنا إلى غبار
- صدور الطبعة الثانية من كتاب - مذكرات معلم - للكاتب تميم منصو ...
- يتباهون بسلخ جلودنا
- مشروع شهيد
- لماذا أكتب ؟
- الفلسطيني وفأر حوارة قلع الجزرة
- بين الصبر والصبر حقولاً من الصبر
- أم كلثوم صلعاء في متحف الجماجم
- اليوم العالمي للمرأة يقع في برج النفاق
- أم الشهيد كعامود النار وليست امرأة شاذة يا محافظ نابلس
- العربي باطما كاتب الالم
- الطالبة نيرة واعترافات الضابط الاسرائيلي
- القوي عايب برقية إلى روح شيرين أبو عاقلة
- كانت الجزائر تنام على كتف الاستقلال
- تتحدث فتاة النابالم فترد عليها المرأة الفلسطينية


المزيد.....




- -لكلماته علاقة بأيام الأسبوع-.. زاخاروفا تعلق على تصريحات ما ...
- سيارة وجمال.. هدايا مقدمة لسعودي أنقذ مواطنيه من سيل جارف (ف ...
- -المسيرة-: 5 غارات تستهدف مطار الحديدة الدولي غرب اليمن
- وزير الخارجية الإماراتي يلتقي زعيم المعارضة الإسرائيلية
- وثيقة سرية تكشف عن أن قوات الأمن الإيرانية تحرشت جنسيا بفتاة ...
- تقارير مصرية تتحدث عن تقدم بمفاوضات الهدنة في غزة و-صفقة وشي ...
- الكرملين يعلق على الضربة المحتملة ضد جسر القرم
- مشاهد جديدة من موقع انهيار طريق سريع في الصين أدى إلى مقتل ا ...
- سموتريتش يشيد بترامب في رفض حل الدولتين
- -وفا-: إسرائيل تحتجز 500 جثمان فلسطيني بينهم 58 منذ مطلع الع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - تل ابيب تبيع توابيت الحزن