أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - الجزيرة والكلب وبينهما رصاص














المزيد.....

الجزيرة والكلب وبينهما رصاص


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7691 - 2023 / 8 / 2 - 16:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سأل شاعرنا محمود درويش " ماذا تُسمى الجزيرة إذا جف البحر؟ " بصراحة لم أجد الجواب، فالجزيرة ستبقى جزيرة مهما جفت المياه، ولكن عندما رأيت ذلك الياباني الذي أنفق 2 مليون دولار لكي يتحول إلى كلب ويعتبر تحوله إلى كلب هو تحقيق حلم كان يراوده منذ زمن، والآن تحقق حلمه وأصبح يخرج إلى الحدائق والطرقات بحرية حيث يقوم الجميع بالطبطبة عليه ولمس شعره والتحديق بأطرافه ومشيته - قلت الجنون فنون - . ولا نعرف السر وراء إصرار هذا الشاب الياباني الذي تخلى عن كونه الانسان القوي الخارق الذي احتل الأرض والسماء ويفرض نفوذه على الضعفاء ويحاول الهيمنة على كل شيء في هذا الوجود ، لكي يتحول إلى كلب ولكن الذي نعرفه يجوز أنه قد سئم حياة الانسان وأراد أن يعيش حياة الكلاب، فحياة الكلاب أفضل في هذا الزمن .
وإذا أرادنا أن ننظر إلى العالم من فوق ، ونتأمل ما يجري عليه من أحداث دامية واقتتال وحروب وخراب ودمار ومعاناة وشقاء الانسان قد نغفر لهذا للشاب الياباني هروبه من جنة الانسان ونقول أنه على حق، لأن الكرة الأرضية دخلت إلى مستشفى الامراض العقلية ولم يعد العلاج بأقراص الإنسانية والدينية ينفع الأرواح التي أصبحت تائهة في وديان ومستنقعات وصحاري المصالح والمناصب والجشع المادي والقوى التي تريد السيطرة وسرقة ما تبقى من إنسانية الانسان .
قديماً كنت معجبة بأدب المهجر خاصة أدب وأدباء الرابطة القلمية ، من شعر ونثر وقصص وكان الكتاب والشعراء جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وايليا أبو ماضي وغيرهم قد شكلوا في داخلي مساحات من النور والقيمة والفضيلة والرقة والجمال الإنساني ، حيث كانت كلماتهم تخترق دمي و عظامي وتفتت ما يتبقى من الانانية وحب الذات وتقوم بصهري في نار الإنسانية .
ولكن بعد سنوات حين بدأت تأخذنا زلازل السياسة ورياح القهر الاجتماعي وصواعق القادة والزعماء الذين يمتلكون الخطابات النارية ويعبثون بالسلاح كأنه من العاب الكراهية والسيطرة النفوذ ، أصبحت أشعر أن كلمات وعبارات هؤلاء الكُتاب والأدباء والشعراء وغيرهم مثل العصافير الخشبية في الساعات التي كانت تفتح فيخرج العصفور ويقول " كوكو" دون إحساس ومشاعر .
بعيداً عن العالم الذي يتوارث القسوة والياباني الذي فرح واحتفل لأنه تحول إلى كلب ، قريباً منا هنا مجتمعنا الذي يرقص يومياً على ازيز الرصاص وينصب المشانق لمجتمع يطوي جسده في حقائب الاحتلال والخوف واللجوء والتشتت .
لن أكتب عن الاقتتال في مخيم " عين الحلوة " في لبنان ، ولن أكتب عن عارنا في الانقسام الفلسطيني الذي تحول إلى مأساة تضاف إلى مآسي الشعب الفلسطيني وعلى قضيته التي أصبحت مثل قصة " ابريق الزيت " ولا على الاتفاقيات والمفاوضات التي تدخل سنة بعد إلى أجواء الكرنفالات وقد احترفت الثرثرة واتقان الوعود التي سئم منها الشعب الفلسطيني .
ولكن سأكتب عن أزقة قرانا ومدنا الفلسطينية عام 1948 التي سُلبت أراضيها والآن تُسلب أروح أولادها ، اليوم وأمام " كورس" الوزراء والمسؤولين والقادة في الحكومة الإسرائيلية يعلنون أنهم لا يستطيعون السيطرة والقبض على رجال الاجرام الذين يطلقون الرصاص علناً دون خوف حتى وصل عدد القتلى الى 136- حتى هذه اللحظة - قتيل منذ بداية العام 2023 ، و أصبح المواطن الفلسطيني يعيش بين الرصاصة والرصاصة، لا يعرف من أي جهة تأتي وفي أي ساعة وفي أي مكان .
من يصدق أن الحكومة الإسرائيلية لا تعرف من يطلق الرصاص، يرفع اصبعه ... !! كلنا نعرف أن الحكومة تعرف دبة النملة في المجتمع العربي، وتعرف كل الزوايا والخبايا ، ولكن بما أن شعبنا مرصود للمذابح فلماذا لا تشجع وتطلق أصابع من يريد أن يصبح فارساً وقائداً في مجموعة تنشر الرعب والخوف وتوقف مسيرة الحياة .
لم نكن ندري أن جرحنا نحن البقية الباقية في الوطن 48 سيخط بأصابع ملعونة وأننا سنتحول من قضايا الصراع حول وجودنا وتشبثنا بالأرض والحفاظ على مقدساتنا وعلى جذورنا ورفضنا لسلب أرضنا ورفع شأن أولادنا والتحدي بالعلم والعمل رافضين مقولة " بن غوريون " سيكون العرب حطابين وسقاة ماء ، تقلص شعارنا إلى " بدنا نعيش " هل اختصرنا الشهداء والأسرى في السجون و500 قرية اختفت عن وجه الأرض وتحول سكانها إلى لاجئين في العالم وفي الداخل الفلسطيني إلى مقولة يتيمة ، بائسة " بدنا نعيش " ، لا نريد أن يسيطر الرصاص الأعمى على حياتنا
وأصبح " العيش " هدفنا .. لا يهم كيف ..؟؟!! المهم أن نبقى نتنفس الهواء .
ذلك الياباني الذي أصر أن يتحول إلى " كلب " لو جاء الى مجتمعنا ورأى الدماء والاحزان واليتم اليومي لأصر أن يتحول إلى قط يخرمش ويضع أظافره في عيون رئيس الوزراء والوزراء ، هؤلاء الذين يرددون لا نستطيع معرفة عصابات الاجرام في الوسط العربي، سيقول لهم القط " يكفي كذباً وخداعاً " .
بصراحة وجدت أن الياباني أشجع و أصدق واحد على الكرة الأرضية .. اختصر الطريق واعترف بأنه " كلب " ولكن نحن غداً ماذا سنكون في ظل هذه الحكومات والأنظمة السياسية .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين عري الجسد وعري القتل والدمار
- جنين مقياس ريختر للسلطة الفلسطينية
- الحب في الزمن اليمني
- ما زلنا في مغارة 5 حزيران
- يريدون تحويل دمنا إلى غبار
- صدور الطبعة الثانية من كتاب - مذكرات معلم - للكاتب تميم منصو ...
- يتباهون بسلخ جلودنا
- مشروع شهيد
- لماذا أكتب ؟
- الفلسطيني وفأر حوارة قلع الجزرة
- بين الصبر والصبر حقولاً من الصبر
- أم كلثوم صلعاء في متحف الجماجم
- اليوم العالمي للمرأة يقع في برج النفاق
- أم الشهيد كعامود النار وليست امرأة شاذة يا محافظ نابلس
- العربي باطما كاتب الالم
- الطالبة نيرة واعترافات الضابط الاسرائيلي
- القوي عايب برقية إلى روح شيرين أبو عاقلة
- كانت الجزائر تنام على كتف الاستقلال
- تتحدث فتاة النابالم فترد عليها المرأة الفلسطينية
- سلوى الفلسطينية في مهب الريح في الخليل


المزيد.....




- تناول 700 حبة بأقل من 30 دقيقة.. براعة رجل في تناول كرات الج ...
- -كأنك تسبح بالسماء-.. عُماني يمشي على جسر معلق بين قمتين جبل ...
- روسيا غير مدعوة لمؤتمر -السلام- وسويسرا تؤكد ضرورة وجودها -ل ...
- شاهد: موسكو تستهدف ميناء أوديسا بصاروخ باليستي وحريق هائل يص ...
- روسيا تنفي اتهام أمريكا لها باستخدام أسلحة كيماوية في أوكران ...
- بولندا تقترح إنشاء -لواء ثقيل- لأوروبا دون مشاركة الولايات ا ...
- عقيد أمريكي سابق يكشف ماذا سيحدث للولايات المتحدة في حالة ال ...
- سيئول تنوي مضاعفة عدد الطائرات المسيرة بحلول عام 2026
- جورج بوش الابن يتفرغ للرسم.. وجوه من خط في لوحاته؟
- من بيروت.. رئيسة المفوضية الأوروبية تعلن عن دعم بمليار يورو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - الجزيرة والكلب وبينهما رصاص