أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - الفلسطيني وفأر حوارة قلع الجزرة














المزيد.....

الفلسطيني وفأر حوارة قلع الجزرة


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7537 - 2023 / 3 / 1 - 19:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال الملك لير في المسرحية الشهيرة – الملك لير - لشكسبير :
" بأن الأسوأ ليس حقيقة ، الأسوأ أنه لا يزال بوسعنا القول هذا هو الأسوأ "
لقد عادت المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية ، وهذه المرة كانت - العقبة - الأردنية على الرغم من طريق المفاوضات الطويل الذي أصبح عبارة عن طريق مطاطي او بلاستيكي يذوب تحت نار الرفض والتعنت الإسرائيلي والتنازل الفلسطيني البطيء ، ويعود دائماً ليتشكل حسب مواصفات القالب الأمريكي والإسرائيلي والقناع الأوروبي والرضوخ الإسرائيلي وطأطأة الفلسطينية .
تعودنا على عودة المفاوضات ونثر ورود التفاؤل وأضواء الوجوه الإسرائيلية المستعدة للانقضاض على ما تبقى لنا ، ثم تعودنا على قلب الطاولات وكيف تتحول إلى خنادق كل طرف يوجه طلقاته نحو الآخر ، ولا نعرف لماذا السلطة الفلسطينية قبل المفاوضات تقوم بحشو الفرد الفلسطيني بالكلمات والخطابات الرنانة وكأن هذه المرة ستكون هي الأخيرة للحصول على كل شيء، وعلى الفلسطيني السباحة في بحيرات الآمال ، لكن سرعان ما يتبعثر الحشو في الهواء وتنفس بالونات الأحلام الملونة ، لدرجة لم تعد هذه اللقاءات والمفاوضات تهم الفلسطيني وتمنحه بطاقات اهتمام لطرق أبواب تفاؤل ، لأن على الأرض السيرك الإحتلالي لم يترك أي مساحة للحلم إلا اغتاله ، ولم تترك يده الخفية شيئاً الا وسرقته ، مع إطلاق ثعالبه وذئابه .
هذه اللقاءات والمفاوضات لا تهم الفلسطيني ما دامت النتائج لا تتحقق على أرض الواقع، والواقع الذي ينهش ويأكل ويصادر ويطرد ويومياً تتقلص الحياة أمام الفلسطيني ، نعترف هناك مفاهيم جديدة في الشارع الفلسطيني الذي يتغير أيضاً ، خاصة عندما يرى الانهيار الواسع في طروحاته السياسية ، وتقزيم رؤيته التاريخية وخضوعها إلى عمليات تقليص حادة عن طريق خبراء في قص أحلام الشعوب .
لم تتدارك السلطة الفلسطينية الأمر ، حرصاً عليها أولاً وحرصاً على بقاء التاريخ شامخاً ، وردم الفجوة بين القادة وبين الناس الذين ينتظرون، بل بقيت تعيش على أوهام مع أن أصغر طفل فلسطيني يحفظ مقولة " المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين " ولكن لم نتعلم من اللدغات ، وكانت السلطة الفلسطينية السبب المباشر في دفع الفلسطيني إلى البحث عن أفق يحترم تاريخه .
إسرائيل تريد دفع المفاوضات بيد وباليد الثانية دفع عملية الاستيطان و تختار التوقيت التفاوضي للتسريع في رفع وتيرة البناء الاستيطاني ، وأثناء الانشغال بوضع الميكروفونات لتسويق أخبار المفاوضات ونقلها على الفضائيات المرحبة يعلنون عن إقامة مستوطنات ، ومع اننا تعودنا على لطمات نتنياهو وغيره من النتنياهوات ، الا أن هذه الوقاحة الاستيطانية التي تتمثل بمن يحمل رايات الاستيطان على الملأ ولم يعد يخجل ويحاول الاختباء خلف الشعارات، بل اصبح الواقع الاستيطاني كأنه قدر الشعب الفلسطيني وعليه أن يصمت ويرضخ للقبضات التي تعلن أنها حرة في قراراتها ، وما اشعال النيران في بلدة " حوارة " جنوب مدينة نابلس ، هو ذات أسلوب التركيع ولكن هذه المرة النيران هي العنوان وعلى الفلسطينيين قبول الأمر الواقع ، ودفع الجانب الفلسطيني للرضوخ للقوة ، وما عبارات الخذلان والتذبذب الذي اخرجته أمريكا والدول العربية والدول الأوروبية على أثر أحداث حوارة ، ما هو إلا التنفيس الفارغ والتأييد المبطن .
و هو غبار الأقدام الذي ستصل إلى رام الله والتقاط الصور مع الرئيس الفلسطيني الذي يذكرني بالممثل المصري القدير " عبد الفتاح القصري " الذي يردد دائماً في أفلامه بصوته الجهوري عبارة " كلمتي مش حتنزل الارض ابداً " لكن ما أن تصرخ زوجته حتى يقول " حتنزل ، حتنزل " .
ليست مفاوضات " مدينة العقبة " القشة التي قصمت ظهر البعير ، القشة منذ زمن طويل قصمت وكشفت المستور من تنازلات وتواطؤ عربي وغربي ، ولكن للأسف هذه السلطة الم تعرف وتتعلم الدرس ، والشيء المحير - الذي رأى ليلة الاحداث ، أو كما أطلق عليها " ليلة البلور - الليلة التي تظمها النازيون ضد مصالح وبيوت يهودية عام 1938 " في حوارة - كيف كان الجيش الإسرائيلي يحرس المستوطنين الذين أشعلوا النيران في البيوت والسيارات وكان يتساءل . أين كان الجيش الفلسطيني ؟ أين اختفى ؟ كل فلسطيني يسأل إذا هذا الجيش لم يقوم بحمايته لماذا أذن يتواجد ويتلقى الرواتب هل هو جيوش الزينة ؟ الفلسطيني الآن عار- مشلح باللغة العامية - امام العالم والعالم لن يسمع صوته لأنه يضع في أذنيه قطن التجاهل ، ولكن ماذا يوجد في اجندة السلطة ، ثم نسأل ما هو دور السفارات الفلسطينية دول العالم ؟ لماذا لا تقوم بمحاولات تعريف البلدان المتواجدة فيها على نكبات ومأسي الشعب الفلسطيني وعلى صراعه التاريخي مع الصهيونية .
هناك أغنية يغنيها الأطفال عن جزرة لا يستطيع الأب قلعها من جوف الأرض فيستنجد بالأم فتأتي فتشد مع الأب لكن لم يستطيعا قلعها ، فتأتي الأبنة فيشدوا ويشدوا ولم يستطيعوا قلعها ثم يأتي الابن وبعد ذلك الأقارب ثم يأتي الجيران ويبقون بالتزايد حتى يأتي الفار فيقلعها ، وهذه المفاوضات مثل الجزرة ، الجميع يشدون وكل مرة تزداد أعداد الأيدي التي تشد ، وجاء فأر " حوارة" وقلع الجزرة .. !!



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الصبر والصبر حقولاً من الصبر
- أم كلثوم صلعاء في متحف الجماجم
- اليوم العالمي للمرأة يقع في برج النفاق
- أم الشهيد كعامود النار وليست امرأة شاذة يا محافظ نابلس
- العربي باطما كاتب الالم
- الطالبة نيرة واعترافات الضابط الاسرائيلي
- القوي عايب برقية إلى روح شيرين أبو عاقلة
- كانت الجزائر تنام على كتف الاستقلال
- تتحدث فتاة النابالم فترد عليها المرأة الفلسطينية
- سلوى الفلسطينية في مهب الريح في الخليل
- في ذكرى النكبة
- يوم استقلالهم يوم نكبتنا
- عندما تكون - عهدية - المرأة البحرانية عمياء صماء
- وجه امرأة على طابع بريد
- مراسيم الزواج الفلسطيني حسب المزاج السياسي الاسرائيلي
- ماذا بقي للمرأة الفلسطينية في 8 آذار
- الشيخ جراحوالمرأة التي لم تجد أمام الجنود إلا إشهار الحذاء
- امرأة داخل علية من الزجاج
- عودة باجس أبو عطوان
- الاديبة والانتحار من فرجينيا الامريكية إلى عنايات المصرية


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - الفلسطيني وفأر حوارة قلع الجزرة