أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - الإحساس بالمهانة يولد الإنفجار














المزيد.....

الإحساس بالمهانة يولد الإنفجار


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 7761 - 2023 / 10 / 11 - 20:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يجري بالشرق الأوسط هو حرب استنزاف حقيقية بين طرفي الصراع، وبدون الخوض في النتائج السياسية والإقتصادية التي ستؤول اليه هذه الأوضاع المتفجرة، فإن الإحاطة بأسباب هذه الحرب لا شك أنها تجد سندا صلبا في الواقع، فإذا كان الإسرائليون يحسون بألم لما وقع بهم من دمار وضحايا في هذه الأيام الأخيرة، فإن الشعب الفلسطيني كان يئن لعقود طويلة ويعاني مختلف أشكال المهانة والقتل المنهجي، والإعتداء على أراضيه وعرضه بشكل همجي، ولذلك فإن عنصر المفاجأة التي اندلعت بها الأحداث الأخيرة كانت متوقعة إذا ما استحضرنا حجم هذه الآثار الجسيمة للخروقات التي ارتكبتها المليشيات المسلحة الإسرائيلية والجيش بحق الفلسطينيين، فهل كان يظن هؤلاء بأن تلك الفظاعات التي ارتكبت وبالتقسيط ومنذ عقود وبالقتل البطيء والسطو على الأراضي وإقامة المستوطنات الجديدة، كانت ستمضي خفيفة على هوية الشعب الفلسطيني ودون أن تترك أثرا للتاريخ والمجال والإنسان، فبقدرما تتراكم الأحداث وتتعاظم المخلفات فإن ذلك يؤدي لا محالة الى تفاقم العداء واتساع رقعة الصراع والى احتدام المواقف، فلو لم تندلع الأحداث بهذا التوقيت فإنها كانت ستحدث في المستقبل بكل تأكيد وهو منطق يطبع حقيقة الأحداث التاريخية التي تؤدي الى المساس والتجاوز الجسيم لحقوق الإنسان، فحجم هذه العوامل وما خلفته من ندوب في الذاكرة الفلسطينية من الطبيعي أن تفرز انفجارا شعيبا بدون تحديد الهوية السياسية أو العقائدية التي يمكن أن تكون وراءها، فقط تبقى الهوية الأشمل هي التي تضغط في اتجاه استعادة الكرامة والحرية. وبالتالي فإن اعتقاد أغلب المحللين والخبراء الذين حاولوا قراءة الحدث واستقراء ما ستؤول اليه الأحداث قبل أفلح البعض فيها، حينما تمت الإشارة الى هذه النقطة بالذات، وهي المتعلقة بالتباين الحاصل بين طرفي الصراع ، حيث أن الطرف الإسرائيلي كان يغط في نوم عميق ورغد عيش ، في حين أن الشعب الفلسطيني يئن تحت وطاة الجوع والتشرد والقتل، هذا التباين بين طرف قد يغط في نوم عميق وطرف يخطط وينتظر اللحدة للإنقضاض ولا شيء يخسره سوى ضياع الإذلال والقيد، وبحثا عن خريطة وطن، فواهم من يعتقد بأن حجم تلك الإعتداءات التي كانت تجري وأمام مرآى ومسمع من المنتظم الدولي، هي صفحات طويت وبلا رجعة ولا مجال لإعادتها، فبقدرما كانت هذه الأحداث وخيمة فإنها كانت ستؤدي الى ميلاد آثار بنفس الحجم والقيمة، فمن كان يظن بأن هذا العدد الهائل من القتلى والجرحى والأسرى من الجانب الإسرائيلي سيكون ثمنا باهضا تدفعه اسرائيل دفعة واحدة وفي زمن قياسي، مقابل سنوات من قتل الفلسطينيين وعلى مراحل متقطعة زمنيا وجغرفيا، الى درجة انهارت فيها تلك المقولة الهلامية التي تقول ( الشعب الذي لايقهر ) فانهارت بذلك الصورة النمطية للقوة العسكرية ا التي كنا نراها مزمجرة في الأراضي المحتلة، وخسرت بذلك تلك الصورة التي رسمتها لنفسها وكأنها كيان لا يمكن أن يهتز على ضربات أحد،



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن الإنهيار لا يتوقف !
- كيف تعيش الأفكار الجميلة
- ثقافة البعد الواحد !
- ملاحظات سريعة حول ظواهر جديدة !!!
- التغير المناخي والكوارث الطبيعية ( الحرائق نموذجا )
- أي تعليم بدون تربية ؟
- ما ذنب شعب السودان ؟!
- ظاهرة الحلايقية ( باعة الأعشاب ) !أي تدبير للأسواق ؟
- العيد الأممي للطبقة العاملة وسؤال الواقع .
- حتى لا تتحول بعض(الظواهر ) الى طقوس !!!
- وراء الأكمة ما وراءها
- كارثة بحجم زلزال
- الإعلام المخدوم
- الذاكرة سلاح ذو حدين
- إحساس بحجم الفاجعة
- السرعة بين علامتين
- ملاحظات على الهامش
- اختلال القيم بين الأمس واليوم
- الحروب وحسابات المصالح
- الغش مقوض لتكافؤ الفرص


المزيد.....




- 60 قتيلًا في فيضانات مدمّرة شمال الصين.. ودار للمسنين تتحول ...
- استقالة رئيس وزراء ليتوانيا في إطار تحقيق بشأن مخالفات مالية ...
- ملف حصر السلاح يضع حزب الله والدولة اللبنانية على مفترق طرق ...
- السجن مدى الحياة لسويدي لدوره بقتل طيار أردني
- روبيو: الاعتراف بدولة فلسطينية يقوض المفاوضات ويزيد تعنت حما ...
- كاتب تركي: ما أهمية ميثاق التعاون الدفاعي بين تركيا وسوريا؟ ...
- العلاقات الروسية السورية.. اتفاقيات للمراجعة وملفات للمستقبل ...
- استهدفتها بأسلحة جديدة في مواقع مختلفة.. ما رسائل موسكو لكيي ...
- 15 قتيلا في هجوم روسي على كييف وزيلينسكي يدعو إلى -تغيير الن ...
- شاهد.. لحظة انقسام لعبة -البندول- في مدينة ملاهي بالسعودية إ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - الإحساس بالمهانة يولد الإنفجار