أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - ما ذنب شعب السودان ؟!














المزيد.....

ما ذنب شعب السودان ؟!


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 7608 - 2023 / 5 / 11 - 15:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما ذنب الشعب السوداني وهو يئن تحت وطاة الإنقلابات العسكرية المتتالية مع سنوات الجفاف الكاسح، ما ذنب هذا الشعب الذي ألف التظاهر حاملا أغصان الأشجار رمزا للتحدي ونشدانا للحياة، ها هو الان يعيش حلقة اخرى من حلقات الموت والحرب الطاحنة، بين أطراف العسكر بحثا عن مراكز السلطة والتسلط وامتصاص ثروات الشعب المغلوب على أمره، لقد اصبح السودان ومنذ ثمانينات القرن الماضي مع مرحلة حكم جعفر النميري وهو يؤدي ضرائب جسيمة، بعد انتفاضات شعبية عارمة شملت المدن والقرى، وواجهتها الآلة العسكرية بالقمع والنار، وبالرغم من اندحار حكم النميري الذي امتد من 1969 والى غاية 1985 بسبب العصيان المدني وتصاعد الإنتفاضات الشعبية القوية، طفا على السطح حكم الأحزاب الإسلاموية التي سرعان ما تم دحرها من قبل العسكر مرة أخرى على يد البشير الذي حكم السودان بقبضة من حديد الى غاية 2019 ، تمت إزاحته على يد الجيش بعد سلسلة من المظاهرات الشعبية التي اكتسحت الساحات فاضطر الجيش الى إجراء تحالفات مغشوشة مع بعض الأحزاب السياسية التي التأمت وفق منطق المصلحة وليس من أجل نجدة الوطن وبناء المؤسسات، الأمر الذي تمخض عنه توجس كل طرف من الطرف الآخر، وغياب الثقة بين الطرفين، بعدما اجتمع ما لا يمكن جمعه( القوة العسكرية والقوة المدنية )، فكان طبيعيا أن يتحين كل طرف الفرصة من أجل الإنقضاض على فريسته ونهشها، وبالتالي إزاحتها من الساحة، فبمجرد أن استطاع الجناح العسكري الإستفراد بالسلطة وكنس ( الحكومة المدنية ) التي تم تنصيبها من أجل امتصاص الغضب الشعبي قام الجناح العسكري بإطلاق رصاصة الرحمة على الحكومة التي شرعت ضعيفة ودون أية قدرات وصلاحيات لتدبير شؤون الدولة ، الأمر شرعت أجنحة الحكم العسكري الجيش والدعم السريع على تفجير مواطن الخلاف التي كانت مضمرة وضمن تفاصيل الإتفاقات المغشوشة، والسطو على مصادر الثروة خاصة الذهب ، التي أصبحت أطنان منها تحول الى التصدير ولا يستفيد منها الشعب السوداني إلا بعائدات مالية توجه نحو اقتناء الذخائر والأسلحة لتقتيل مزيد من البشر وترهيب القوى التواقة الى غد سوداني أفضل،وحاليا كل طرف يكيد المكيدة للآخر من أجل تحجيم وضعه على الأرض، في محاولة للإستفراد بالحكم وإدامة الحكم العسكري الذي يؤدي الشعب ضريبته في هدر الحريات وانهيار القدرة المعيشية مع استمرار موجات وسنوات الجفاف ، فما عسى الشعب المسكين أن يفعل سوى انطباق مقولة شهيرة ( حينما تتنطاح الفيلة فإن العشب عفوا الشعب هو الضحية ) فطوبى للضحايا كم يستغرف هذا التطاحن الدموي مخلفا وديانا من الدماء والحطام ومن القتلى والجرحى والآلام التي لا تكاد تنتهي في زمن رديء كل المؤشرات تؤكد على استمرار حلقات أخرى من استعراض القوة والعنجهية التي لا تؤدي سوى الى مزيد من القتل والتهجير .



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة الحلايقية ( باعة الأعشاب ) !أي تدبير للأسواق ؟
- العيد الأممي للطبقة العاملة وسؤال الواقع .
- حتى لا تتحول بعض(الظواهر ) الى طقوس !!!
- وراء الأكمة ما وراءها
- كارثة بحجم زلزال
- الإعلام المخدوم
- الذاكرة سلاح ذو حدين
- إحساس بحجم الفاجعة
- السرعة بين علامتين
- ملاحظات على الهامش
- اختلال القيم بين الأمس واليوم
- الحروب وحسابات المصالح
- الغش مقوض لتكافؤ الفرص
- لمحات من ذاكرة
- شعر ( مظفر للنواب) ذخيرة حية
- التعليم- الأسرة- المجتمع
- في رحاب فاس
- ملاحظات لا بد منها
- تتعدد الوسائط والحصار واحد !
- كل شيء على ما يرام !


المزيد.....




- وزير الخارجية الفرنسي يستهل جولته في الشرق الأوسط بزيارة لبن ...
- مفتي سلطنة عمان معلقا على المظاهرات الداعمة لفلسطين في جامعا ...
- -عشرات الصواريخ وهجوم على قوات للواء غولاني-.. -حزب الله- ين ...
- مظاهرات حاشدة بتل أبيب تطالب بصفقة تبادل
- أوكرانيا تطلب من شركة ألمانية أكثر من 800 طائرة مسيرة للاستط ...
- زواج شاب سعودي من فتاة يابانية يثير تفاعلا كبيرا على مواقع ...
- بعد توقف 4 سنوات.. -طيران الخليج- البحرينية تستأنف رحلاتها إ ...
- ماكرون يعتبر الأسلحة النووية الفرنسية ضمانة لبناء العلاقات م ...
- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - ما ذنب شعب السودان ؟!