ظاهرة الحلايقية ( باعة الأعشاب ) !أي تدبير للأسواق ؟

محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 7603 - 2023 / 5 / 6 - 15:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ظاهرة الأسواق الأسبوعية في المدن، هي ظاهرة غير صحية، وتشير الى غياب التدبير للجماعات المحلية، وغياب عنصر الدراسة وتقييم السياسة المطبقة في مجال إعداد المرافق العمومية والبنيات التحتية، أنا أكتب هذه الملاحظة وسمعي يسترق أصوات لا تتوقف عن الصراخ صادرة من عند صاحب عشابة ( بائع الأعشاب) للتداوي في إطار ما يسمى ( بالطب البديل ) إنه لا يتوقف عن وصف (أدويته) عبر استعمال مكبر الصوت هذا الأخير يتناهى سمعه الى جميع الإتجاهات والأمكنة البعيدة، وهو يحاول شرح وصفاته للمتحلقين حوله، وهو نفس الكلام الذي يجعلك تتابعه غصبا عنك، وقد يتباين صوت هذا الحلايقي من خلال تحويل نبرة صوته وهو يتحدث الى زواره، تارة بصوت مرتفع وتارة أخرى بصوت خفيض، وتارة بنرفزة رد فعل، سلسلة من العبارات المسترسلة لا تتوقف مزيج من الوصفات التي يقدمها هذا ( الطبيب) الذي يبدو أنه ضليع في كل شيء، ويعالج جميع الأمراض مهما استعصت على الأطباء، بدءا من الأمراض المزمنة وانتهاءا بالأمراض العرضية، والنفسية والجلدية والهضمية وهلم جرا. السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو من يحمي هذا المتسوق البسيط وهو يجد نفسه مسحورا بعبارات هذا الحلايقي وهو يعطي وصفات للعلاج لكل داء ومرض ؟ خاصة وأن السوق هو ملجأ لكل أصناف البشر قد يلجه مرضى من كل صنف، وقد يصادف أن الكثير منهم قد جرب العديد من الأدوية دون جدوى، فيضطر الى تجريب هذه الوصفات التي يقدمها هذا العشاب على عجل علها تنقذه من وضعه الصحي ، لكن السؤال الأكير الذي يجب طرحه في هذا الإطار هو كيفية تدبير الجماعات لهذه المرافق الأسواق التي اصبحت تقام بجوار المدن ، وسط الطرقات معرضة المارة والمتسوقين لجميع الحوادث ، ومعطلة لانسياب المرور، دون نسيان ما تخله هذه الأسواق من ركامات من التلوث والأوساخ والأزبال الصلبة والسائلة وما تخلفه هذه الظاهرة من تكاثر الحشرات والروائح الكريهة، التي تؤدي بدورها الى انتشار الأمراض التنفسية، دون اغفال مدى سلامة تلك الوصفات المقدمة من حيث تأثيرها على صحة الناس .

#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل