حسام عبد الحسين
الحوار المتمدن-العدد: 7752 - 2023 / 10 / 2 - 11:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أثناء حفل زفاف في محافظة الموصل داخل قاعة اهلية مخصصة للمناسبات والاحتفالات وكان عدد الحضور ما يقارب (1100) من نساء واطفال ورجال حيث اندلع حريق داخل القاعة ليلة الثلاثاء/ الاربعاء 2023/9/26 ادى لمقتل (113) وأكثر من (100) جريح ولم تتمكن فرق الانقاذ من معالجة الموقف، بل لم يستطع الحضور الهروب لعدم وجود منفذ خروج منظم ومتعدد.
إن العراق يخضع لعملية سياسية لم تتمكن من بناء دولة بالمعنى السياسي والقانوني والاجتماعي، رغم ما يتم اعلانه عن وجود دولة ولكن في الاعلام وفي تصريحات افراد السلطة فقط، وبالتالي، بين الحين والاخر تحدث كارثة بشرية تثبت عمليا وواقعيا عدم وجود للدولة.
لماذا نقل لا توجد دولة؟
اجابة هذا السؤال ذكرناها في مناسبات عديدة لكن الاجابة الخاصة بفاجعة بغديدا هي ان البنايات تخضع لشروط الدولة الخاصة بسلامة البناء والحماية والجودة وكافة الحيثيات الخاصة، وكلٌ حسب اختصاص الاستخدام، وهذه الشروط لم تتوفر عمليا في قاعة حادثة بغديدا، اذن لم تخضع قاعة (الهيثم) للدولة من الجانب الهندسي، في حين كل الموافقات الرسمية (على الورق) متوفرة لبنائها وعملها !!
هنا يُعرف الفساد عن نفسه بانه المسبب لهذه الكارثة، لانه يعمل وفق القوانين والضوابط والمنظومة الاخلاقية للسلطة، يعني بطبيعة النظام الحاكم، وليس بطبيعة الفرد والمجتمع كما تروج السلطة في اعلامها كي تدفع الفساد عن نفسها. وعليه لا أمان ولا سلامة تتوفر في العراق لان لا شيء خاضع لحماية وسلامة الانسان، بل كل شيء خاضع للربح، الربح المالي هو الغاية وتخضع كل الوسائل لاجله حتى اذا كان الانسان هو الضحية.
لذا هذه الحادثة وما سبقها من حوادث مماثلة مستمرة باستمرار الفساد ولا تنفك عنه. والسلطة الحاكمة تعلم بالتجربة ان تعويض أهل الضحايا قادر على اسكات المجتمع.
- ملاحظة/ يشاع بان الحادثة جريمة منظمة لترحيل المسيحيون من العراق.
هذا التحليل بعيد عن الحقيقة لان النظام الحاكم قائم على تقسيم البلد لمكونات ووجود عنوان المكون المسيحي يخدم هذا “النظام”، لذا مستبعد جدا هذا التحليل. وللتنويه “النظام” الحاكم لا يعنيه حقوق المواطنين الحاملين هذه العقيدة بل يكتفي بالعنوان العام، كعنوان الشيعة والسنة والاكراد.
#حسام_عبد_الحسين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟