أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام عبد الحسين - أفق جماهير العراق والتنافس السلطوي














المزيد.....

أفق جماهير العراق والتنافس السلطوي


حسام عبد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 6804 - 2021 / 2 / 2 - 16:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن التنافس اما أن يكون شريفا وبريئا وجيدا، ببساطة: كما يحصل بين بعض الطلاب؛ حينما يتنافسون على المرتبة الأولى والثانية فهذا شيء جيد، او في الغالب يكون متصلا بانحطاط المدنية، ومتصلا بانحطاط الأخلاق؛ لأن التنافس في الغالب يتم بطرق غير مشروعة، كما نعرف مثلا في سياسات الطرد من الأسواق؛ عندما يأتي تاجر كبير فيخفض الأسعار إلى درجة أنه يخسر، لكي يطرد المنافسين من السوق وينفرد في السوق بعد ذلك؛ ليرفع الأسعار كما يشاء أو يهيمن بوساطة النفوذ والسلاح والإعلام.
بكل تأكيد التنافس في العملية السياسية في العراق من نوع آخر، لأن السياسة في الأساس هي لا تقوم على النقاء في ظل الأنظمة الرأسمالية، وليست هناك سياسة ليست فيها مناورة، دائما السياسة هنا فيها ظاهر وباطن وهذا له أسبابه طبعا، وليست هناك سياسة رأسمالية خالية من التلاعب السلطوي على حساب الإنسان، فالتنافس يصل أحيانا الى كشف الفضائح، يعني ترتيب تهم مؤمرات وملفات فساد والتهم والمقالب والأفخاخ، فالتنافس السياسي هنا يغلب عليه دائما السوء، بتبريرات شر لابد منه؛ لأن بعض أحزاب السلطة تكيفت بهذا الوضع، وتفاعل الشارع معها بشكل ظاهر، هذا من جهة؛ ومن جهة اخرى: إذا منعنا التنافس في المجال السلطة فهذا يعني أننا سنصير إلى استبداد سلطوي بين أحزاب السلطة، وفي حال الاستبداد تكون النتائج والعواقب اخطر من نتائج التنافس السياسي.
والاخطر للإنسان في العراق وهو الأهم اصطفاف الكتل السياسية خلف المسميات الطائفية والقومية، لتحقيق أهدافها الربحية لا غير وهذا يجعل من العملية السياسية تراوح مكانها، لكن أرباح بعضها مستمرة، وإعادة الامور لنفس وضعها دون تغيير يذكر، وبالتالي يقتصر التغيير على بعض الوجوه، فيما يبقى الاطار العام ذاته والعودة لتقاسم السلطة على اسس طائفية وقومية، لان بعض الكتل “السياسية” تنصاع للتبعية الخارجية لما تطلبه بعض الدول، وربما بشكل علني او سري، وهذا أصل تأسيس السلطة في العراق (2003)؛ نتيجة لتفضيل مصلحة الخارج على الداخل، في حين تلك الدول تبحث عن مصالحها على حساب الإنسان، بمساعدة وجود الضعف في تطبيق القانون او سريانه على بعض دون البعض الاخر وترك تعديلاته، وهذا تغييب لمبدأ العدالة ناهيك عن انعدام المساواة، فلو طبق القانون على الجميع بنفس المستوى ومحاسبة “الفاسد” (الذي اصبح الجميع ينادي بمحاسبته) من الاعلى الى الادنى لكان الوضع افضل بكثير.
ثمة حاجة مرتهنة إلى النخب الثقافية الحقيقية في تحمل المسؤولية الكبيرة، تجاه جعل المجتمع يسير في تيارات ثقافية وفكرية سياسية راشدة، تقوم على المنطق العقلي المقبول، كما ذكر المؤرخ الكبير “ارنولد توينبي” في كتابه المختصر في دراسة التاريخ حين أشار فيه: يبدأ انهيار الحضارة حين تعجز النخب. اي حين تفقد النخب إمكانية جذب الجماهير، حينئذ يصبح الناس تائهين لا يعرفون ماذا يصنعون، وعندما يسود التنازع لا يعتبر سببا وانما نتيجة.
يكمن الخلل الاهم هو مداهنة ما يسمى “المثقفين” للسلطة أياً كانت، إضافة الى الضعف في الوعي الشعبي والتنظيمي؛ فبالرغم من تعدد الدورات الانتخابية ومرور “المواطن” وخوضه لتلك التجارب، إلا ان الوعي الانتخابي بشكل عام لا يزال دون مستوى الطموح، وربما هناك تعمد من السلطة وروافدها في التشويش وخلط الاوراق واللجوء للأساليب الملتوية لجذب “الناخبين” في عدة متاهات.
وعليه؛ يبقى الحل اولاً واخيراً بيد الجماهير، فهم صناع زمام المبادرة وخلق أجواء التغيير.



#حسام_عبد_الحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إباء الطبقة العاملة في مديرية ماء بابل/ العراق
- متحف في جسد إمراة
- ثمالة عقل
- إتجاهات ودوران حول أزمات العراق
- أنفاس مكبوتة-
- تأثير السلطة السياسية على الدراما العربية
- يوم العمال صرخة بوجه الإستغلال
- زوجتي هي الشفيعة
- قلادة رجلٌ قديم
- فايروس -كورونا- وعجز الأنظمة الرأسمالية
- جماهير العراق ورئاسة الوزراء القادمة
- شعب العراق بين الارادة والولايات المتحدة الامريكية
- العشق بين الحلم والانسان
- اقدام طفلة وصرخة شعب
- السلطة بين المسؤول والميدان
- ابخرة في فم كادح
- حادثة العبارة والرأسمالية
- استغلال الجماهير في حرب الوكالة
- غابة مسحورة
- الاعلام وهيمنة الرأسمالية


المزيد.....




- بالفيديو.. لحظة انبثاق النار المقدسة في كنيسة القيامة
- شاهد: إنقاذ 87 مهاجراً من الغرق قبالة سواحل ليبيا ونقلهم إلى ...
- الفطور أم العشاء؟ .. التوقيت الأمثل لتناول الكالسيوم لدرء خط ...
- صحيفة ألمانية: الحريق في مصنع -ديهل- لأنظمة الدفاع الجوي في ...
- مسؤول إسرائيلي: لن ننهي حرب غزة كجزء من صفقة الرهائن
- قناة ألمانية: الجيش الأوكراني يعاني من نقص حاد في قطع غيار ا ...
- تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل ...
- الطعام ليس المتهم الوحيد.. التوتر يسبب تراكم الدهون في البطن ...
- قوات الاحتلال تنسحب من بلدة بطولكرم بعد اغتيال مقاومين
- -اللعب الخشن-.. نشاط صحي يضمن تطوير مهارات طفلك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام عبد الحسين - أفق جماهير العراق والتنافس السلطوي