أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام عبد الحسين - الفرق بين الأخلاق وقاعدة عدم الاضرار بالغير














المزيد.....

الفرق بين الأخلاق وقاعدة عدم الاضرار بالغير


حسام عبد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 7740 - 2023 / 9 / 20 - 23:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الأخلاق في واقعها العملي ليس لها تعريف واضح ولا منهجية علمية، بل هي متغيرة التعابير من مجموعة لأخرى، ومن موقع لآخر. وأن هذه الفوضوية تجعل من العقل والعلم أن يشك في أصلها، ويدقق بانعكاساتها وفوائدها وسلبياتها.
اذا بدأنا بربط الممارسات الاخلاقية مع أخلاقيات الطبقة السياسية الحاكمة سنجدها متفقة تماما، بل سنجد أن السلطة ترعى هذه الأخلاقيات وتروج لها وتصرف الأموال، إذن؛ هل هذا الترويج من أجل إصلاح المجتمع؟ أم إنه لاهداف ربحية لافراد السلطة تتعلق بالانتاج؟
فأن قلنا لإصلاح المجتمع فهنا ذهبنا الى الغباء السياسي، لأن إصلاح المجتمعات تتم بالمساواة الإقتصادية والسياسية وتوفير حاجات الناس وحماية حقوقهم ومصالحهم بشكل متساوي، وهذه الاجراءات ليس لها علاقة بالاخلاق المجتمعية، إذن السلطة تروج لأخلاقها ليس لإصلاح المجتمع بل لتسيطر على قوى الإنتاج الذي يوفر أرباح إقتصادية لأفراد السلطة ويبقي على الوضع القائم للنظام السياسي الحاكم دون محاولات تغييره، لأن أي حركة تغيير هنا أو هناك سيهاجمها المجتمع نفسه بأنها ليست على نفس "أخلاقياته" وبالتالي أصبح المجتمع مدافعاً على افراد السلطة السياسية الحاكمة دون شعور وأن كان رافضاً لهم معنوياً.
ولو رجعنا الى الوراء سنجد أن الطبقات المالكة للحكم السياسي هي المسيطرة أخلاقيا وتعكس أخلاقياتها على المجتمع حتى تتجذر تلك الاخلاقيات في المجتمع وتتحول الى عادة بديهية تتدافع عنها الأجيال بغباء مركب، سواء في الأنظمة الرأسمالية أو الإقطاعية.
ولو تركنا كل ما سبق وطرحنا سؤالاً: هل الأخلاق يوما غيرت وضعاً سياسيا حاكماً متردياً وهل أرجعت حقاً !؟.
لذا الأخلاق مسألة نسبية وجزء من البنية الفوقية الى جانب الفلسفة والقانون والدين السياسي والاقتصاد، وتتغير مع تغيير المرحلة والعصر حسب تطور المجتمع فمثلا: ضرب المرأة كان جزء من الأخلاق واليوم من اللا أخلاق، وضرب الأب لابنائه كان جزء من الاخلاق واليوم من اللا أخلاق، وضرب المعلم لتلاميذه كان جزء من الأخلاق واليوم من اللا أخلاق، والسرقة والفساد المالي والاداري كان جزء من اللا أخلاق بينما اليوم جزء من الأخلاق بشرعنته وتبويبه.
إن الانطلاق نحو التغيير مستنبطاً من وقائع الوضع الإجتماعي للبشر ومن أتفاق حاجاتهم جميعا في أي بقعة في العالم، لذا حين تحل قاعدة عدم الإضرار بالغير بدل الاخلاق فأنها ستنتج حياة آمنة للبشر وحريات فردية وسياسية وإعلامية ومساواة وعدالة إجتماعية واقتصادية…، لان هذه القاعدة تعمل لجميع البشر ولها تعريف واضح ومنهج علمي يستند على أن البشر متساوون ومتشابهون في كل شيء ولهم حقوق واحدة وعليهم ألتزامات واحدة. وهذه القاعدة لا تتغير حسب الأهواء المزاجية والسياسية والمكانية والإجتهادية وليست فوضوية ولا نسبية وهي جزء من البنية الإنسانية.



#حسام_عبد_الحسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على خطابات ابواق العملية السياسية
- يترجى أمواج البحر
- الأول من أيار ونضالات الطبقة العاملة
- نخبوية ساشا دحدوح في قمر العاملة
- نحن نوضح.. وأنطونيو غوتيريش يُصرح
- أثناء الثمالة
- البُعد السياسي من “بطولة” خليجي 25
- هروب جينين بلاسخارت والحكومة القادمة
- الشتاء قادم
- أوهام المعامل الصناعية والمنتج الوطني في العراق
- اوهام المعامل الصناعية والمنتج الوطني في العراق
- عامل وموسيقى وبندقية
- نقاط مختصرة تدمغ لسان جورج بوش وزلتهُ
- الدوافع السعودية من توثيق الأحاديث النبوية
- ماهية العمال والأول من ايار
- هي ومقاتل
- يد الطبقة العاملة تدير الإنتاج العالمي
- الثامن من آذار يوم إحتجاج المرأة العالمي
- أفق جماهير العراق والتنافس السلطوي
- إباء الطبقة العاملة في مديرية ماء بابل/ العراق


المزيد.....




- رئيس لبنان يعلق بعد تصريحات المبعوث الأمريكي لسوريا عن -تهدي ...
- ماذا يحدث في محافظة السويداء جنوبي سوريا؟
- بدعم من مصر وإيران.. هل تناور الصين لإسقاط النفوذ الأميركي ...
- فخامة السيد محمود عباس رئيس دولة فلسطين يعزي في وفاة المناضل ...
- الصحافة في عصر الذكاء الاصطناعي.. فرص ذهبية وتحديات أخلاقية ...
- إسرائيل -تستهدف دبابات- بالسويداء فيما تتقدم قوات حكومية بات ...
- المُمول السخي لليمين المتطرف الفرنسي: من هو الملياردير بيار- ...
- السويداء تشتعل مجددًا وإسرائيل تدخل على الخط: ما مصير الجنوب ...
- برشلونة يعلن تعاقده مع الشاب سوري الأصل بردغجي قادما من كوبن ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف مواقع قيادة إسرائيلية بحي الشجاعية ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام عبد الحسين - الفرق بين الأخلاق وقاعدة عدم الاضرار بالغير