أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - زلزال الأطلس و التضليل الإسلامي














المزيد.....

زلزال الأطلس و التضليل الإسلامي


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 7748 - 2023 / 9 / 28 - 22:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غابت الأصوات السلفية الجهادية الأكثر صراخا في مواقع التواصل الإجتماعي, لتقديم تفسيراتها المثالية حول كارثة الزلزال و التي هاجمت في السابق أهل أريف و لعنتهم و كفرتهم, بسبب زلزال أريف 2004, الذي لم يكن لهم فيه ناقة و لا جمل. الزلزال الذي هو ظاهرة طبيعية يحدث في كثير من البلدان و القارات, و لا علاقة له بالمعتقد الديني و لا بالعلاقات الإجتماعية, إلا أن مؤدلجي الإسلام الرجعي ربطوا الزلزال بالعقاب الإلهي لتحقيق أهدافهم السياسية و الإيديولوجية. السكوت المبهم لهذه الأصوات الرجعية التخريفية, ترك معركة إدانة الأمازيغ و تحميلهم كارثة زلزال الأطلس للإبن الشرعي للحركة الجهادية, بن كيران و زاويته "العدالة و التنمية". في كلمة البهلواني بن كيران في اجتماع الأمانة العامة لزاويته ليوم 7 سبتمبر 2023, ربط الزلزال بعقاب الله للأهالي نتيجة الذنوب و المعاصي المرتكبة و المنتشرة بأشكال مختلفة. هذه النظرة الميتافيزيقية في ربط حدث طبيعي بالعقوبة إلاهية تنخرط في سياق المفهوم الديني لتفسير الأحداث الطبيعية و الصراعات الواقعية. هيمنة ثقافة الجهل و سيادة العلاقات الإجتماعية و الإقتصادية و الروحية المتخلفة, سمحت لتجار الدين بالتأثير في الوعي السياسي و سذاجة العامة في إدارة الأحداث و الصراعات, بالإستناد الى إيديولوجية ما وراء الطبيعة الغير الواقعية, بحيث أصبحت هذه الإيديولوجية الأصولية التضليلية حصان طروادة, خاصة في محاربة و معاداة الشعب الأمازيغي و حرمانه من حقوقه السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية و اللغوية. زاوية بن كيران كافحت بإستماتة و علانية لمنع ترسيم الهوية و اللغة الأمازيغيتين, و عارضت الزاوية بن كيرانية جميع المطالب الحقوقية للشعب الأمازيغي و اليوم تنهي مسرحيتها بالتراجيدية العقوبة الإلهية. الغباء "السياسي" و الإستنتاجات الخرافية من سمات وعي بن كيران, مما يؤدي به دائما الى التعبير عن أرائه الشوفينية و الساذجة من دون التفكير في حساسية الأحداث, و لا حتى في حجم إذاء الأخرين, و لا في عواقب مواقفه العنصرية في الوسط الشعبي.
في إجتماع الأمانة العامة لزاوية ( اللاعدالة و اللاتنمية) يوم 23 سبتمبر 2023, و الأمازيغ في حدادهم على ضحايا الزلزال المدمر, إذ بالخطاب العنصري للبهلواني بن كيران يزلزل أطلس المقاومة و الصمود, بتحميل إمازيغن مسؤولية الزلزال بسبب إدعائه الإبتعاد عن شريعة الله (العربي), بما أقترفوه من معاصي و ذنوب, الغير المعروفة إلا في القاموس وسيط الرباني بن كيران (المقدس).
المؤدلج الإسلامي له تفسيره الخرافي للحدث الطبيعي, ليس فقط لمحاربة العلم, لكن له أبعاد سياسية و إجتماعية و إيديولوجية عنصرية إستعمارية, و عندما تقدم في قالب ديني تكون أكثر تأثير في العلاقات المجتمعية, وخاصة على المتعصبين للإيديولوجية العروإسلام. بن كيران المتربي في حضان السلفية الجهادية أيام شبابه و المستمد إيديولوجيته من الأسلام الإرهابي و عصبية قريش, فأكيد أنه إستمتع بالكارثة المدمرة و بسقوط الآلف من الضحايا بين القتلى و الجرحى و المشردين, ليحملهم بن كيران مسؤولية مأساتهم و معاناتهم, و يتمادى في حقارته بكلمات الترهيب و التخويف و التضليل الأيديولوجي, ليطالب الوسيط الرباني بن كيران الشعب بالارجوع الى الولاء الإلهي, و كأن الأمازيغ أعلنوا تمردهم على الله العربي ( و لو فعلوها, ستكون بداية تحررهم من قيود العبودية المقنعة). فقهاء الإيديولوجية الإسلامية المغلوطة قد تناسو عن قصد تحديد مواقع الفساد المالي و الإداري و الإخلاقي و مرتكبيه, ويعد البهلواني بن كيران جزء من هذا الأخطبوط الفاسد, و هو من قدم خدماته للقصر طيلة سنوات و شارك في ما سماه بالذنوب السياسية. يتهم أمازيغ الأطلس بالمعاصي و الذنوب, رغم أن بن كيران لا يعرف عنهم إلا أمازيغيتهم التي يعاديها و يكرهها, و تجاهل واقعهم الإقتصادي و الإجتماعي المر, و فقرهم المدقع, و تناسى سياسة التمييز العنصري التي مارسها ضدهم (فترة رئاسة موظفي القصر) و سياسة إنتهاكات حقوقهم الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية و الثقافية و اللغوية. عوض التراجع عن عنصريته المقيتة و سذاجته السياسية و أخطاءه الأخلاقية و لو لمرة واحدة في حياته و الوقوف بجانب الضحايا من باب الرجوع الى ربه في لحظة الكارثة, لخدم إيديولوجيته العروإسلام أكثر مما أساء إليها و هو يتهم الضحايا الفقراء المقهورين و المضطهدين بالفاسد المؤدي الى العقاب الإلهي. المعصية الوحيدة لأمازيغ الجبال هو عدم مجابهة سياسة التمييز العنصري, المستمدة من إيديولوجية العروإسلام بالوسائل النضالية المتاحة في منطقة الأطلس. زاوية اللاعدالة و اللاتنمية لا تختلف عن الزوايا القومجية العروبية المعادية لعدالة الحق الطبيعي و القانوني للشعب الأمازيغي في الإستفادة من موارده الطبيعية, و حقه الطبيعي في السيادة على أرضه و بلاده. الرجوع الى الله (العربي), لا يحرر الأمازيغ من فقهرهم و قهرهم و عبوديتهم.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستغلال الكارثة لأهداف إجرامية
- مواساتنا لضحايا كارثة الزلزال
- جواسيس النظام آل علوي
- ثورة الهقار تدخل الرعب في قصر المرادية
- مملكة بورغواطا المنسية
- المعتقلين السياسيين إمازيغن و العفو الإستعماري
- رئيس الحكومة المؤقتة لدولة لقبايل في المنفى يدعو الأمم المتح ...
- ستوكهولم سيندروم لدى الزمرة الإرتزاقية
- ذكرى أنوال الخالدة
- المحكمة العرقية و قانون العبودية
- إرفعوا أيديكم عن القبطيات
- حوار الأديان بين الواقع الإفتراضي و الواقع المعاش
- أئمة الجهل و الإستحمار
- الهوية المحلية و هويات الشتات أو الفرعية (اللغوية و الطائفية ...
- الإسلام لن يرهيبنا و التعريب لن يفنينا
- الإستقلال الذاتي هو الخيار الوحيد لمشكل الصحراء المصطنع
- إقرار القصر العلوي برسمية رأس السنة الأمازيغية
- ثقافة التسامح و ثقافة الكراهية
- الربيع الأمازيغي يؤجج النضال التحرري
- الحرب الروسية-الغربية الدائرة في أوكراينا


المزيد.....




- مصر.. حركة من السيسي وعباس كامل في القمة العربية تثير تفاعلا ...
- تفاعل على تقدّم محمد بن سلمان والسيسي للقادة العرب بالممر ال ...
- -ربما يستعد لوظيفة جديدة-.. ضابط استخبارات أمريكي يسخر من حف ...
- قراء -لوفيغارو- يقدرون عاليا التزام روسيا والصين بحل الأزمة ...
- الجزائر.. تحرك جديد من القضاء في قضية الرجل العائد من الموت ...
- الكشف عن موعد إطلاق سيارة كروس روسية جديدة
- -خطوة نحو العيش إلى الأبد-.. علماء صينيون ينجحون في إعادة دم ...
- الجيش الروسي يستخدم روبوتات -العقرب- لتدمير مخابئ القوات الأ ...
- خبيرة تغذية توضح لماذا لا يمكن تجنب تناول السكر بشكل كامل
- الخارجية الصينية: بكين ستواصل الترويج للحل السياسي للأزمة ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - زلزال الأطلس و التضليل الإسلامي