أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)
الحوار المتمدن-العدد: 7738 - 2023 / 9 / 18 - 03:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إلى حدود ظهيرة يوم أمس السبت، تجاوزت التبرعات لفائدة "صندوف 126" المودع لدى كل من بنك المغرب والخزينة العامة للمملكة، ستة مليارات درهم.
وصول هذا الصندوق المفتوح الخاص المنشأ منذ الاثنين حادي عشر شتنبر ، لذي أعقب الجمعة الأليمة التي حدث فيها زلزال الحوز، إلى هذا الرصيد، وتلقيه المزيد من الأموال في القادم من الزمن، لا يمكن تصورهما بدون تفاصيل.
على رأس هذه التغاصيل التي تزامنت مع بدء مسلسل التبرعات ومن أبرزها الصورة التي ظهر فيها الممثل الفرنسي جاسون ستاثام بقميص يحمل هذه العبارة: "كل الناس يولدون سواسية، لكن أفضلهم يولدون في المغرب".
لعل هذه القولة وما يرافقها من رموز وإيحاءات وألوان يحفل بها قميص الممثل وهيئته الجسدية يشير إلى إعجابه الشديد بهذه التدفقات من الأموال والأشياء لصالح ضحايا الزلزال التي تصب كلها في نهر تضامن شعب عظيم مع جزء منه وإليه حلت به الفاجعة.
فضلا عما تلقاه الصندوق من تبرعات مصدرها محلي، نجده يحظى بالتفاتة دول شقيقة وصديقة مثل الكويت التي تبرع اتحاد مصارفها بخمسة ملايين دولار، وبلجيكا التي تبرعت بنفس الحصة المالية لمساعدة ضحايا زلزال المغرب وإعادة الإعمار.
في نفس السياق، نسجل بامتنان مساهمة جمعيات جنوب فرنسا بهبة مالية قدرها مليون أورو، كما ننوه بما أقدم عليه الصليب الأحمر الصيني من دعم لنظيره المغربي (الهلال الأحمر) بمائتي ألف دولار.
لكن يبقى التفصيل الأكثر دلالة على الإنسانية والأريحية هو ذاك المتعلق بوزير تايلاندي ساهم بسبعة وخمسين مليون سنتيم لمساعدتنا على تجاوز تداعيات الكارثة، وقد سلمها فعلا للسفارة المغربية بالتايلاند..
بحكم الشفافية التي تميزت بها عملية تلقي الهبات والتبرعات، تيسر لبعض الفاعلين السياسيين والمدنيين من تكوين فكرة عن حجمها ومصدرها، وإبداء ملاحظات في شأن بعضها. ينطبق هذا الكلام على عزيز غالي، رئيس جمعية حقوق الإنسان، الذي وجه انتقادات لبعض الجهات المانحة في تصريحه لقناة على اليوتوب يعمل بها ابو بكر الجامعي.
انتقد عزيز غالي، مثلا، المكتب الشريف للفوسفاط، لكونه ساهم بعشرة ملايير دولار بينما كان عليه أن يدفع 25 مليار وتساءل: أين ذهبت الخمسة عشر مليار الباقية؟ نفس الملاحظة سجلها غالي على مساهمة شركة العمران التي جاءت أقل مما كان عليها أن تساهم به.
في هذا المقام، ذكر المتحدث بمخاطر الخوصصة التي جردت الدولة من مؤسسات عمومية كبرى، مثل اتصالات المغرب، كانت تساهم في الميزانية العامة التي حرمتها الخوصصة من الكثير من المداخيل.
من الملاحظ أن بنك المغرب والمحافظة العقارية ساهم كل واحد منهما بمليار درهم، والجامعة المغربية للتأمين بمائة وخمسين مليون درهم، والمديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بخمسين مليون درهم، والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بأربعين مليون درهم، الجمارك، وجهة كلميم واد نون، مجلس عمالة الدار البيضاء سطات كل واحدة منهما بعشرين مليون درهم، إلخ ..
ساهمت شركتا “أفريقيا” و”أفريقيا غاز” رفقة الشركات التابعة لمجموعة “أكوا كروب”، بمبلغ 600 مليون درهم لفائدة الصندوق، وهي المجموعة التابعة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش.
#أحمد_رباص (هاشتاغ)
Ahmed_Rabass#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟