أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير محمد ايوب - رِجِعْ أيلول رحل ايلول بِوَرَقُه الأصفَرْ ... مِنْ حكاوى الرحيل














المزيد.....

رِجِعْ أيلول رحل ايلول بِوَرَقُه الأصفَرْ ... مِنْ حكاوى الرحيل


سمير محمد ايوب

الحوار المتمدن-العدد: 7731 - 2023 / 9 / 11 - 00:17
المحور: الادب والفن
    


كتب سمير محمد ايوب
رِجِعْ أيلول رحل ايلول بِوَرَقُه الأصفَرْ ...
مِنْ حكاوى الرحيل
كلُّ ما في أيلولٍ، إشراقاتُ الذهبِ في وَرَقِه ، شَمسُه المُبْهِجة، غَيْمُهُ المُوشَّى بالطَّلَل، نسائِمُه المُتَسَلِّلَةِ من أعالي الجليلِ والكرملِ وجبلِ الشيخ، يُعَزِّزُ حُضورُ مُفرَداتِها.
فذاتَ أيلولٍ هَبَطَتْ يوسفيَّةُ الجمال، دون أن يُنْصِفَها الزمنُ كثيراً. أيوبيةُ الصبر، ما قَصَّرَتِ الأوجاعُ غير المُدجَّنَةِ مَعَها، أماتَتْ جِراحاً وأحيَتْ أخرى. كَنَبِيُّ اللهِ إبراهيم عليه السلام، سكنَ حُزنُ الحيرةِ وَميضاً في كبرياءِ عَينيها . رِضاها دامِعٌ كرِضا رسول الله عيسى بن البتولِ عليهِما السلام. صادقةٌ أمينةٌ واثقةٌ كنبيُّ الله محمد علية السلام.
وذاتَ أيلولٍ جاءت سارِيَةً على أرصفتِه، أكثرَ أُنوثةٍ وجُرأةٍ مما تُبْدي، فاقِدَةً للدهشةِ لا يَنْتابُها إستغراب. جُلُّها عناوينُ مُؤتَلِفَةٌ عَصِيَةٌ على الفَهْم. يُداهِمُكَ عِطرُها الفوَّاحُ مِن حيثُ لا تَحتَسِبْ. تَحارُ، تَخالَهُ ياسميناً مَغربِياً، أو ورداً دِمَشقياً، وتَخالَهُ دَحنوناً أردنياً، أو تَمْرِحِنَّةٍ مصري، أو خلطةً سحريةً مِن عَبَقِ بُرتقالِ فلسطين.
جاءَتْ تَستَحِقُّ أن تُشرعَ لها أبوابُ العُقولِ والقلوب. جاءَتْ وقد خابَ الكثيرُ من تَوَقُّعاتِ كِبريائها، دون أن تبحث عن طبيبٍ نَفْسيٍ ، ولَمْ تَلعَن. جاءت وكُنتُ أحسَبُها بَرْقاً بِلا رَعْدٍ، وأحياناً كانَ رعدها مُفاجِئا لا يَسبِقَهُ برقٌ ولا يَتلوهُ غَيْثٌ.
أذْكُرُ إرتِطامَنا الأوَّل في ظِلالِ وادي الشِّتا، أو طَلِّةْ الفحيصِ كان. ذات أيلولٍ إلتَقَتْ هناكَ ألكثيرُ مِنْ أبجدِيَّاتِنا، مَسكونةً بِحُزْنٍ. أخَذَتْنا بِحارُ الهَمِّ لأقصى شواطئِها، وأتَتْنا أمواجُهُ بِهُمومٍ أُخَرْ. كانت حَريصةً على أن لا تُخطِئَ في التأويلِ، وعلى أن لا تُرهِقَ قلبَها في الفَهْم.
ومضى أيلولٌ تِلوَ أيلولٍ ، وأنا أحاولُ كلَّ ليلةٍ مُذْ أجْدَبَ العُمرُ، أن أقودَ إنقلاباً على سِجنِ الجسد وسنينِ السجان . أحِسها قريبةٌ بعيدةٌ، أشتاقها فأسمعُ بُحةَ صوتِها، ولكني لا أجدها فأتوجَّعْ. ما إفتَقَدْتُ يوماً سُؤالَها عني، ولا دعاءً لها من أجلي.
أيْنَكِ؟! لهفتي تُناديكِ. تَوَحَّشْتُ لِكُلّك على بَعضِكْ. أما زِلتِ مُصابةً بي، ولا تعلمينَ لِذلِكَ سَبباً، ولا تَعْلَمين لِمَ أنا بالذات؟! كل ما أدريهِ الآنَ، أنَّكِ كُنتِ موقِنَةٌ أنَّ ذاكَ وهذا، ما كانَ لهُ أن يكونَ، ما لَمْ نَكُنْ ، أنتٍ بالذاتِ وأنا بالذاتْ .
أما زِلتِ مُصابةً بي ولا تعلمينَ لِذلِكَ سَبباً، ولا تَعْلَمين لِمَ أنا بالذات؟! كل ما أدريهِ الآنَ، أنَّكِ كُنتِ موقِنَةٌ أنَّ ذاكَ وهذا ، ما كانَ لهُ أن يكونَ ما لَمْ نَكُنْ، أنتٍ بالذاتِ وأنا بالذاتْ.
مذ أُسْرِيَ بِنَجواكِ، من رحابِ البيتِ الحرامِ إليَّ في رحابِ الأقصى، مُشتاقةٌ وقارئةٌ لآيِ الذِّكرِ الحكيمِ، مُهدِيَةٌ ثوابَه لي، وَقُرَ الرضا أكثرُ في القلبِ والروح . وباتَ شوقي يُحَرِّضُني للإبْحارِ فيكِ صيفَ شتاء، مُستَكْشِفاً لِلمرةِ الألف. غَيَّرْتِني، لَمْلَمْتِني، تَسامَيْتِ إلى عقلي، راقَصتِه ودَغْدَغْتِهِ بدهاءٍ نبيلٍ أنيق.
تَرحلُ الأيامُ، وتَبقينَ حتى تَوالي الليلِ مُبْتَسِمَة، و في قَلبك مُتَّسَعٌ للرضا المُدَغْدِغِ. مُنذُ أيامٍ، خَبَّرَتْني سَكِينَةُ أيلول التي أعْشَق، أنكِ تَغَيَّرْتي وصِرْتِ أكبر، تَباً لِعدّادِ السنين، بَعْدِكْ صغيرِة.
كُلُّ أيلولٍ وأنتِ بِخَيرٍ. فَمِثْلُكِ وتَفاصيلُ ما تبقى من عمرك ، تَليقُ بك مواسِمُ ايلولٍ إنْ جاءَ، أوِ إنِ إنتَصَفَ ، أو أوشكَ على الرحيل.



#سمير_محمد_ايوب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذابلةٌ عَيناه !!! أحافير في الحب
- عرس فلسطيني - بكل المعايير سقطةٌ إضاءة على المشاهد في فلسطين ...
- نغمات القصيد في ثوب جديد للاديب الشاعر بشار ابو صلاح
- لا لكل كرزايٍ، نعم لفلسطين مقاربات نقدية للمشاهد في فلسطيننا ...
- كلاب أوسلو وأرانبها دود خل، مقاربات نقدية للمشاهد في فلسطين ...
- لُقطاء اوسلو – جيلٌ ثالثٌ رثٌّ مقاربات نقدية للمشاهد في فلسط ...
- تبا لكل مَنْ يُشبِههم وما يُشبههم!!! مقاربة نقدية للمشاهد في ...
- مَنْ بَعْدُ مَنْ في فلسطين !!! مقاربة نقدية للمشاهد في فلسطي ...
- الغموض الرجراج أحافير في الحب
- إليهن عبرها والله ...... احافير في الحب
- جنازة حب أحافير في الحب
- إضاءة على المشهد العربي في العراق العظيم
- وعيد الفِطْرُ في المدى
- جَدَلُ الخيانة أحافير في الحب
- !!! وما زِلْتَ بِخِيرْ ... أحافير في الحب
- وكما أنت تعال عشوائيات فكرية للتأمل
- مقاربة نقدية للموروث البشري في التدين
- الاسرة في عالم متغير أحافير في الحب
- فجوات الذاكرة أحافير في الحب
- إنها ذكرى، نُحييها ونَبكيها إضاءة على مشهدٍ في فلسطين المُتج ...


المزيد.....




- على مدى 5 سنوات.. لماذا زيّن فنان طائرة نفاثة بـ35 مليون خرز ...
- راما دوجي.. الفنانة السورية الأميركية زوجة زهران ممداني
- الجزائر: تتويج الفيلم العراقي -أناشيد آدم- للمخرج عدي رشيد ف ...
- بريندان فريزر وريتشل قد يجتمعان مجددًا في فيلم -The Mummy 4- ...
- الكاتب الفرنسي إيمانويل كارير يحصد جائزة ميديسيس الأدبية
- -باب البحر- في مدينة تونس العتيقة لا يطل على البحر
- -طاعة الزوج عبادة-.. فنانة خليجية تشعل جدلا بتعليق
- لغة الدموع الصامتة
- مصر.. عمر هلال يجمع أحمد حلمي وهند صبري في فيلم -أضعف خَلقه- ...
- فنانة سورية تصبح سيدة نيويورك الأولى...من هي ؟


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير محمد ايوب - رِجِعْ أيلول رحل ايلول بِوَرَقُه الأصفَرْ ... مِنْ حكاوى الرحيل