أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير محمد ايوب - !!! وما زِلْتَ بِخِيرْ ... أحافير في الحب














المزيد.....

!!! وما زِلْتَ بِخِيرْ ... أحافير في الحب


سمير محمد ايوب

الحوار المتمدن-العدد: 7547 - 2023 / 3 / 11 - 19:11
المحور: الادب والفن
    


10271516_806456106
!!! وما زِلْتَ بِخِيرْ ...

أحافير في الحب

قلبِك يُؤلمك كثيرا، تحتاج ُحَدَّ الموت لِصدرٍ يَلفكَ بحنانٍ لا مثيل له، قويٌّ أمين يتحملك وأعباءك، تقتسم وإياه الهموم، فلا تجده؟! حسناً، هذا لا يعنِيْ أنك فِيْ حالٍ مُزْرٍ، فأنت لا تزال بخير.

تُضَحي لكي يَنجح، وتتألم لكي يَسعد، وتجوع لكي يَشبع، تُهديه السعادة فَيَمُنَّ عليك بالأنكسار، ترى الدنيا من خلاله، فيُريكَ الذل والهوان، يُنْكِر عليك التضحيه، يَجْرَحُك في الصميم.

عنما تكبر بعضُ زُغْبُ القطا وينبت لها شيءٌ من ريش، يرونك صغيرا، تظنُّ أنها لم تعد بحاجتك بجانبها. يوقظُك من حلم جميل كنت تحلمه، فتندم على كل ثانيه غفَت فيها عيناك، تحرقك مقلتاك، وتمتليءْ بِالدَمعْ جفناك.

ساعتها ، إدفعْ الدمِعْ إلَى الداخِلْ، وأضمُم إليك ما تبقى لك من أشلاء، وامض إلى الأمام دون أن تلتفت وراءك، فأحلامك وامنياتك صارت ذكريات، وتَصَنَّع َالابتسام لهم لتبقى بخير.

تُحاصرك الهمومُ ويتخلى عنك أقرب الناس، ويقترب منك أبعد الناس، تَفْتَقِدْ رحمك ويوجعك ما تنال من قسوة، لِتُحِسَّ كم انت بخير، واجِه هَمَّكَ الكبير مُناجِيا بأنينك الموجوع، من يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدو، فالله اكبر.

تقف أمام بابِ بيتك، ويسألك أحد المارين عن بيت فلانٍ أوعلانْ، تُحاول التذكر والتفكير فتعجز، فتسارع قائلا: ليس في هذا الحي. لتكتشف فيما بعد أنه جارك الاقرب، الجدار في الجدار. فتصيحُ جوارحُك: رحماك ربي، سبحانك، رسولك الكريم يوصاني بسابع جار حتى كاد أن يورثه.

يذبحك تعفف كبار في السن محتاجين، يتوسلون بحياء مأواً ودفئاً أو لقمة عيشٍ وعلاجا لمرض، ينحنون بانكسارموجع أمام عنجهية او تَمنينِ مَنْ في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم، فتصيح غضبا مات الفاروق عمر. .

تسمع صراخ الأمهات في فلسطين وفي العراق وفي سورية وفي اليمن ، وفي الكثير من مَواطِنِ العرب، وتسمع نعيق أشباة الرجال من حكام متصهينين، يتكاذبون ويتنافحون غضبا منافقا، فيتحشرج الكَلِمُ في قبضتك المضمومة المغلولة: تبّا لكم، فقد مات المعتصم وشبع موتا، أفيقوا فان افقتم تصبحون بخير.

تعلَمْ آن للطاولة أرجل ولكنها لا تسير، وتعلم أن للقلم ريشة ولكنه لا يطير ، وتعلم أن للباب يد لا تصافحك، فَتَقَبّل أن كثيرا ممن حولك لهم قلوب لا يشعرون بها.

فقل ساعتها بروح مكلومةٍ: يا رب إنا نفر إليك فَيَسِّر لنا القبول، يا ذا الجلال والاكرام. فعلى قدر الهدف يكون الانطلاق.



#سمير_محمد_ايوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وكما أنت تعال عشوائيات فكرية للتأمل
- مقاربة نقدية للموروث البشري في التدين
- الاسرة في عالم متغير أحافير في الحب
- فجوات الذاكرة أحافير في الحب
- إنها ذكرى، نُحييها ونَبكيها إضاءة على مشهدٍ في فلسطين المُتج ...
- ميلاد مجيد سعيد
- العروبة وفلسطين تتألقان – أوليس هذا مكسبا؟! إضاءة على المشهد ...
- حتى الأماكن، تحنُّ وتَئِنُّ !!! أحافير في الحب
- نعم لفلسطيننا أنشد، وللتاريخ أشهد ...
- في ظِلالِ النَّص احافير في الحب
- الرحيل المُتَسَلِّلْ أحافير الحب
- شئ عن الرحيل احافير في الحب
- شئٌ لم يَنتهِ، وشئٌ لم يبدأ بعد! أحافير في الحب
- الحج البايدوني في الشرق ؟ إضاءة على مشهد عربي
- من حكاوى الرحيل إتْرُكْها لِلْصُدَفْ
- روسيا ترسم خرائط جديدة لعالم، متحرر من التبعية الامريكية
- يا ابا الهول ، حاورني عشوائيات في الحب
- والسَّعدُ يَرْحل- لبنان بلا حريرية زيارة جديدة للمشهد في لبن ...
- لكل المؤمنين العاملين للصالحات.. أقول عن مواسم اعياد إخوتنا ...
- أدْنُ مِنِّي في حوار معها


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير محمد ايوب - !!! وما زِلْتَ بِخِيرْ ... أحافير في الحب