أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير محمد ايوب - العروبة وفلسطين تتألقان – أوليس هذا مكسبا؟! إضاءة على المشهد العربي














المزيد.....

العروبة وفلسطين تتألقان – أوليس هذا مكسبا؟! إضاءة على المشهد العربي


سمير محمد ايوب

الحوار المتمدن-العدد: 7469 - 2022 / 12 / 21 - 07:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



العروبة وفلسطين تتألقان – أوليس هذا مكسبا؟!
إضاءة على المشهد العربي
وقد انفض سامر مونديال قطر، لا بد من القول بأن هذه ألعلاقة بين "العروبة وفلسطين" ما زالت مدهشة تماما. فبينما جل الوطن العربي مثقل بانهيارات ومنشغل برماد حرائقه، وخاصة تلك الدول التي سياسيا تشاطئ فلسطين ، كسوريا والعراق ولبنان واليمن ومصر وليبيا، وما يواكب ولو ظاهريا، كل ذلك من مناخات تراجع في الاهتمام بالشأن الفلسطيني، وإذ بحدث محلي - عالمي عابر، هو مباريات كأس العالم لكرة القدم، تضيء حشودُ وقائعها وديناميات فعالياتها، دلالات عميقة على الحضور الطاغي للعروبة وفي اللجة منها فلسطين، وعلى استمرار الأهمية الأخلاقية والسياسية لهما، فما كان البعض يظنه جثة سياسية فلسطينية تتعفن، تبدت قدرتها على استعادة الحياة وتصدر الصفوف الأُوَلْ من الواجهات الاعلامية ، وأنها باقية كأحد أكبر واهم واعمق مصادر الضمير العربي الجمعي، بل والعالمي المعاصر.
كثيرة ومتنوعة هي المشاهد والمظاهر التي جسدت هذا الحضور المميز والملفت للتبصر، منها:
الهتاف المدوي لفلسطين ورفع علمها وارتداء كوفيتها ووشاحها بعفوية وقصدية، من قبل ملايين الناس هناك وفي مختلف انحاء العالم. وعلى نفس القدر من الحماس والفرح، فجر هذا الحدث ينابيعا من المشاعر النبيلة بين جماهير أمة العرب في كل مواطِنِها، حول كافة الفرق العربية المشاركة، بغض النظر عن لون علمها. وقد كانت كافة وسائل الاعلام تبرع في نقل هذه المشاعر مباشرة، حين كان أي من اللاعبين العرب يسجل هدفا، او تحقق احد الفرق العربية فوزا.
الذباب الاعلامي المشبوه، يضخ منذ سنوات، ليل نهار، كتابات توحي بتراجع الفكر القومي العربي أمام الاصطفاف المَرَضي وراء الدولة القُطرية او الطائفية او العرقية، وبتراجع الدعم الشعبي العربي للقضية الفلسطينية، لانكفاء اهتمامات الشعوب العربية على نفسها لترتيب أوضاعها الداخلية المتعثرة.
بالتأكيد، أن لتلك المشاهد كما ابرزت تجلياتها الميدانية وسائل الاعلام ، أكثر من دلالة وأكثر من مغزى عميق ، منها:
أولا – وجود فجوة حقيقية بين موقف الحكومات والحكام العرب وموقف الشعوب العربية من القضية الفلسطينية الوجودية المصيرية. فقد كشفت آلاف المشاهد تجذر الكراهية للصهيو- نية المحتلة لفلسطين، التي تضمرها شعوب العالم، وفي الطليعة منها أحرار دول عربية تَصَهيَن حكامها. واصرار تلك الشعوب على أن فلسطين قضيتها المركزية، وأن المحتل لفلسطين عدو رئيس لها وليس للفلسطينيين وحدهم. وأن تطبيع المتصه - ينين من الحكام أمر مرفوض.
ومن الجدير بالذكر هنا، أن العلم الفلسطيني والوشاح كانا ايقونة احرار العالم ، كُرّما بقلوب الشعوب وعيونهم والسنتهم. كل الأعْلامِ بيعت في المونديال، الا العلم والوشاح الفلسطيني، فقد تم توزيعهما مجانا على الناس لان ثمنها دم طاهر.
ثانيا - العروبة مكون أساس في وجدان كل عربي حر، لا حاجة للتذكير بها، وأن الامة ليست بحاجة الى حزب ليوحدها، قدر حاجتها لارادة وادوات تمنع هذا التمزيق المتأمر عليها من بعض حكام العرب، العاملين عكس ما فعلت اوروبا، حين وحّدت المُمزق في بلادها، يعمل المتصه - ينون العرب على تمزيق الموحَّد وتكريسه.
ثالثا –الإيمان المطلق بعدالة القضية الفلسطينية وبعروبة الأمة، هما وجهان لعملة واحدة يصعب الفصل بينهما، ولا علاقة للقضية الفلسطينية العادلة او للقومية العربية الطموحة بالمشكلات ذات الطابع الصراعي الذي يثقل العلاقات القائمة بين حكام العرب، الخلل في مرجعيات كل منهم، وهي بالتأكيد مرجعيات لا تمثل الشعوب العربية ولا تعبر عن مصالحها. لارتهانها للضغوط الخارجية، وأن الابتعاد عن مقتضيات ومترتبات الانتماء القومي، هي من بين ابرز الأسباب التي أدت إلى تفاقم تلك المشكلات والصراعات الداخلية.
رابعا : مشاهد تكريم الأمهات والأسرة في مضامير اللعب مؤشر بيِّنٌ على عناقيد القيم العربية النبيله، التي تؤسس للقول بامكانية تأسيس وتنفيذ مونديال عربي عالمي ناجح، يستظل بالقيم العربية وحدها، بلا موبقات ولا سفاهات اومهازل اخلاقية او مسلكية.
خامسا: نصر فريق البلد الفقير الارجنتين، ومن قبله فريق المغرب البلد العربي الفقير على فرق طغم المال والعنجهية السياسية يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن الامكانيات البسيطة ان اقترنت بالاخذ بالاسباب الصحيحة وبالارادة الصلبة المصممة ستنتصر، فما بالك لو اقترن كل هذا بينابيع المال العربي؟!

نعم، هي لحظة عابرة، على الارجح ستتلاشى سياسيا تحت ركام الحقائق القاسية في الشرق الأوسط. ونعم انها مجرد لعبة كرة، ولكن الفوز الذي تحقق في ملاعب الكرة، مكسب عظيم علينا التمسك به بلا تفريط وأن نسارع للبناء عليه. العروبة وفلسطين هما من فازتا في هذا المونديال، والمتصهي - نون ابناء واحفاد ولقطاء سايكس بيكو، هم من خسروا بكأس العالم، وتضررت مشاريعهم في الصميم واصيبوا بحسرة.
من السخافة ان نفرط في كل هذا، ومن السخف ايضا الاعتقاد ولو للحظة واحدة الاعتقاد بأن الرياضة وحدها قد تحقق ما تعجز عنها عناقيد القوة الحقة بكل اشكالها ومواقيتها وميادينها. كشف المونديال مؤامرة واسقط أوهاما وظنونا.
هذه هي الحياة، لا مكان فيها لمن يَستصعبون صعود الجبال، ولا مكان فيها لمن لا يستعِدّون باتقان لكل مستلزمات الصعود.
المعادلة سهلة، لا تحتاج إلا لإخلاص ومخلصين.
الاردن – 20/12/2022




.



#سمير_محمد_ايوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى الأماكن، تحنُّ وتَئِنُّ !!! أحافير في الحب
- نعم لفلسطيننا أنشد، وللتاريخ أشهد ...
- في ظِلالِ النَّص احافير في الحب
- الرحيل المُتَسَلِّلْ أحافير الحب
- شئ عن الرحيل احافير في الحب
- شئٌ لم يَنتهِ، وشئٌ لم يبدأ بعد! أحافير في الحب
- الحج البايدوني في الشرق ؟ إضاءة على مشهد عربي
- من حكاوى الرحيل إتْرُكْها لِلْصُدَفْ
- روسيا ترسم خرائط جديدة لعالم، متحرر من التبعية الامريكية
- يا ابا الهول ، حاورني عشوائيات في الحب
- والسَّعدُ يَرْحل- لبنان بلا حريرية زيارة جديدة للمشهد في لبن ...
- لكل المؤمنين العاملين للصالحات.. أقول عن مواسم اعياد إخوتنا ...
- أدْنُ مِنِّي في حوار معها
- - السلف الصالح - و- نحن - وبعد، مقاربة نقدية للموروث البشري ...
- سُبْحانَكَ رَبَّي، أقِمْ قيامَتَك إضاءة على المشهد في بلاد ا ...
- لبنان عالمكشوف، قراءة في الصراع
- شويكه سيدة الحكايات – 8 تضاريس التربية والتعليم
- شويكه سيدة الحكايات – الجزء السادس ذاكرة المياه
- الجزء الخامس الذاكرة الزراعية
- شويكه سيدة الحكايات – الجزء الرابع المشهد الزراعي – ذاكرة ال ...


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير محمد ايوب - العروبة وفلسطين تتألقان – أوليس هذا مكسبا؟! إضاءة على المشهد العربي