سمير محمد ايوب
الحوار المتمدن-العدد: 7730 - 2023 / 9 / 10 - 04:48
المحور:
الادب والفن
كتب سمير محمد ايوب
ذابلةٌ عَيناه !!!
أحافير في الحب
كنا نحتسي قهوة المساء، في منتزه مطل على وديان وجبال كثيفة الشجر، حين سألَت بقلق: ما بك يا صديقي، حزين قولك ، ذابلةٌ عيناك، مُنهكَةٌ ابتساماتك؟!
أجبتها بصوت حزين: لستُ على ما يُرام يا سيدتي، ماتَ بعضُ مَنْ في عَينَيَّ او في قلبي، وهُمْ على قَيدِ الحياة.
سارَعَت تقول مُبتسمة: طَنِّشْ تَنْسى، وابحث عنْ بَدَلِ ضائِعٍ !
قلتُ جازما: صحيحٌ أنَّ كلَّ شيءٍ يَتَحوَّلُ لِماضٍ، إلاّ اللحظة التي يَنكَسِرُ بها قَلبُك، فتلك لحظة تَبقى حاضرةً ومُؤَهَّلَةً إلى الأبد.
تناوَلَتْ لفافةً من علبةِ سجائري الملقاة على الطاولة بيننا، ورفَعت فنجالَ قهوتها بين كفيها، أدنته ببطء متعمد من شفتيها وهو تقول بصوت يشبه الوشوشة: ألا تُسامِح يا رجل؟!
قلت بوجع وأنا أشعلُ لها لُفافَتها: يَشْهَدُ الله أني صُنْتُ الوُدَّ، رُغمَ نفاذِ السبعينَ عُذرا، ويَشهدُ أنّي بَذلتُ حتى ذبُلْتُ.......
الاردن – 2/9/2023
#سمير_محمد_ايوب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.