أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - الكذب والتدليس والنزاهة














المزيد.....

الكذب والتدليس والنزاهة


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 7725 - 2023 / 9 / 5 - 21:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


انها مفارقة أن يجتمع الكذب والتدليس والنزاهة في حكم بلد ما. وهو موضوع مهم ومثير للنقاش، ويتعلق بالحالة السياسية والأخلاقية للدول والحكومات.في منطقة الشرق الادنى وحوض المتوسط. لنلقي نظرة عامة على هذه المفاهيم..
مفهوم الكذب أنه سلوك غير صادق وغير نزيه يستخدمه الشخص لإخفاء أو تحريف أو تزوير الحقائق أو البيانات أو المصادر، بهدف تضليل الآخرين أو التلاعب بهم أو الانتفاع منهم. ويمكن أن يحدث الكذب في مجالات مختلفة من الحياة، كالدين والسياسة والعلم والفن والإعلام وغيرها..
اما التدليس هو نوع خاص من الكذب، يطلق على رواية الراوي عن شيخه الذي سمع منه ما لم يسمع منه، أو عن شيخ سمع منه حديثاً فيغير اسمه أو كنيته أو نسبه أو حاله المشهور من أمره لئلا يُعرف. وقد حدث التدليس في مجال الحديث النبوي، وذُمَّ من قِبَلِ الأئمة المحدثين . اما مفهوم النزاهة يرد بأنها صفة عظيمة وفضيلة كبرى، تتضمن الأمانة والصدق والعدل والإخلاص في جميع أقوال وأفعال الشخص. وتظهر النزاهة في مجالات مختلفة من الحياة، كالدين والسياسة والعلم والفن والإعلام وغيرها..
وبعد هذا هل يمكن أن يجتمع الكذب والتدليس والنزاهة في حكم بلد ما؟ نعم و حسب المستوى والزمان والمكان الذي نتحدث عنه. فبعضهم قد يرى أن هذه المفاهيم هي متضادة ولا يمكن تجانسها في حكم بلد الا إذا كان حكام بلد ما كذابين أو مدلسين، فهم لا يستحقون لقب النزهاء, ولكنهم يستحقون لقب الحكام من وجهة نظر الحاكم الذي احدث التغيير او المحتل والذي نصيهم..
وبعضهم قد يرى أن هذه المفاهيم هي نسبية ولا يمكن تطبيقها بشكل مطلق على حكم بلد ما، فإذا كان حكام بلد ما يستخدمون الكذب أو التدليس لتحقيق مصلحة عامة أو لحماية بلدهم من الأذى، فقد يكونون نزهاء في نظر بعض مشايعيهم لانهم يخدمون ايديولوجيا معينة لتنفيذ مهمات اكبر والحفاظ على زخم الامتداد.
بينما النزاهة الحقيقية في إدارة الدولة تعني أن يكون المسؤولون عن القرارات والإجراءات الحكومية ملتزمين بأعلى المعايير الأخلاقية والقانونية، ويتخذون القرارات بنزاهة وعدل وبحسب المصلحة العامة على المستوى القانوني يجب أن تكون هناك قوانين ولوائح تنظم سلوكهم وتعاقب أي انتهاكات للنزاهة والشفافية يجب أن تكون هناك أيضًا آليات فعالة للإبلاغ عن الفساد والانتهاكات، وضمان حماية المبلغين عن الفساد من أي تعرض للانتقام أو الضغط.
بشكل عام، يعد الكذب والتدليس سلوكًا غير مقبول في إدارة الدولة، وينبغي أن تعمل الدول على تعزيز النزاهة والشفافية والمساءلة في جميع جوانب إدارتها الاخلاقية
لذا فان الصدق والنزاهة هي قيم أخلاقية تتطلب أن يتصرف الفرد بأمانة في التعامل مع الآخرين. عندما يكذب الشخص، فإنه ينتهك هذه القيمة ويخل بالنزاهة.
ومن الضروري أيضًا أن تكون هناك آليات للمساءلة والرقابة على أداء المسؤولين، حتى يتمكن المواطنين من مراقبة أعمالهم وتقديرها يجب أن يتم معاقبة أي مسؤول يتلاعب بالحقائق ويكذب أو يدلس في سبيل تحقيق مصالحه الشخصية أو المشبوهة من الناحية الأخلاقية، يعتبر الصدق والنزاهة أفضل خيارات في بناء علاقات اجتماعية قوية, لا ان البعض يقول هناك حالات يمكن فيها تبرير الكذب من الناحية الأخلاقية وتعتبر استثناءات الا ان هذه الحلات قد تتفاقم و تصل الى ان تصبح مصطلح سياسيي يبرر حالات الفساد (الكذب الاخلاقي).
على العكس، النجاح في إدارة الدول يتطلب النزاهة والشفافية والثقة بين الحكومة والشعب. يجب أن يكون هناك تواصل صادق ومباشر مع المواطنين وتقديم المعلومات الدقيقة والشفافة حول القرارات والإجراءات الحكومية وان إدارة الدولة الناجحة تعتمد على القيادة الأخلاقية والتزام المسؤولين بالمبادئ الأخلاقية في جميع جوانب عملهم. يجب على القادة أن يكونوا قدوة في النزاهة والصدق ويعملوا على بناء ثقة المواطنين من خلال تلبية توقعاتهم وحماية مصالحهم العامة..
لذا، يجب أن نفهم أن استخدام الكذب في السياسة لا يمكن أن يكون مؤشرًا للنجاح، وإدارة الدولة الناجحة تحتاج إلى النزاهة والشفافية والصدق كأساس لعملها ، يمكن أن تحدث حالات استخدام التظليل والكذب في إدارة دول في مناطق مختلفة، بما في ذلك الشرق الأوسط. ومع ذلك، يجب أن نفهم أن استخدام الكذب في السياسة لا يعتبر مقبولًا أخلاقيًا ولا يساهم في بناء نظم حكم قوية ومستدامة و استخدام التظليل والكذب في السياسة ، والاستبقاء على السلطة الهشة، والتلاعب بالرأي العام، وإخفاء الفساد، وتبرير الإجراءات القمعية. ،
على المستوى الشعبي، تلعب الحرية الإعلامية وحرية التعبير دورًا هامًا في كشف الحقائق وتوضيح الكذب والتلاعب. ومع تطور وسائل التواصل الاجتماعي وتوفر مصادر متعددة للمعلومات، أصبح من الممكن أن يتم توجيه الضوء على الكذب والتلاعب وإشعار الناس بالحقائق.
ان أحد التحديات الرئيسية هو التمويل المادي للأعلام. قد تعتمد وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني على التمويل من مصادر خارجية، مثل الحكومات أو الشركات أو الجمعيات الخيرية. عندما يكون التمويل مرتبطًا بمصالح سياسية أو اقتصادية معينة، فإنه قد يؤثر على استقلالية تلك الوسائل ويقيّدها عن تقديم تقارير مستقلة ونزيهة.
بالإضافة إلى التمويل المادي، قد تواجه منظمات المجتمع المدني تحديات فيما يتعلق بالدعم اللوجستي. فقد يتطلب عملهم الوصول إلى موارد ومعلومات مهمة، والتنسيق مع الجهات ذات الصلة، وتأمين الحماية لأعضائهم وموظفيهم. إذا كانت السلطات تعرقل هذه الجوانب العملية، فإنها قد تقيّد القدرة على القيام بمهامهم بشكل فعال.
في النهاية، استقلالية وحيادية وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني تعتبر أساسية لضمان نقل المعلومات الموثوقة والوصول إلى الحقيقة في إدارة الدولة وكشف أي استخدام للتظليل والكذب والتدليس الا ان ذلك يحتاج الى تمويل مستقل وهذا ما لا نجده في دول المنطقة ,اعلام مدفوع الثمن اما مع هذه الاجندة او تلك وتضيع الحقيقة وتستلب الشعوب وهذه هي الطامة الكبرى.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (هايشة اب بيكم)
- ذهنبة الاستبداد
- الجنسانية والميناءالجندري
- حكايات الاسود ومجتمع الدجاح
- الاباحية الثقافية
- المتقف والموسيقى و جهنم
- تهافت المثقف
- غياب الدهشة
- جين الكلب دراسة مقارنة في السلوك البشري
- المثقف الفعال وخطاب السيد والعوام
- نظام التفاهة ونهاية الفلسفة
- تجريدات غالب المسعودي...نظرة الى السماء في كاس....
- الاخلاق والعلمانية في العراق
- الطقوسيون والمنافقون الاحتلال الامريكي نموذجا
- السياسة الامريكية في المنطقة بين الزبف والتلفيق والتوجس
- جيفاريات امريكية ..حصيلة اولية
- لا باس ان نراجع الماضي روٌية يسارية لكن هيهات
- النار افضل شكل تجريدي
- الموقع الازرق(قصة سوريالية)
- الحب في زمن الكورونا(قصة سوريالية)


المزيد.....




-  قبل يوم واحد من إغلاق باب الترشح.. محمود أحمدي نجاد يدخل ا ...
- ترامب مستعد لرفع السرية عن الوثائق المتعلقة باغتيال جون كيني ...
- ترامب يكشف عن ردة فعل زوجته ميلانيا تجاه محاكمته
- رئيس وزراء نيودلهي يعود إلى السجن بعد إطلاق سراحه بكفالة
- بالفيديو: حريق كبير إثر سقوط صواريخ في الجولان المحتل ومقتل ...
- مهرجان -إهدنيات- الفني اللبناني مستمر رغم مناخ الحرب في الجن ...
- شايطيت 13.. وحدة النخبة في البحرية الإسرائيلية
- ما هو بروتوكول -إس إس 7- الذي سهّل قرصنة الهواتف المحمولة؟
- نتنياهو يسعى لعرقلة تعيين لجنة تحقيق بأحداث 7 أكتوبر
- ضربة موجعة.. فرنسا تلغي مشاركة إسرائيل في أكبر معرض دفاعي


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - الكذب والتدليس والنزاهة