(هايشة اب بيكم)

غالب المسعودي
(Galb Masudi)

الحوار المتمدن-العدد: 7723 - 2023 / 9 / 3 - 19:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

استوقفتني هذه العبارة وانا اشاهد فيديو قصير على( التك توك) اعلامي يسال مواطن عن حاله الاجتماعي والاقتصادي ,فاجابه بالعبارة(هايشة اب بيكم) والتي تعني بقرة محمولة في حافلة نقل صغيرة لا تعرف مصيرها, دون تردد, ضحك الاعلامي وبكيت انا, لكن بلاغة الرد جعلتني ابحث في خاطري عن سر هذه الاجابة وعن حال المواطن في ظل انتشار تجارة المخدرات المحمية وتجارة البشروالاعضاء المحمية وتجارة الدين المحمية,وانتشار المحسوبية والتزوير والرشوة والفساد الاداري والمالي وغياب القضاء العادل لتؤدي كلها الى فقدان الاشخاص وعيهم وادراكهم ووجودهم الانساني كي يتشبهوا بالحيوان.
هناك مفهوم في غاية الأهمية. يتحدث عن العلاقة بين الوعي والوجود والسياسة التي يدار بها بلد ما,. ليس من الهين الإجابة
عليه بصورة تفصيلية ،ولكن لنيدا ما هو الوعي؟ هل هو شيء يمتلكه الإنسان فقط أم يشترك فيه مع الحيوانات أو حتى الأشياء؟ هل هو حالة ذهنية أم ظاهرة فيزيائية أم شيء آخر؟ هل هو مرتبط بالعقل أم بالجسد أم بالروح ام بالاقتصاد ؟ هذه بعض الأسئلة التي يطرحها الفلاسفة والعلماء عندما يحاولون تعريف وفهم الوعي.واول مخرجات الوعي هي ادراك الوجود..
ماهوالوجود؟ شيء محدد وثابت أم شيء متغير ونسبي؟ هل هو شيء نختبره مباشرة أم نستنتجه من خلال الوعي؟ هل هو شيء نستطيع التحكم فيه أم نقبل به كما هو؟
ما دور السياسة في تنمية الوعي وادراك الشعب لوجوه كقيمة فاعلة انسانيا؟ هل السياسة شيء طبيعي وضروري للإنسان أم شيء اصطناعي وزائد عن حاجته؟ هل هي شيء يخدم المصالح المشتركة أم يخدم المصالح الخاصة؟ هل هي شيء يحقق الحرية والعدالة أم يحقق القهر والظلم؟
بعد هذا هل يمكن للإنسان أن يحافظ على وعيه تحت ظروف سياسية ضاغطة أم يفقده؟ هل يمكن للإنسان أن يغير وجوده تحت ظروف سياسية ضاغطة أم يقبل به؟ هل يمكن للإنسان أن يصبح كالحيوان المقاد تحت ظروف سياسية ضاغطة أم يصبح أكثر وحشية ؟هناك اسئلة كثيرة تنتظر الاجابة من سياسيين خبروا مجتمعاتهم وحصلوا على الخبرة الكافية من تعليم وتدريب يفرق بين بين السلطة كمكسب شخصي وادراك عالي وعليه مهمة تنمية شعب كي يلتحق بالحضارة الانسانية.
وهنا ما هو الفرق بين الوعي والإدراك والسياسة، هل انها مترابطة ومتأثرة ببعضها. الوعي هو حالة ذهنية تتيح للإنسان استقبال ومعالجة المعلومات من البيئة المحيطة به عن طريق الحواس. الإدراك هو عملية تفسير وتقييم وتنظيم المعلومات التي يوعى بها الإنسان، وإعطائها معنى ودلالة. بمعنى آخر، الوعي هو ما نشعر به، والإدراك هو ما نفهمه والسياسة هي تنظيم العلاقة بين الافراد ليحصل التناغم بيت الوعي والادراك المجتمعي لتحقيق التنمية الوطنية وتنمية وعي الافراد لدورهم الاجتماعي بادراك ما يدور حولهم انسانيا.وعلى السياسي.
أن يتحلى بفلسفة وإدراك وحكمة ويبحث عن المعرفة والحقيقة في جميع جوانب الوجود والحياة وهي مهمة التعرف على معاني الأشياء والظواهر من خلال حواسه وذهنه و حكمته ومعرفة الأشياء على حقائقها وتطبيقها بشكل صحيح في السلوك والأخلاق..
رغم ذلك فان البعض يرى أن الحكمة هي شيء متغير ونسبي، وأنه لا يوجد حكمة مطلقة أو كاملة، بل كل سياسي له حكمته التي تتوافق مع ظروفه وخبراته وقيمه.
• .وهكذا تكون درجة المسؤولية التي تتحملها الحكومات هلامية في مواجهة الظواهر الاقتصادية والاجتماعية وتغييب المواطن لذاته وغيرها من مغيبات الوعي التي تهدد حقوق وكرامة الإنسان. حسب المصالح المتداخلة ، لذا يجب أن نفهم ما هي مغيبات الوعي وما هي أشكالها وأثارها على الفرد والمجتمع. ومغيبات الوعي هي مصطلح يستخدم لوصف كل ما يستغل ضعف أو جهل أو حاجة أو رغبة الإنسان في شيء معين، ويزوده بشيء آخر غير حقيقي أو ضار ، مقابل مادة أو فائدة أو سلطة. من أشهر أشكال المغيبات الوعي: الاتجار بالبشر، والاتجار بالمخدرات، والاتجار بالأعضاء البشرية، والتزوير، والغش، والنصب، والابتزاز، وغيرها. هذه الأشكال تتسبب في إضرار كبير بحقوق وكرامة وصحة وأمن الإنسان، سواء كان ضحية أو فاعلاً في هذه المغيبات. كما تؤثر سلباً على المجتمع بأكمله، من خلال نشر الفساد والجريمة والعنف وانتهاك سيادة القانون..
وهنا يثار السؤال الجوهري هل الحكومات فعالة في تطبيق التشريعات والإجراءات المتعلقة بهذه المغيبات؟ هل هي شفافة في التعامل مع هذه المغيبات؟ هل هي شريكة أو مستفيدة من هذه المغيبات؟ هذه الأسئلة لا توجد لها إجابات محددة وثابتة، بل تختلف باختلاف الظروف والسياقات التي تعيشها كل حكومة. لكن بشكل عام، يمكن القول أن الحكومات لها مسؤولية كبيرة في مواجهة هذه المغيبات، لأنها تمثل السلطة الرسمية والشرعية التي تحمي المواطن
ولا تجعله العوبة بيد الغير في غياب احترامه لذاته ووعيه المغيب قسرا.

#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل