أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم مزعل الماضي - قصيدة النثر - بين الاصالة والتطفل يبقى الشعر الحقيقي ُّ شاخصاً















المزيد.....

قصيدة النثر - بين الاصالة والتطفل يبقى الشعر الحقيقي ُّ شاخصاً


باسم مزعل الماضي

الحوار المتمدن-العدد: 1729 - 2006 / 11 / 9 - 09:00
المحور: الادب والفن
    


ما يؤسف له حقا ان المنية لم ترحم جهابذة القصيدة الكلاسيكية وشيوخها

فاتاحت لهم ان تبلغ ذائقتهم الشعرية البليدة ارذل عمرها فوهن عظمها ورق جلدها ولم يعد من العار عليها ان يخرج ريح بطنها او ان تُحْدِث َ في المحافل العامة الغاصّة بالناس حتى، اذ يوجد من يلتمس لها الاعذار دائما كونها لم تعد بحكم سطوة الزمان الطويل على كافة اجهزة بدنها بالتي تملك ان تتحكم بمجريات عمليات الهضم في امعاءها فهي معذورة على كل حال ...

انهم يتباكون على عصر الزهاوي ويعتبرون شعره التعليمي المضحك ارقى انواع الشعر على الاطلاق !

وينظرون الى تمثال الرصافي وهم يطلقون الحسرات على ديوانه المهمل في شارع المتنبي فلا يقبل على شراءه الا عجوز اشمط يلتذ بقراءة تلك القصائد التي اصبح يخجل من كتابة قصائد في مستواها شعراء ما زالوا مبتدئين في الجامعات او المعاهد او حتى الثانويات ....

ومن كان منهم من دعاة التجديد والحداثة – ويوجد من يشدد عليه النكير بسبب هذا طبعا – فهو يجنح في كل مناسبة الى الاستشهاد ببيت من قصائد الجواهري وعنده ان قصيدة ( جعفر ابو التمن ) او قصيدة ( ابو العلاء المعري ) هو آخر ما يمكن ان تبدعه قريحة البشر من اعجاز شعري على ظهر البسيطة ..


اما الشعراء الرومانسيون والرمزيون من جماعة الديوان او جماعة ابولو او شعراء المهجر في الامريكتين فهم مارقون على قواعد عمود الشعر الموروث بكل تاكيد وان كانوا في اكثر ما يكتبون متمسكين باوزان الخليل في كتابة القصائد ذات الشطرين فلا ينبغي النظر بجد الى ما ابدعوه وان فضلوا السكوت عنهم فلا يذكرونهم بسوء في محافل الادب فهم الاقرب الى ذائقتهم التقليدية الهرمة على كل حال مما كتبه اللاحقون الذين بلغت بهم وقاحة التمرد حد ان جردوا الخليل من ثيابه وهووا على جسده بسياط القصائد التي لا تعترف باقل سلطان له عليها علانية امام الناس وجهارا ....


اما السياب والبياتي ونازك وصلاح عبد الصبور وبلند الحيدري ومن انتمى الى عائلة قصيدتهم فهؤلاء هم اشد الناس جرما لانهم اول من استطاع تعبئة الذائقة الشعرية ضد ما يفضل هؤلاء من اللاشعر المنظوم ولانهم فتحوا الباب واسعا امام النقد والمراجعة الجدين لمفهوم الشعر والشعرية فيما تلاهم من الاجيال التي لم تقف عند حد الانتهاك الذي سببه هؤلاء لعمود الشعر المقدس فقد كان هؤلاء في الاقل ملتزمين بالايقاع الخليلي الخارجي للقصيدة وان انتقلوا به من نظام وحدة البيت الى نظام وحدة التفعيلة



ولتكن لغة الشعر عند هؤلا ء ليست مما يالفه الطاعنون المسنون لكنها تشعرهم على اية حال انها لا تزال تدين بايقاعها الخارجي الى اوزان صنمهم الايقاعي المفضل فان ما حدث بعدهم على ايدي شعراء اكثر جراة واقتحاما لغابات الشعر ينذر فعلا بالكارثة ويهدد لا الخليل وحده بل كل من يدعي قداسة شئ عائد اليه بالاضمحلال فالانقراض


انها قصيدة النثر .. تعرّي عجز القصيدة الخليلية وخواءها من الشعر الحقيقي ..تاصيلا .. وتنظيرا .. وممارسة ابداعية ارتقت بمستوى القصيدة العربية الى مصاف الشعر العالمي الحديث وارغمت هؤلاء المفلسين من الشعر الا من بعض الكلمات المرصوفة وفق ضوابط الحساب الرياضي للبحور الخليلية يلتفتون قسرا الى ضآلة احجامهم بالقياس الى ما ينبغي ان تكون عليه احجام الشعراء الحقيقيين حتى اضطروا في النهاية الى الاقتصار على تلبية الدعوات التي توجه اليهم لاحياء مواسم الآيديولوجيا تحت احذية المتعاقبين على عرش السلطان

الآن عليكم ايها التقليديون الكلاسيكيون الهرمون ان تخوضوا اختبارا آخر بعد ان خسرتم معركتكم مع جبهة السياب وصرتم تبحثون لانفسكم عن مواقع تثبت عليها اقدامكم المصابة بالكساح اصلا على ارضية القصيدة السيابية الجديدة واستطعتم فعلا ان تتسللوا اليها بتفاهة خيالكم وضحالة تجاربكم الشعرية وتصحر معاجمكم اللغوية التي لا تختلف في شئ عن لغة البيانات العسكرية وعروض الانباء وتقارير الصحافيين متخذين من انضباط هذه التفاهة اللغوية حسب اصول وقواعد النظم الخليلي وان على طريقة مدرسة شعراء التفعيلة حجة ً ودليلا على ضرورة اعتبار ما تكتبونه شعرا



لا بد لكم الان ان تواجهوا معتركا آخر .. معتركا ليس الا الشعر الخالص هو اللاعب فيه فلا اوزان ولا رتوش خارجية ولا ايقونات لا تنتمي الى كنيسة الجمال والمخيلة المدهشة الصادمة تشفع لكم فان استطعتم ان تثبتوا جدارة في هذا المعترك فانتم لاعبون حقيقيون والا فان عليكم ان تطرحوا عصا الترحال في فيافي الشعر واقطاره وتقضوا ما تبقى لكم من مدد اعماركم بعيدا عن مناطق وجود الشعراء الحقيقيين الصادقين



المتطفلون على قصيدة النثر لا يشكلون تبريرا كافيا للاعراض عنها او تجاهلها او حرمانها من شرعية الوجود مادامت شاخصة رغم حداثة عمرها بتراثها الهائل امام الاعين ومادامت نماذجها الرائعة تشكل اكبر معجزة للشعراء في كل ما انجزوه عبر العصور كما ان وجود المتطفلين ليس حكرا على قصيدة النثر فلم يكن هناك من تبرير لوجودها من الاساس لولا ان المتطفلين قد نجحوا في التسلل قبلا ً الى حرم القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة وصار يعد شاعرا من خلالهما من لا يستحق ان يعد مجرد متذوق ردئ للشعر لا غير





والا فهل تجوز الدعوة الى الاستهانة بقصائد المتنبي وابي تمام وابي نؤاس وسائر الشعراء العمالقة العظام بحجة ان شعراء القرن التاسع عشر كانت قصائدهم العمودية تافهة وبالمثل هل تجوز الدعوة الى الاستهانة بالمنجز الشعري الهائل للسياب واضرابه وشعراء الستينات بدعوى ان كثيرا من شعر التفعيلة الذي كتب ابان فترات وجودهم وما بعدها كان منحطا وساذجا وسخيفا كذلك لا يمكن اطلاقا الاستهانة بقصيدة النثر بالحجة ذاتها وهي ان افواجا من غير الشعراء صاروا يتسللون الى محراب القصيدة المعظم من خلالها ويكتبون نماذج لا هوية لها ولا كيان ثم يقومون بنشرها في مواقع الانترنت وفي الصحف والمجلات باعتبارها قصائد نثر حقيقية





نعم ان هذه المهزلة موجودة ولا ينكر استمرارها في التفاقم احد ولكن ليس من المعقول ان نغلق آفاقها العظيمة ونتجاهل منجزها الابداعي الضخم بسبب هذا فقط بعد ان يكون من المسلم لدينا وجود مثل هذه المهزلة وبتفاصيل اشنع في مجال القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة





ان غالبية شعراء قصيدة النثر ممن يستحقون ان يشار اليهم كشعراء بداوا حياتهم الشعرية بكتابة القصيدة العمودية ثم صاروا يكتبون قصيدة التفعيلة بنجاح لفت اليهم انظار الاوساط الادبية – ولا اعني المؤسسات الادبية السلطوية بطبيعة الحال – ثم توسعت مداركهم وزاد اطلاعهم وتاصل في مختلف مجالات المعرفة بدءا بعلوم اللغة واللسانيات ومرورا بعلم النفس وعلم الاجتماع والتاريخ والعقائد وليس انتهاءا بالفلسفة في مختلف مدارسها واحقابها ومنابتها وتوجهاتها في الشرق والغرب قديما وحديثا الى جانب الاطلاع الدائم والمستمر على اكثر ما يصدر من دواوين الشعر الحديث في كل اشكاله وانماطه الموزونة والحرة العربية والمترجمة من لغات اخرى اضافة الى المواظبة على قراءة الادب القديم في اللغة التي يكتبون بها خاصة والمواظبة على قراءة القصة والرواية والمسرحية في اعلى قممها وذراها العالمية ومتابعة الاطروحات النقدية المعمقة في الكتب والصحف والمجلات الادبية والفكرية والدوريات ....





ومن خلال هذه الخبرة غير العادية انطلقوا الى اختبار انفسهم في كتابة قصيدة النثر حتى انك لتجد بعضهم الى الآن يكتب عشرات القصائد الموزونة في العام الواحد ويقوم برميها في سلة المهملات او يحتفظ بالقليل منها وبعضهم الآخر يزاوج بين كتابة نمطي القصيدة الموزونة وقصيدة النثر الا انه ينحاز في غالبية ما يكتب الى قصيدة النثر كما هو الحال مع كاتب هذا المقال





اما ان ينام المرء فيحلم انه اصبح شاعرا ثم يصحو فيبحث عن مجال يصدق فيه حلمه – الكاذب بكل تاكيد – فيقال له في وسط الطريق ان هناك شكلا ادبيا يقال له قصيدة النثر وانه بالامكان بقليل من الكلمات تبعثرها على الورق مع الحرص على عدم الوقوع في خطأ نحوي او بلاغي وبان تجعل الاسطر قصيرة ومتتابعة ان تحقق هذه الامنية وتصبح في ليلة وضحاها شاعرا مستغلا بذلك جهل اصحاب المواقع الادبية والفكرية العامة داخل الانترنت بالتمييز بين ما هو شعر وما هو ليس شعرا او انهم يتسامحون في هذا من باب التشجيع ولا يعلمون ان صاحبنا يعد نفسه شاعرا فطحلا فيقومون بادراج اسمه في قائمة الشعراء وكفى الله الناس ذلك التعب المضني في تحقيق الامنيات فتلك لعمري كارثة في حق الشعر علما انها لا تصيب الا من تسبب بها في آخر المطاف



#باسم_مزعل_الماضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بانيقيا /2
- قطة ُ شرويدنجر
- عفاف ٌ مرتبك
- ستحبو اليك َ خطاياك َ ياصاحبي
- ما فوق عشق البلاد وعشق النساء
- عن رجل ٍ لم يكن شاعرا ً
- الى عشيقتي -ولينتحر على صدرها الوطن
- حكمة ٌ وجوديّة
- اقدّس الفوضى
- با نيقْيا
- فكرة ٌ في جمجمة ِ الغار
- لا سبيل الى جعل خشب الكاهن وردا


المزيد.....




- المهرجان الدولي للشعر الرضوي باللغة العربية يختتم أعماله
- -مقصلة رقمية-.. حملة عالمية لحظر المشاهير على المنصات الاجتم ...
- معرض الدوحة للكتاب.. أروقة مليئة بالكتب وباقة واسعة من الفعا ...
- -الحياة والحب والإيمان-.. رواية جديدة للكاتب الروسي أوليغ رو ...
- مصر.. أزمة تضرب الوسط الفني بسبب روجينا
- “شو سار عند الدكتور يا لولو”.. استقبل الان تردد قناة وناسة ا ...
- حل لغز مكان رسم دافنشي للموناليزا
- مهرجان كان السينمائي يطلق نسخته الـ77 -في عالم هش يشهد الفن ...
- مترجمة باللغة العربية… مسلسل صلاح الدين الحلقة 24 Selahaddin ...
- بعد الحكم عليه بالجلد والسجن.. المخرج الإيراني محمد رسولوف ي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم مزعل الماضي - قصيدة النثر - بين الاصالة والتطفل يبقى الشعر الحقيقي ُّ شاخصاً