|
با نيقْيا
باسم مزعل الماضي
الحوار المتمدن-العدد: 1712 - 2006 / 10 / 23 - 10:33
المحور:
الادب والفن
قل :-انها سقر ٌ وحاول ان تقيء خيالها ... قل انها وطن ٌ ودس ْ فوق الضلوع بصدرها .. واضحك مليا ً حين تلفظ آخر الانفاس ِ فوق رصيف اقذر ِ شارع ٍ ... قل :- انها صبر ٌ وفارق صبر َ نفسك َ فهي َ خائنة ٌ لوجهك َ ايها العربي ُّ .. خانت الف عام ٍ دون ان ترقى مشانقها ولم تك امَّك َ الثكلى ولم تك قط ُّ هيفاء ً تغازلها بشعرك َ حين تخلو للقصيدة في الظلام قل :- انها حب ٌّ ولكن ْ ليس روحيا ً كذلك َحبُّها جسد ٌ يشيخ ُ قبيل حتى ان تفارق َ لحظة َ الميلاد ِ .. حبٌّ ليس من معنى له ُ الا سذاجة ُ هذه الكلمات ِ حين تريد ان تدع الحضيض َ وترتقي نفس الحضيض ِ كفى بربك َ لا تقل ْ طأطئ فؤادك َ ذلة ً لغرامها المنكوح ِ من دبُر ٍ بطابور الزناة انا من ضفاف فراتها جبل الاله جوارحي وهي اللئيمة ُ كلما نظرت الي َّ تجهمّت وكانني عبد ٌ من الاحباش ِ في طرقاتها امشي اشاهدها بكامل عريها في حضن هذا الفارسي ِّ الاشمط ِ الملعون ِ .. تفتح هكذا افخاذها وتتيح لذتها له ُ من دون ان تخشى عيون الناس ِ في الطرقات ِ يقذف ماءه في بطنها ويعود كالثعبان للغار المعد ِّ لنومه ِ وتقوم من عار ٍ الى عار ٍ مدينتنا التي صبغ الاله ُ جفونها بدماءه ِ فتحولت ذهبا ً وماسا ً كل ُّ ذرات التراب ِ وقد تشبّث َ لونها بثيابها ...
****
لم يركبوا خيلا ًوما سلوا سيوفا ً عندما ساقوا المدينة َ في السبايا ...
فتحوا العمائم َ فندقا ً للانبياء فلم يجئ منهم نبي ٌ ...فالبغاء لا رغبة ٌ للانبياء به ِ... لذلك ضج َّ فندقهم بابناء البغاء هي هذه كانت حكايتهم ونحن كما علمت خيامنا منصوبة ٌ عشرين يوما ً لا تزيد ُ وبعدها ندع المكان واذا تكلمنا بالسنة الملوك ِ فاننا بلغاء ُ جدا ً ثم ينسينا جمال ُ الشعر نكبتنا ثم يسحبنا الى زمن ٍ من الصابون يزلق بين ايدينا ويشعرنا بانا محض ُ كارثة ٍ يبوء بها الزمان ونظل ُّ ناكل في سني ِّ القحط ِ لحم جسومنا ونظل ُّ ننحف هكذا عاما ً فعاما ً ثم ان ْ صفرا ً راينا وزننا اضحى رجعنا نسال الاورام َ رحمتها فلا ازعاج َ من سرطانها ان كان منه وحده المدد الجديد ُ للحمنا الماكول ِ فالسرطان ُ قطعا ً لا يدان
****
الله َ فينا يامقابر َ اهلنا انا لاجلك لم نعش اعمارنا ولاجل اشبار الرفات ِ ببطن ظلمتك الحبيبة ِ قد نبذنا عالم َ الاشياء ِ فالكلمات ُ فيها كل ُّ شئ ٍ من بداية ِ خلقنا حتى نهايتنا التي لم تات ِ لكنا نعاينها تماما ً مثل ابدان النساء العاريات ِ اذا غفونا لم نجد حرجا ً بان نزني بهن َّ فهن َّ حقيقة ٌ في الحلم ِ نكشفها واما حينما نصحو فنزعم انهن َّ خدعننا اذ لم تكن اجسامهن َّ كثيفة ً كجسومنا ...! انا نشاء قبورنا تمسي وتصبح وهي هائمة ٌ بنا مثل النساء العاشقات ِ ...نشاؤهن ّ مع الموائد ِ في الصحون ِ مخلـّلات ٍ او عصير َ فواكه ٍ او اي َّ شئ ٍ يبهج الاطفال َ في ثلاجة ِ الفقراء ِ .....ادمنا على طبخ ِ القبور ِ واكلها من الف عام او يزيد ُ فكيف تمنع فجأة ً ماعونها وتعود ارضا ً ليس غير َ؟
******
كل ٌّ يموت
غنينا وفقيرنا اما الغني ُّ فليس غبنا ً ان اقول َ بانه خطأ ُ السماء ِ وكفرها اما الفقير فلعله لم يفهم المغزى الكبير من انه ايضا ً ستبلعه السعير فلانه لم ينتبه لعظامه لما استدقت من صعود السلّم الحجري ِّ في القصر الوثير وعليه حمل ٌ فوق اقصى ما يطيق الجحش ُ من حمل البعير سيكون ايضا ً في جهنم َ احمقا ً جدا ً وقد يغدو حمارا ً ليس مالوفا ً هنا للناس ِ اضخم َ من قطار ٍ يسحب العربات ِ اما حافراه فقل بحجم الشاحنات ِ وهكذا ياتي ويذهب في السعير محملا ً بالجمر ِ منصهرا ً ولكن ْ لا يذوب فقد ابى ان يلعن َ القصر َ الحقير في سرّهِ ولقد دعا رب َّ السماء ِ بان يزيد َ الاغنياء َ غنى ً وظن َّ من الشهامة ِ ان يصير اغبى حمار ٍ في الحمير
********
الحق ُّ اني لست من وطني ولا منّي الوطن ْ فاذا سئلت ُ اقول ُ اني من سلالة ِ اي ِّ نعل ٍ في القمامة ِ او فقل جدي القديم ُ اتى به ِ ملك ُ البلاد وكان جذعا ً ليس تكسره ُ اذا مرت به العربات ُ ... قال لجنده ِ :- اني اشاء الجذع َ قنطرة ً فقالوا :- راسه ُ لو زال َ امسى ظهره ُ في الجسر ِ اكثر َ روعة ً قال :- اقطعوا عنق الفتى بل وابتروا فخذيه ِ حتى آخر الفقرات ِ ... اني ايها الصحب ُ الكرام ُ حفيده ُ اصغي الى صرخاته وحدي اذا مرت على اضلاعه الهمرات ُ ... لو اني نجحت ُ بسحب ِ كل ِّ رفاته ِ لوضعته في صرّة ٍ ورحلت ُ حالا ً عن بلاد الرافدين ِ فانها ليست بلادا ً للذين تنفسوا عبق النبوة ِ في التراب
وكانني بدمي كحناء ٍ يغطّي كل َّ اضرحة ِ الغياب
وكان ّ وجهي ليس الا كاس خمر ٍ في يد ٍ الله ُ يعلم ُ وحده ُ لمن انتمت ؟ للعبقري ِّ الفذ ِّ يكرعه ُ ليبحر َ في كتاب ام انها يد ُ قاتل ٍ تزداد ضحكته ُ علوّاً كلما احمرّت عيون ُ الموت ِ في الجسد ِ الذي شرب َ العذاب
================= تعليق :- لم يكن النهار نطفة ً في صلب الظلام ..كان النهار ُ مثقوبا ً وكانت حبوب الضوء ِ تسقط من نهايته ِ .. ولم اك ُ خفاشا ً كما اشاع صيّادو الحمام ... بل كنت استطيع رؤية َ الاشياء ِبمجرد ِ ان اقوم َ يتحميصها في موقد الغرام ... لذا لم افتقد شمسا ً ولا قمرا ً ولا نجما ً ولا اي َّ كوكب ٍ يضئ ُ ... وجبرائيل ُ اذ كان يقضي شطر َ رحلته ِ في بيوت ِ الانبياء ِ كان يقتطع جزءا من زمان الهبوط ِ ليقضيه ُ بفرح ٍ ملائكي ٍّ وهّاج ٍ معي انا الذي لم امتلك ْ كالانبياء ِ جبينا ً يسع الكون َ والغيب َ في فضاء ِ الله ِ ... انا الذي يقال عنه انه كان قرية ً لم تعص ِ خالقها فاشعلها غراما ً ورفع ارواح َ ساكنيها بسكينة ٍ شبيهة ٍ بلذة ِ الاستعارة ِ ليجعلهم قناديل َ نوره ِ يوم يعلن بدء َ الحساب
وجبرائيل ُ متأثر ٌ بالشعراء ِ كثيرا ً الى حد ِّ ان َّ ايقاع َ جمله ِ منفلت ٌ ومنضبط ٌ ولا تملك ُ الا ان تقف َ امامه ُ منذهلا ً ومنكسفا ً لقامة ِ الجلال ومع هذا لم يكن جبرائيل ُ دائما ً مفتونا ً بقدرته الخارقة ِ على نسج العبقرية ِ في الكلام خذ ْ دليلا ً على هذا انه احتاج َ مرة ً جمجمتي وتكفّل َ هو بادارة ِ الحياة ِ في الجسد ِ المبتور ليصنع منها كرسيا ً لبارئه ِ في احدى آيات ِ الكتاب . · اسم قديم من اسماء احدى المدن العراقية المقدسة
#باسم_مزعل_الماضي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فكرة ٌ في جمجمة ِ الغار
-
لا سبيل الى جعل خشب الكاهن وردا
المزيد.....
-
وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما
...
-
تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
-
انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
-
الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح
...
-
في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
-
وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز
...
-
موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
-
فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
-
بنتُ السراب
-
مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|