أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - أحمد رباص - إسرائيل تمارس القرصنة البيولوجية على المغرب وتنافسه زراعيا في الأنتاح والتصدير















المزيد.....

إسرائيل تمارس القرصنة البيولوجية على المغرب وتنافسه زراعيا في الأنتاح والتصدير


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7688 - 2023 / 7 / 30 - 00:32
المحور: الصناعة والزراعة
    


ما ذا يقع في الفلاحة المغربية؟ وما هي المخاطر المستقبلية لما يقع حاليا؟
يشتغل الإسرائيليون كجواسيس، يأتون إلى المؤتمر في اليوم الأول ولا ترى لهم اثرا بعد ذلك. ينتشرون في الارض ويسرقون المادة الجينية من اشجار اركان والنخيل ونباتات مختلفة ادأينما حلوا.
هذه المحاولات التي تمت قبل ثلاثين سنة بدأت تعطي أكلها الآن. 80 % من بذور الخضروات المعروضة للبيع في السوق المغربية مصدرها إسرائيلي. إسرائيل مارست القرصنة البيولوجية على المغرب.
هذا ما قاله، محمد الناجي، الذي يعمل في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط كاختصاصي في الموارد البحرية بالأساس وله دراية بالأمور المتعلقة بالفلاحة، وبالتالي فتدخله عبارة عن شهادة من الداخل.
يقول هذا الخبير إن رهان الكيان الصهيوني على الفلاحة المغربية ذو بعد استراتيجي. وقبل الوقوف عليه في حقيقته، يجمل بنا أن نعرف ما هي إسرائيل. هي بقعة ارضية صغيرة، استنزفت مياهها العميقة وأصبحت مياهها مالحة لا تصلح للزراعة بعد ما لجأت إلى استعمال مياه الصرف الصحي. ولا ينبغي أن ننسى أنها طورت البحث العلمي، حيث خصصت له 5,44 % من الناتج المحلي، في حين أن النسبة المسجلة في المغرب هي 0,7 %.
تتوفر إسرائيل على بحث علمي متطور خاصة في المجال الفلاحي في إطار البيوتكنولوجيا، وبالتالي تسعى، بحكم أن لها شركات كبرى تشتغل على المستوى العالمي، إلى توسيع مجال اشتغالها؛ لهذا اتجهت في البداية نحو مصر والأردن ثم السودان وأخيرا المغرب.
ما هي رهانات إسرائيل؟ هناك رهانان أساسيان: أولا التطبيع؛ بمعنى أن هذا الورم الخبيث المبثوث في قلب الأمة العربية الإسلامية يصبح دولة عادية. ثانيا، هناك الرهان الاقتصادي، لأن إسرائيل من أقوى الاقتصادات العالمية.
لإسرائيل بحث علمي متطور ولكنها تفتقر إلى الموارد الطبيعية كما رأينا، مع مفارقة وهي انها من أكبر الفاعلين في العالم على مستوى الإنتاج والتصدير، ولها عدة شركات، مثل شركة "ناطافيم كورب" وشركة "مهادرين" وشركة وغيرهما.
إذن، وبما أن إسرائيل تبحث عن منافذ تطور فيها أنشطتها فقد، اتجهت صوب المغرب، علما بأنها جاءت إليه منذ بداية التسعينيات، وفي هذه الفترة اخترقت الجامعات، خاصة في المجال الفلاحي، وعشنا هذه التحربة في معهد أكادير.
وبما أن التطبيع توقف سنة 2000، لكن الجذور المبثوثة كانت قد ترسخت أكثر، فجاءت شركات كبرى متخصصة في ثلاثة مجالات: محال البذور، مجال معدات السقي الموضعي (السقي بالتنقيط) ومجال الأسمدة الذائبة. انتشرت هذه الشركات في ربوع المملكة وهيمنت على السوق الداخلي بما فيه جهة سوس ماسة درعة.
قضية البذور في المغرب اصبحت ذات شجون. لم تعد الشركات الإسرائلية تعرض منتوجها بشكل واضح ومكشوف، بل تقوم بذلك من خلال الاختباء وراء شركات هولندية لها باع كبير في هذا المجال. ولا ننسى أن البذور مهمة في تحقيق الأمن الغذائي.
ورغم أن المغرب يحتل الرتبة الرابعة أو الخامسة عالميا في إنتاح الطماطم، لم يستطع منذ أربعين سنة خلق تكنولوجيا لإنتاج البذور، وظل يعتمد بنسبة 80 % على البذور الإسرائلية التي تستعمل لمرة واحدة لأجل شرائها مرة ومرات.
هناك من الأساتذة الجامعيين من يدعون إلى عدم الخلط بين السياسة والعلم وأن إسرائيل دولة متقدمة يجب أن نستفيد منها. والحال أن الخبير المتحدث ةقف عند وهم الاستفادة من إسرائيل بالتركيز على المجال الفلاحي. منذ عشرات السنين والمغرب لا يتوفر على مختبر او شركة لإنتاج البذور. ما زال يستعمل البذور الإسرائيلية، 90 % من معدات السقي من إنتاج شركات إسرائيلية، تم إنشاء وحدات صناعية متخصصة في مجال السقي بالتنقيط في منطقة الدار البيضاء.
وكانت سياسة المخطط الأخضر التي جاء بها أخنوش نعمة بالنسبة لإسرائيل لأنها نصت على تعميم السقي بالتنقيط والمورد الرئيسي هو إسرائيل وفي عقر دارنا.
كما استفاد الكيان الصهيوني من بروتوكول "ناغويا" بشأن الحصول وتقاسم المنافع باعتباره معاهدة دولية جديدة تستند إلى اتفاقي التنوع البيولوجي وتدعم تنفيذها، خصوصا احد أهدافها الثلاثة وهو التقاسم العادل والمنصف للمنافع الناشئة عن استخدام الموارد الجينية. وعلى هذا الأساس، عد بروتوكول "ناغويا" اتفاقا تاريخيا في الحوكمة الدولية للتنوع البيولوجي ومهما لطائفة من القطاعات التجارية وغير التجارية القائمة على استخدام الموارد الجينية وتبادلها.
مارست إسرائيل القرصنة البيولوجية على المغرب، أخذت نوعا من التمر المغربي يسمى "المجهول" وطورته وزودته بمناعة ضد الأمراض وجعلته قادرا على التأقلم في الأراضي ذات المياه المالحة، ثم عرضته في السوق العالمي في تنافس سافر مع المغرب، ومن أجل التمويه على حملة مقاطعة التمور الإسرائيلية من قبل المسلمين، التجأت إلى ضيعات مغربية وسوقتها باسمها في محاولة لإظهارها وكأنها سلعة مغربية وليست ذات منشإ إسرائلي.
سرقت منا إسرائيل اركان كذلك وطورته ليصبح قادرا على مقاومة الملوحة والأمراض، وابتكروا الصنف 100 واستخرجوا منه الزيت الذي يعرضونه للبيع على أساس أنه منتوج مغربي. سرقوا حتى اللوز وطوروه وبدأو ينتحونه. ومن هذا نلمس منافسة مباشرة للمغرب.
يضاف إلى ذلك مشكل فاكهة الأفوكا التي تستهلك الماء بكثرة ولم تعد إسرائيل قادرة على زراعتها بسبب قلة جودة مياه السقي، وتشهد هذه الفاكهة أقبالا عالميا على اقتنائها في ما يشبه الموضة، حيث تنتج منها إسرائيل تقريبا 250 ألف طن سنويا، وتغطي بالتالي جزء كبيرا من احتياجات أوربا.
إلا أنه بسبب الجفاف أصيبت بعض الشركات المصدرة للأفوكا بالمكسيك والبرازيل بالإفلاس، فاضطرت إسرائيل إلى التوجه إلى المغرب وقدمت لهم 455 هكتار و88 مليون درهم كاستثمار وما زال العاطي يعطي..
جاءت إسرائيل لتستنزف فرشتنا المائية ولتقترب من اوربا التي كانت البواخر الإسرائيلية المحملة بالأفوكا تقضي على سطح البحر سبعة أيام حتى تصل إلى موانئها، وجاءت لتستغل اتفاقيات الشراكة التي وقعها المغرب مع عدة دول، خاصة وأن الأفوكا المصدرة منشأها مغربي.
خلاصة القول، ليس هناك نقل للتكنولوجيا ولا تعاون تكنولوجي، كل ما هنالك فتح الأسواق والتبعية الغذائية، بحيث اصبح قطاع الفلاحة المغربي رهين بالبذور والأسمدة الإسرائيلية.
نقابات التعليم العالي مطالبة بتحمل مسؤولياتها ولا بد من قيادتها لحملات التوعية والتحسيس بهذه المخاطر في اوساط الأساتذة الجامعيين، يختم المتحدث.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسى بن ميمون وضع الفلسفة في خدمة الطائفة اليهودية
- نقابة غميميط ترفض جملة وتفصيلا مقتضيات مسودة النظام الأساسي ...
- جدلية البداوة والحضارة في تعامل سكان المحمدية مع أسواقها
- فرانسوا أزوفي: لماذا الفرنسيون ديكارتيون؟
- رفاق أحمد بنجلون يدعون إلى تكوين جبهة أممية لمواجهة الإمبريا ...
- مناضلو الاشتراكي الموحد بتمارة يرصدون عدة خروقات شابت لوائح ...
- ما الفائدة من حياة يعقبها موت؟
- دومينيك فيدال: الأعمال المعادية لليهود أصبحت أكثر عنفا
- رفاق الزاير في قطاع التعليم بزاكورة يرفضون المصادقة على النظ ...
- نقد النزعة المركزية الأوربية في العلوم الإنسانية والاجتماعية ...
- عضو في جمعية غالي يقود حملة ضد حماموشي لدفاعه عن حامي الدين
- الاشتراكي الموحد يحيي الذكرى الثانية بعد المئة لمعركة أنوال ...
- صورة عن معتقل أكدز بوحي من الذاكرة والتاريخ
- حصار بين سندان الجبل العتيد ومطرقة الريح المزمجرة تليه قصة ح ...
- بيان وزارة الخارجية الجزائرية.. غضبة يائسه لشخص يغرق
- إطلالة على الفلسفة العربية منذ أصولها اليونانية إلى حضورها ف ...
- إطلالة على الفلسفة العربية منذ أصولها االيونانية إلى حضورها ...
- الذكاء الاصطناعي: صرخة إنذار من إيلون ماسك وخبراء التكنولوجي ...
- رفاق نبيلة منيب بابن جرير يراسلون رئيس المجلس الجهوي للحسابا ...
- حصيلة لقاءات اللجنة المشتركة بين الوزارة والنقابات التعليمية ...


المزيد.....




- قضية التآمر على أمن الدولة في تونس: -اجتثاث للمعارضة- أم -تط ...
- حمزة يوسف يستقيل من رئاسة وزراء اسكتلندا
- ما هو -الدارك ويب- السبب وراء جريمة طفل شبرا؟
- - هجوم ناري واستهداف مبان للجنود-..-حزب الله- ينشر ملخص عملي ...
- الحوثي يعلن استهداف سفينتين ومدمرتين أميركيتين بالبحر الأحمر ...
- أكاديمي يدعو واشنطن لتعلم قيم جديدة من طلاب جامعاتها
- وزير خارجية نيوزيلندا: لا سلام في فلسطين دون إنهاء الاحتلال ...
- جماعة الحوثي تعلن استهداف مدمرتين أميركيتين وسفينتين
- لماذا اختلف الاحتفال بشهر التراث العربي الأميركي هذا العام؟ ...
- إسرائيل قلقة من قرارات محتملة للجنائية الدولية.. والبيت الأب ...


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - أحمد رباص - إسرائيل تمارس القرصنة البيولوجية على المغرب وتنافسه زراعيا في الأنتاح والتصدير