أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد رباص - بيان وزارة الخارجية الجزائرية.. غضبة يائسه لشخص يغرق














المزيد.....

بيان وزارة الخارجية الجزائرية.. غضبة يائسه لشخص يغرق


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7679 - 2023 / 7 / 21 - 07:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد ثلاثة أيام من إعلان اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، اسيقظت الدبلوماسية الجزائرية أخيرا من سباتها لتصدر بيانا يبدو كأنه منشور جدير بحرب عصابات ريفية حيث يتنافس التزوير مع الشعبوية. والنتيجة مقلقة.
تريد الجزائر أن تكون "طرفا غير معني" بالنزاع، هي بالكاد مهتمة بالمبادئ العظيمة التي ينبغي أن تحكم الأرض، ومدفوعة فقط بالاعتبارات الإنسانوية والإنسانية. هذه هي الجزائر كما تريد أن تظهر نفسها على واجهة العالم. لكن، وهذا أمر مؤسف للغاية، هذه هي الجزائر نفسها التي لا تزال تخون نفسها، وتكشف عن وجهها الحقيقي، وجه ميليشيا تسيطر على بلد يستحق بصراحة حكاما أفضل.
إن بيان- جواب وزارة الخارجية الجزائرية على اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على الصحراء الغربية هو حالة نموذجية حقيقية في هذا المجال، إذ لا نقرأ فيه إلا كراهية من حيث الجوهر وتناقضات من حيث الشكل. دون أن ننسى أن أسلوب البيان لا يليق ببيان رسمي صادر عن وزارة خارجية تحترم نفسها، بل بمنشور عن حرب عصابات ريفية.
وهكذا، بعد ثلاثة أيام من السبات والصمت الإذاعي منذ رسالة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الملك محمد السادس، التي أعلن فيها الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، طلعت علينا الخارجية الجزائرية يوم الخميس 20 يوليوز برسالة تؤكد فيها أن الجزائر "أخذتت علما بإعلان السلطات المغربية عن اعتراف إسرائيل بالسيادة المزعومة لبمغرب على أراضي الصحراء الغربية".
ثم ماذا نقرأ أيضا؟ "ويعتبر هذا الفعل الصادر عن سلطة احتلال لها سجل أسود في خرق القوانين الدولية وقرار الشرعية الدولية حلقة جديدة في سلسلة المناورات وسياسة الهروب إلى الأمام التي ينتهجها الاحتلال المغربي".
وماذا ايضا؟ يصرَّ البيان على أن هذا القرار "الذي يعد خرقا فاضحا للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن ولوائح الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص قضية الصحراء الغربية، يؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، تناسق سياسات المحتلين وتواطؤهما المشترك في خرق القوانين الدولية والدوس على الحق المشروع للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريق، وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره كاملا غير مبتور".
سيكون ذلك مفهوماً، إذا كانت الجزائر مضطربة على هذا النحو، وذهبت إلى حد فقد أعصابها، ونظرا لارتباكها قدمت بياناً جديرا بعصابة من الأميين. كل ذلك فقط باسم القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن. حسنا، لكن ماذا نقول عندما نعلم أن نظام الجزائر هو أول من يحتقر قرارات الأمم المتحدة المذكورة، بل أمام الملإ وعلى رؤوس الأشهاد؟
أليست هي الجزائر نفسها التي نشرت مرة بعد مرة بيانات نارية تنتقد القرارين الأخيرين لمجلس الأمن بشأن الصحراء الغربية؟
لنذكر بأن الجزائر، في بيان نُشر يوم 31 أكتوبر 2021، رفضت علانية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2602 بشأن الصحراء، بحجة أنه "غير متوازن" و"منحاز".
لنذكر أيضا بأن وزارة الخارجية الجزائرية، في يوم 29 أكتوبر 2022، تكلمت ضد القرار 2654 لمجلس الأمن الدولي نفسه، ورفضته مرة أخرى جملة وتفصيلا.
من جهة أخرى، هذا النظام نفسه الذي دافع يوم الخميس على قرارات مجلس الأمن هو من رفض المشاركة في اجتماعات المائدة المستديرة التي دعى إليها مجلس الأمن، أو بالتالي القانون الدولي الذي تطالب به الجزائر. نحن لسنا أمام تناقض واحد ووحيد عندما يتعلق الأمر بالسلطة الجزائرية.
لنطالع ما ختم به النظام الجزائري بيانه: "إن هذه الخطوة التي لا تعدو إلا أن تكون صفحة مفضوحة لا يمكنها بأي حال من الأحوال إضفاء الشرعية على احتلال الأراضي الصحراوية ولا المساس بحق الشعب الصحراوي، غير القابل للتصرف ولا السقوط بالتقادم، في تقرير مصيره طبقا لقرارات مجلس الأمن ولوائح الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي". .
ولا يزال هناك، في هذا الصدد، هذا الهوس، بقدر ما هو مزعج للغاية، بالسعي الممنهج إلى إقامة علاقة بين الصحراء الغربية والمسألة الفلسطينية. تقليد قديم لأنه إذا كانت الراية التي تستخدم كـ"علم" للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية (صندلستان كما يقول الظرفاء) تشبه بشكل غريب علم فلسطين، فلأن هواري بومدين، الرئيس الجزائري المقبور ومهندس البوليساريو، أراده هكذا حتى يكون من الممكن اللعب على الفوضى. أضيف إليه الهلال والنجمة اللذين يذكران بعلم جارنا العزيز. تقليد يستمر عليه نظام الجزائر حتى يومنا هذا.
لكن لعبة المغفلين لا تنطلي على أحد. من ناحية، لأن الغالبية العظمى من الدول العربية التي يريد النظام الجزائري أن يسوق لها دعايته تدعم بقوة وحدة أراضي المملكة وسيادتها على الصحراء. يبتلع الثنائي تبون-شنقريحة باستمرار الثعابين الواردة من دول الخليج وجامعة الدول العربية.
ومن ناحية أخرى، لأنه في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، يوجد المغرب في طليعة الدفاع عن هذه القضية العادلة. دون أن يجعلها عملة للتبادل، ولا مجرد حجة جيدة بما يكفي لمناجاة الجماهير. يدعم فلسطين دون اكتراث بالكلمات الفارغة، ولكن بالعمل الفعال والدعم للمساعدة في حل النزاع.
البيان الصادر عن وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية ينم عن غضبة يائسة لشخص يغرق. فرغم كل الإيماءات والأعمال العدائية للنظام في الجزائر، إلا أنه لم ينجح في إبطاء هزيمته في مواجهة الاختراقات التاريخية للمملكة المغربية في الصحراء.
أما بالنسبة لقرارات مجلس الأمن التي يطالب بها نظام فاقد للذاكرة في الجزائر، فلننتظر أكتوبر المقبل، عندما سيتم التصويت على القرار الخاص بالصحراء الغربية في الأمم المتحدة، لمعرفة ما إذا كانت الجزائر، هذه المرة، ستستحضر بيانها الصادر في 20 يوليوز وتحترم الشرعية الدولية.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إطلالة على الفلسفة العربية منذ أصولها اليونانية إلى حضورها ف ...
- إطلالة على الفلسفة العربية منذ أصولها االيونانية إلى حضورها ...
- الذكاء الاصطناعي: صرخة إنذار من إيلون ماسك وخبراء التكنولوجي ...
- رفاق نبيلة منيب بابن جرير يراسلون رئيس المجلس الجهوي للحسابا ...
- حصيلة لقاءات اللجنة المشتركة بين الوزارة والنقابات التعليمية ...
- إطلالة على الفلسفة العربية منذ أصولها اليونانية إلى حضورها ف ...
- أخنوش في الناظور يعرض -منجزات- حكومته بادعاء مكشوف وتفاؤل زا ...
- إطلالة على الفلسفة العربية منذ أصولها اليونانية إلى حضورها ف ...
- أحمد عصيد يدافع عن الحريات الفردية بوضع المحراث امام الثور
- قراءة في كتاب -من ديوان السياسة- لعبد الله العروي
- إطلالة على الفلسفة العربية منذ أصولها اليونانية إلى حضورها ف ...
- عزيز سيد الفنان التشكيلي يستجيب لنداء الشرق وآسيا
- قراءة في كتاب -من ديوان السياسة- لعبد الله العروي (2/2)
- قراءة في كتاب -من ديوان السياسة- لعبد الله العروي (2/1)
- هل يمكن لدمج برلمانيين في تشكيلة المجلس الوطني لحقوق الإنسان ...
- ومضات من الذاكرة عن ولعي بالكتابة في الزمن الورقي
- عزيز سيد: شاعرية الحلم
- المؤرخ المغربي مصطفى بوعزيز يقارن بين احتجاجات الأمس واليوم
- الفاتورة الإلكترونية: تعريفها ومقتضياتها القانونية
- الفئة السوسيومهنية: ما تعريفها؟ وكيف يتم؟ وما الفائدة منها؟


المزيد.....




- -بالتعاون مع الإمارات والأردن-.. الجيش المصري يعلن إسقاط عشر ...
- خاركيف تحت النيران الروسية وأوكرانيا تقصف مصفاة للنفط في لوه ...
- قادة ألمانيا والنمسا وإيطاليا يدعون للدفاع عن القيم الأوروبي ...
- السفارة الروسية في القاهرة تحيي أمسية احتفالية بمناسبة الذكر ...
- فيديو جديد من داخل حافلة الركاب التي غرقت في نهر بسان بطرسبو ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير 3 مدن وبلدات في خاركوف وبلدة في دو ...
- الشرطة الأرمنية تعتقل محتجين ضد ترسيم الحدود مع أذربيجان (في ...
- مسؤول تركي: نحن بحاجة لقوى إقليمية تكون قادرة على توفير الاس ...
- محكمة فرنسية ترخص مظاهرة للنازيين الجدد في باريس
- بعد لقاء هوكشتاين.. برّي يشرح رؤيته لآفاق حرب غزة والتوتر بي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد رباص - بيان وزارة الخارجية الجزائرية.. غضبة يائسه لشخص يغرق