أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - عزيز سيد: شاعرية الحلم














المزيد.....

عزيز سيد: شاعرية الحلم


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7669 - 2023 / 7 / 11 - 10:13
المحور: الادب والفن
    


يسافر الحلم خطيا، متناسيا مساره وهو يعدو. تشتغل الحلمية على نجم. "إنه يعود إلى مركزه لإطلاق أشعة جديدة"، يكتب غاستون باشلار في "التحليل النفسي للنار".
هناك أعمال تتجاوزنا، تثير إعجابنا، تتحدانا، تبهرنا وتنقلنا إلى سماء أخرى شاسعة وأكثر انفتاحا وإبداعا. تعتبر لوحات عزيز سيد الشفافة والغامضة من هذا القبيل.
في منتصف الطريق بين التصوير والتجريد، يرسم عزيز سيد صوراً لنساء ، وأيضاً لرجال بإتقان فني وبجمالية حساسة، رائعة وقوية. خبرته الفنية في بولندا لها علاقة بأسلوبه وببصمته الفريدين.
في ريعان شبابه، وهو تلميذ في المدرسة الثانوية بالقنيطرة، طور هذا الفنان المتحدر من شرق المغرب شغفه بالرسم والتصوير.
"في ذلك الزمن، شجعنا السيد سانتوس، نحات ورسام كان يعلمنا الرسم، على ممارسة هذا الفن. كان يريني كيفية عمل منحوتة من الطين. تجربة رائعة بدأتها مع صديقي الراحل حميد المودن من خلال البحث عن طين خاص في وادي سبو لصنع تماثيل"، هذا ما قاله الرسام لوفد من الصحافيين زاره في بيته بسلا في ربيع السنة الجارية. هكذا هي الحياة ؛ لقاء، مغامرة، سفر وسعي ...
بعد الدراسة في القنيطرة، حصل الفنان على منحة دراسية في بولندا للدراسة هناك. وهكذا بدأ فصل جديد في حياته.
"في عام 1967 ذهبت لدراسة السينما في بولندا. كنا خمسة مغاربة غادرنا لهذا الغرض. من بين آخرين، كان عبد القادر لقطع، وإدريس كريم. لكنني في النهاية تخصصت في السينوغرافيا والديكور"، يقول للوفد الزائر.
تشتهر أعمال عزيز سيد بشكل خاص بتناغمها القوي بين الخطوط والميزات والأشكال والألوان والأضواء والحركات الرسومية. الإنسان وحالته هما محور عمل الفنان. ومن هنا انصبت أعماله العميقة والصوفية والجمالية على جسم الإنسان.
في لوحاته، هناك نوع من دراماتورجيا الأجساد والجروح والأحلام المجردة.
"في السابق، كنت أعمل على الجسد الذكر، لكن بدون وجه. أكثر ما أثار اهتمامي هو الجسد في حركته. اليوم، أشتغل على الجسد الأنثوي. بصراحة، ما يهمني هو جسم الإنسان. إنه عالمي! "، يقول مرة أخرى لضيوفه الصحافيين.
بالنسبة لهذا للفنان، الجسد هو محرد شكل، ولكن يجب أن يقال إن هناك لمسة روحية، كوريغرافية، متناغمة، إيقاعية ودينامية في عمله. هذه الحركة الحلمية في العمل هي التي تصنع خصوصية أسلوبه.
يسر لزواره قائلا: "أقوم بدمج أشكال أخرى مثل الطيور، القطط، الحيوانات أو عناصر أخرى من التراث، من الحياة الساكنة، تؤثت اللوحة جماليا. والحال انه يجب أن تكون التركيبة متناغمة، والمعمار القماش متقن الصنع".
تضفي اللمسة الجميلة لعزيز سيد بعض الشعر على اللوحة. أجساد سامية، سمحاء، عارية بعفة، شعرية لغة تشكيبلية، استعارات تصويرية، حلمية هادئة، تجعلك لوحته تحلم، وإبداعاته موجودة لإمتاع العين والروح.
ومن بين ما قاله الفنان عزيز لضيوفه أنه شديد الدقة في عمله، حريص على الاعتناء باللوحة بشكل جيد والاشتغال عليها بكثير من الدقة وبتحكم في التصوير .
بصور حالمة، حائرة، خفيفة، هشة، يكون العالم الخيالي للفنان، حيث المرأة في كل روعتها ومظهرها ومواقفها المختلفة، دعوة للسفر في الزمان والمكان.
ومع ذلك، يبقى السر في اللون، في البحث عن الضوء. قال بهذا الصدد: "يوحي لي اللون الأول الذي أضعه على اللوحة بألوان أخرى تأتي أثناء الرسم".
في كل طبقة من الألوان، يبحث الفنان عن هذه الأضواء السماوية الخارجة من اللوحة. يجب أن يقال، مرة أخرى، إن هناك لمسة صوفية في عمل الفنان.
هو يستمد وحيه من الثقافات العربية والفارسية. يجب، في نظره، أن يكون كل لون في مكانه ويمكن أن يتحاور بكل تناغم مع الألوان الأخرى، لأن الفنان وهو يشتغل على اللوحة، مطالب بالبحث عن التدرجات والفروق الدقيقة.
بالنسبة لعزيز سيد، فإن البحث عن النور أمر ضروري. ويختتم بالقول: "يجب أن تكون رسوماتي مشرقة".
للتذكير، عمل عزيز سيد 32 عاما في التلفزيون المغربي. تجولت أعماله في متاحف ومعارض من هنا وهناك.
بتصرف عن جريدة AL BAYANE



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤرخ المغربي مصطفى بوعزيز يقارن بين احتجاجات الأمس واليوم
- الفاتورة الإلكترونية: تعريفها ومقتضياتها القانونية
- الفئة السوسيومهنية: ما تعريفها؟ وكيف يتم؟ وما الفائدة منها؟
- في حوار مع اندريه كومت سبونفيل: نيتشه أعظم سفسطائي عرفته الأ ...
- مال الرمضاني؟ شكون غيرو؟
- إدغار موران: يرون معاداة السامية في كل نقد موجه لإسرائيل
- ساكنة إقامة -الصفاء- بالهرهورة تعبر عن ارتياحها لتطبيق القان ...
- بيان من جمعية عزيز غالي تدين فيه الهجوم الصهيوني على جنين وت ...
- المعطي منجب يتعرض لحملة -إعلامية- مسعورة بعد التعبير عن رأيه ...
- معالم موقف نيتشه المناهض لأفلاطون (الحزء الثالث والأخير)
- معالم موقف نيتشه المناهض لأفلاطون
- إلى أين يسير المغرب؟
- معالم موقف نيتشه المناهض لأفلاطون (الجزء الثاني)
- بوزنيقة: رفاق نبيلة منييب في لقاء مع الرئيس الجديد للمجلس ال ...
- معالم موقف نيتشه المناهض لأفلاطون (2/1)
- نيتشه ينظر إلى سقراط كحكيم لا يقدر قيمة الحياة
- الاشتراكي الموحد يفضح خروقات التعمير بإقليم الصخيرات-تمارة
- أسا الزاك: عمال المؤسسة العالمية للمحميات الطبيعية والفطرية ...
- ما تفسير كثرة الأكباش المعروضة وقلة الإقبال على شرائها؟
- رولا بالزر تنتقد نزعة جوليان روشيدي الذكورية والعنصرية


المزيد.....




- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - عزيز سيد: شاعرية الحلم