أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد رباص - إلى أين يسير المغرب؟















المزيد.....

إلى أين يسير المغرب؟


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7661 - 2023 / 7 / 3 - 00:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يخفى على كل مهتم بشؤون بلادنا ان محاولات الإجابة عن هذا السؤال: إلى أين يسير المغرب؟ تراكمت منذ مدة واتخذت أشكالا مختلفة (مقال، بحث، إلخ) على حوامل ورقية او رقمية. ولهذا، يمكن لنا معا أن نقوم بتمرين الإجابة عن السؤال من خلال تبني ما جاء في مقالين معنونين ب"أين يسير المغرب؟". المقال الأول كتبه إغناسيو رامونيه ونشره في الجريدة الشهرية "لوموند دبلوماتيك" (عدد غشت 1999)، والثاني منشور في مجلة "لكسبريسيون" يوم 20 مارس 2022 بتوقيع شعبان بن ساسي.
بمقارنة بسيطة بين هاتين الوثيقتين، نلاحظ أن المقال الأول من حيث حجمه يبدو كعملاق امام المقال الثاني ذي السطور المحدودة المعدودة. ومن خلال اسمي الكاتبين، يمكن لنا أن نقول ونحن واثقون من أنفسنا إن الأول فرنسي والثاني من أبناء جلدتنا وما يجمعهما هو استعمال الفرنسية كلغة في الكتابة. والملاحظة الثالثة نستبطنها من تاريخي صدور الوثيقتين؛ حيث أن الأولى جاءت في سياق انتقال الملك في المغرب تحت شعار: مات الملك، عاش الملك. في حين يتزامن المقال الثاني مع المرحلة الراهنة. وهكذا يتوفر لدينا خيط ناظم يربط الماضي بالحاضر.
بدأ رامونيه مقاله بالحديث عن حصيلة حكم الملك الحسن الثاني (توفي يوم 23 يوليوز 1999) الذي امتد على مدى 38 سنة، حيث تمكن النظام الملكي من ترسيخ الاستقلال الذي حصلت عليه البلاد سنة 1956.
ويعترف الكاتب بأن الحسن الثاني سعى جاهداً لاستكمال الوحدة الترابية لبلاده، التي قسمتها الطموحات الاستعمارية لكل من فرنسا وإسبانيا. في هذا الإطار، تندرج المسيرة الخضراء لتحرير الصحراء.
كما عرف الحسن الثاني، يقول الكاتب، كيف يحافظ على عرش أسلافه (المغرب هو النظام الملكي الوحيد في القارة الإفريقية بأكملها). ويبقى آخر جانب في هذه اللوحة الجميلة، هو أنه، على الرغم من اختياره المعسكر الغربي خلال الحرب الباردة، نجح في إبقاء بلاده في محيط عدم الانحياز، وأظهر مبادرات جريئة لتعزيز الحوار العربي الإسرائيلي في الشرق الأوسط.
ولكن، في جوانب أخرى، كانت النتائج أقل إيجابية بكثير. من حيث الحريات على وجه الخصوص. خلال الثمانية والثلاثين عاما التي استمر فيها هذا الحكم، شهدت البلاد استبدادا شرسا وانتهاكا جسيما لحقوق الإنسان. تعرضت المعارضة السياسية - خاصة من اليسار واليسار المتطرف - للاضطهاد الوحشي، وكثيراً ما تعرض قادتها للسجون، بل للاغتيالات (مثلما حدث للمهدي بن بركة، في أكتوبر 1965)، والعديد من المماضلين (بمن فيهم أبراهام السرفاتي) تعرضوا للتعذيب المنهجي وحكم عليهم بعقوبات ثقيلة، أو، بكل ببساطة، تعرضوا للاختطاف والتصفية الجسدية.
لم يسلم من التعسف والظلم والإرهاب بعض خدام القصر الذين أدينوا بالخيانة (الحقيقية أو المفترضة) كما تؤكد ذلك الشهادات التي أدلى بها الناجون من معتقل تازمامارت الرهيب، أو أفراد من عائلة الجنرال أوفقير.
في غضون ذلك، كانت الآمال التي ولدت في الاستقلال تنهار. قامت طبقة من الأثرياء بتحويل البلاد إلى بقرة حلوب لحسابها الخاص، واحتكار المناصب والامتيازات، وتقسيم الثروة الوطنية، وتعزيز أسوإ عهود النظام الذي كان لا يزال إقطاعيا إلى حد كبير.
أدى القمع البوليسي إلى منع الاحتجاجات الاجتماعية، وأحيانًا خنقها بالدماء، كما حدث أثناء العديد من "أعمال الاحتجاج على الخبز": مثلا، في يونيو 1981 بالدار البيضاء (66 قتيلا) ؛ في يناير 1984 يمراكش وتطوان (أكثر من 110 قتيل)؛ في ديسمبر 1990 بفاس وطنجة (170 قتيلا).
ويلاحظ الكاتب أن هذا العنف، والخوف الذي تلاه، مكّنا النظام من تأخير الإصلاحات التي اشتدت الحاجة إليها. واستمر الوضع على هذه الحال إلى أن عين الحسن الثاني، في فبراير 1998، رئيس وزراء اشتراكي، السيد عبد الرحمن اليوسفي، مع احتفاظه بالسيطرة على القرارات الرئيسية في مجالات الأمن والدفاع والعدالة والسياسة الخارجية.
بعد سنة ونيف، يودع الحسن الثاني الدنيا الفانية، تاركا لخليفته، الشاب محمد السادس، بلدا يطالب بتحولات عاجلة، معرضا لخطر الانفجار مرة أخرى. ذلك لأن المغرب برميل بارود اجتماعي. يعيش ربع السكان (أكثر من سبعة ملايين نسمة) تحت عتبة الفقر؛ 23 ٪ من المغاربة النشيطين عاطلون عن العمل؛ أكثر من نصف السكان أميون. في ترتيب الدول وفقا لمؤشر التنمية البشرية، الذي وضعته الأمم المتحدة، يحتل المغرب المرتبة 125 بعد الجزائر وتونس.
الانقسام الاجتماعي والتفاوتات واضحة؛ غالبية السكان تركوا على جانب الطريق. أكثر من مائة ألف خريج جامعي - مهندسين وأطباء وأساتذة وتقنيين - يبحثون عن عمل.
لفترة طويلة، استوطن الاستياء واستقر في العالم القروي المهمش. أصبحت الانتفاضات الحضرية أكثر تهديدا، خاصة وأن سكان دور الصفيح يبدون أكثر فأكثر - مثل طلاب الجامعات - متأثرين بالخطاب الأكثر راديكالية، خطاب الإسلاميين.
عن هؤلاء الأخيرين، يقول رامونيه إنهم ظهروا، بعد مشاركة الاشتراكيين في الحكومة، في نظر الكثير من المحرومين من الميراث، باعتبارهم المعارضين الموثوق بهم الوحيدين، والذين يشكلون، على نطاق البلد، القوة السياسية الأكثر عرضة للشكوك.
هنا، يحيل رامونيه إلى كتاب "من هم الإسلاميون" لمحمد الطوزي ،
يضاف إلى ذلك ارتفاع مستوى الدين الخارجي (22 مليار دولار) الذي يمثل 39 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي ويمتص أكثر من 25 ٪ من عائدات الصادرات. أما حاليا، فقد بلغ السيل الزبى! (ملاحظة من عندنا).
بعد ذلك، يطرح رامونيه هذا السؤال: هل سيتمكن الحاكم الجديد - كما فعل خوان كارلوس الأول في إسبانيا بعد وفاة الجنرال فرانكو - من إشراك بلاده دون تأخير في مسار انتقال ديمقراطي حقيقي؟ ثم يختم بمجموعة من التوصيات: احترام الحريات السياسية والنقابية؛ تسوية ملف الصحراء بشكل نهائي من خلال قبول الاستفتاء الذي خططت له الأمم المتحدة في يوليو 2000 (لا حديث في هذه الفترة عن مخطط الحكم الذاتي لكونها سابقة على سنة 2007)، مع توخي الحذر، بمجرد إغلاق هذا الملف، من عودة التهديد العسكري إلى الساحة الداخلية)؛ إعادة العلاقات مع الجزائر لتعزيز بناء اتحاد المغرب الكبير؛ الاعتراف يالشخصية الثقافية للأمازيغ، الذين يمثلون 35 ٪ على الأقل من السكان؛ فك العزلة عن مناطق غابت عنها التنمية - 55 ٪ من المغاربة يعيشون في المناطق القروية - التي لا تتوفر فيها شبكتا الكهرباء والماء الشروب؛ محاربة الفساد الذي ينخر الإدارة بأكملها ويصل إلى أعلى مستوياتها؛ وضع حد لتجارة المخدرات التي يسيطر عليها البارونات الأقوياء في شمال البلاد والتي تجعلها أكبر مصدر للقنب الهندي في العالم.
واخيرا، يورد الكاتب شهادة أحد المراقبين تلخص الموقف على النحو التالي: "كان الحسن الثاني لاعبا سياسيا بارعا للغاية، وكان قادرا على أن يرمي في الهواء اثنتي عشرة كرة دفعة واحدة ويلعب بها. ولكن ماذا يحدث للكرات عندما يتوقف اللاعب فجأة عن اللعب؟"
والآن، ماذا يقول شعبان بن ساسي؟ يقول: منذ عدة أشهر، أظهر السكان المغاربة سخطهم على الظروف المعيشية المأساوية بشكل متزايد. في كل أسبوع، تصدح أصوات الأسر والطلبة والعمال غاضبة ومطالبة بسياسة أخرى من المخزن القابع في القصور والممتنع عن الإصغاء للمطالب المتزايدة باستمرار. كل شيء يظهر بوضوح أن المغربيات والمغاربة فقدن/فقدوا الثقة في المسؤولين الذين منحهم محمد السادس شرعية لم يعرفوا كيف يحافظون عليها.
بالآلاف، يتزاحم الشباب أمام معابر سبتة ومليلية ليخوضوا مغامرة الهجرة، وتلك علامة على اليأس المطلق الذي يتظاهر المخزن بعدم رؤيته.
و مع ذلك، هناك شيء ما سبق وأن رأيناه في مثل هذا الاحتجاج غير المسموع والذي لم يعد يُنظر إليه فقط من زاوية المطالب السوسيوقتصادية. وهذا يذكرنا، من نواحٍ كثيرة، بالأحداث التي حاصرت الشاه بهلوي، وهو أيضا لم يصغ إلى تحذيرات الشارع الإيراني، في رحلة متسرعة تحولت إلى جولة يائسة.
علاوة على ذلك، يضيف الكاتب، كانت هناك محطة توقف في المغرب حيث تعاطف الحسن الثاني مع دراما منزل بهلوي. ويدق شعبان ناقوس الخطر بقوله: إن الوضع في المغرب في الوقت الحاضر لا يبشر بالخير. لن يستمر الاستياء فحسب، بل سيزداد أكثر لأن أسعار المواد الغذائية والخدمات سترتفع بلا هوادة في مملكة تدار على أساس توزيع الكعكة. مسؤولوها، المهووسون بمصالحهم الخاصة وبالحاجة إلى الحفاظ على السيطرة على الصحراء من أجل تحقيق أقصى فائدة منها، لن يتمكنوا من التنبؤ بالمستقبل الغامض الناجم عن الارتفاع الأخير في أسعار النفط والغاز وكذلك الحبوب، والذي يقف دليلا على أن منطقة العواصف السياسية لن تطول في الكشف عن نفسها في الأشهر المقبلة.
إن سلسلة الأحداث الجيوستراتيجية التي شهدها العالم في الأسابيع الأخيرة ستضرب الشعب المغربي الشقيق بكل قوة، خاصة وأن وضعه بالفعل إشكالي، وبالنسبة للوطنيين الذين يدركون تماما الخطر الذي يخفيه أي انجراف احتجاجي، فلا توجد هناك إرادة. ليس أمامهم خيار آخر سوى حفظ الأثاث بأي ثمن.
حاليا، يخفي المخزن مظاهر القلق والتوتر، ويخترع دوافع لمجد سريع الزوال ويسعى لإخفاء الشمس بالغربال.
عاجلاً أم آجلاً، وربما أسرع مما هو متوقع، ستتراكم المشاكل وسيسحق القصور الذاتي السلطات المحلية، عندها يكنس الواقع الخيال.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معالم موقف نيتشه المناهض لأفلاطون (الجزء الثاني)
- بوزنيقة: رفاق نبيلة منييب في لقاء مع الرئيس الجديد للمجلس ال ...
- معالم موقف نيتشه المناهض لأفلاطون (2/1)
- نيتشه ينظر إلى سقراط كحكيم لا يقدر قيمة الحياة
- الاشتراكي الموحد يفضح خروقات التعمير بإقليم الصخيرات-تمارة
- أسا الزاك: عمال المؤسسة العالمية للمحميات الطبيعية والفطرية ...
- ما تفسير كثرة الأكباش المعروضة وقلة الإقبال على شرائها؟
- رولا بالزر تنتقد نزعة جوليان روشيدي الذكورية والعنصرية
- مناضلو الاشتراكي الموحد ضاقوا ذرعا بالمتابعات الكيدية والهجم ...
- بريغوجين صمم على فتح موسكو لولا تدخل لوكاشين
- جوتيريش ينفي أي وجود للبوليساريو قبل 1975
- رفاق نبيلة منيب بإقليم قلعة السراغنة يتضامنون مع شباب العطاو ...
- عودة مهرجان كناوة
- موسيقى الروك الغربية بين الترفيه والنضال من أجل السلام والحق ...
- أمام غلاء الخرفان أسر مغربية مجبرة على عدم الاحتفال بالعيد و ...
- المغرب وهولندا يوقعان ميثاقا استراتيجيا لإنتاج الهيدروجين ال ...
- دبابات -ميركافا- الإسرائيلية في طريقها إلى تعزيز الترسانة ال ...
- مجتمع المعرفة في المغرب بشرى كاذبة ليس إلا..
- سطات: توصيات المهرجان الدولي للفنون التشكيلية في نسخته الثام ...
- مناقشات وتحليلات حول فلسفة هيجل السياسية والاجتماعية (الجزء ...


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: عائلات العسكريين الأوكرانيين القتلى تفشل من ...
- مدفيديف يتحدث عن العلاقات بين روسيا ولاوس
- وسائل إعلام: بولندا تفتح قضية تجسس ضد القاضي شميدت الهارب إل ...
- البرلماني الجزائري كمال بن خلوف: بوتين أعاد لروسيا هيبتها ال ...
- مصر تحذر من -تصعيد خطير- إثر استمرار سيطرة إسرائيل على معبر ...
- النازحون بالقضارف السودانية.. لا غذاء ولا دواء والمساعدات قل ...
- الأسد وانتخابات -البعث-.. -رسائل للعرب-
- الشرطة تفكك مخيم اعتصام موالٍ للفلسطينيين بجامعة جورج واشنطن ...
- بيان إماراتي بعد سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح
- -طلائع التحرير- المجهولة تتبنى قتل إسرائيلي في مصر.. ومصادر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد رباص - إلى أين يسير المغرب؟