أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - عزيز سيد الفنان التشكيلي يستجيب لنداء الشرق وآسيا














المزيد.....

عزيز سيد الفنان التشكيلي يستجيب لنداء الشرق وآسيا


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7672 - 2023 / 7 / 14 - 00:48
المحور: الادب والفن
    


يوم تاسع ماي 2020، نشر الفنان التشكيلي عز الدين الهاشمي الإدريسي في الجريدة الرقمية “LE COLLIMATEUR” مقالا عن زميله عزيز سيد بنفس العنوان أعلاه تقريبا. وبما أن الأخير الذي كرم المرأة عبر لوحاته مقبل على استقبال زوار معرضه الجديد الذي سيقام في قاعة باب الرواح بالرباط خلال المدة المتراوحة بين 14 و31 يوليوز الجاري، فقد ارتأيت تقديم نص المقال بالعربية مع تصرف يكاد يكون ضئيلا.
كانت أعمال عزيز سيد موضوع تحليلات عديدة أظهرت أصالتها وعمقها. ولكن، هناك جانب غامض إلى حد ما لم يتم توضيحه بشكل كافٍ، أو بالكاد تمت ملامسته. يسطع شعر عجيب وغريب على هذا العمل ويمنحه أيضا بُعدا ثقافيا متنوعا لا يمكن إنكاره.
والشخصيات النسائية، التي يرسمها عزيز سيد، تتمتع جميعها بسمات وصفات الشرق الأقصى، بما فيها هذه المثولات للأقمشة الحريرية المؤشرات على القارة الآسيوية، مثل القبعات والأقمشة الفخمة، المزدانة بالتشابكات، والتطريزات، والأكاليل ذات الألوان الباهتة، إلخ..
لوحاته حمالة مستودع آسيوي لا غبار عليه. بعض القراءات رأت فيها، عن حق، “منمنمات مغولية” (ماهي بنبين) أو “ظلا غامضا لشهرزاد” أو “شهرزاد معدلة” (عبد الرحمن طنكول).
تجلت هذه البصمة، التي شكلت قطيعة مع أسلوبه القديم، في عام 2011، خلال معرضه الذي احتضنته قاعة باب الرواح.
وبما أن نشأته ظلت غامضة، يحق لنا أن نسأل: من أين يأتي كل هذا؟ ما هي مصادر هذا التشريب الآسيوي؟ قدم عزيز سيد بنفسه الجواب بطريقة عرضية لكنها مثيرة.
أ – سحر شخصية الأب
منذ ما يقرب من 3 سنوات أثناء عودته من الدار البيضاء (بصحبة الفنان الرسام محمد المنصوري الإدريسي والباحث في الجماليات محمد الشيكر)، خلال المناقشات، بدأ عزيز يستحضر المسار الرائع لوالده الراحل الحاج العربي بن إبراهيم سيد. لمدة 45 عاما، جعل والده من السفر واكتشاف العالم فلسفة حياة.
لدهشة صحبه وإثارة فضولهم، أثار عزيز أيضا، بلهجة لا تخلو من حنو، مصير إخوته من أبيه، الذين رزق بهم من زواجه بـامرأتين إحداهما بورمية والأخرى هندية.
تحدث عن ذلك بلهجة النكتة الماتعة. لكن كان من الواضح أنه يجب إقامة صلة بين هذا الجانب العائلي المثير وإبداعيته. من هنا، على الأرجح، تأتي “المنمنمات المغولية” و “الظل الغامض لشهرزاد”.
دائما على الدرب الذي سلكه النقاد، كان هناك نقاش طويل بينهم ركز على هذه اللازمة القائلة بتأويل أو عدم تأويل عمل ما من خلال عناصر السيرة الذاتية أو الاكتفاء بشكل حصري بالشكل، والأساس الجمالي للعمل “المنفك” عن “الأنا الاجتماعية” وعن “قصته الصغيرة”.
من وجهة نظرنا، يبدو من الصعب استبعاد هذا الرابط لأن الرسام “موجود” في لوحته، مثلما الكاتب أو الشاعر “موجود” في “نصه”.
يعتقد البعض الآخر أن “الملاحظة العلمية” أو “التحليل الدقيق” قد يتعرض للتغيير، كما هو الشأن في العلوم الدقيقة. النقاش لا يزال مفتوحا.
ب – المصير الاستثنائي للحاج العربي بن ابراهيم سيد
بعد مناقشات مثيرة مع عزيز، تمت إعادة بناء “لغز رائع”. كان والده رحالة عظيما. في أواخر القرن التاسع عشر (1891) سافر إلى مكة مشياً على القدمين.
واصل بعد الحج رحلته واستقر في عدد كبير من البلدان منها باكستان والصين وبورما والهند واليابان وماكاو وهونغ كونغ.
عاد عام 1936 إلى المغرب وتزوج مرة أخرى. عزيز سيد، الذي ترتبت ولادته عن هذه الزيجة، كان في الرابعة من عمره عندما توفي والده. من زيجات والده العديدة، كان له أخ غير شقيق (عبد الجبار) أمه هندية، وأخ غير شقيق آخر (قاسم) وأخت غير شقيقة (ربيعة) أمهما بورمية.
ج – القصة “لم يكتبها” الأب، لكن “رسمها” الابن
لا شك في أن صورة الأب “الرحّالة” الذي جاب العالم هي أحد العناصر المكونة لخيال عزيز. عمل “هوياتي” يرمز إلى البحث عن جزء من ذاته. بحث عن الأب والإخوة والأخوات الذين افتقدهم.
الشخصية الأنثوية دائمة الحضور هي أيضا صورة آسيا، “القارة/المرأة” أين الأب “أعاد صنع” حياته في مرات عديدة.
مؤخراً، سافر عزيز سيد إلى عين بني مطهر بمنطقة وجدة، ليعيد اكتشاف قبر ابيه المتوفى سنة 1950 ويجدد التملي فيه. التقط صورة لشاهد يحمل هذا المرثية:
“هنا يرقد، بعد رحلة طويلة استمرت 45 عاما قادته إلى الحجاز، العراق، بلاد الشام، الهند، الصين، اليابان، المرحوم الحاج العربي بن إبراهيم سيد الذي توفي في 22 ديسمبر 1950 بعين بني مطهر”.
يواصل الحاج العربي بن إبراهيم سيد – بمصير استثنائي – التألق من خلال الأعمال الفنية لابنه.
للتذكير، حصل عزيز سنة 1968 على جائزة من أكاديمية الفنون الجميلة في كراكوف (بولندا)، ومنذ ذلك العهد وهو يعرض أعماله. يجعله عمله، المدعوم بتقنيات تصوير غنية ومعقدة، أحد أبرز الفنانين التشكيليين المغاربة إلى حدود اليوم.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب -من ديوان السياسة- لعبد الله العروي (2/2)
- قراءة في كتاب -من ديوان السياسة- لعبد الله العروي (2/1)
- هل يمكن لدمج برلمانيين في تشكيلة المجلس الوطني لحقوق الإنسان ...
- ومضات من الذاكرة عن ولعي بالكتابة في الزمن الورقي
- عزيز سيد: شاعرية الحلم
- المؤرخ المغربي مصطفى بوعزيز يقارن بين احتجاجات الأمس واليوم
- الفاتورة الإلكترونية: تعريفها ومقتضياتها القانونية
- الفئة السوسيومهنية: ما تعريفها؟ وكيف يتم؟ وما الفائدة منها؟
- في حوار مع اندريه كومت سبونفيل: نيتشه أعظم سفسطائي عرفته الأ ...
- مال الرمضاني؟ شكون غيرو؟
- إدغار موران: يرون معاداة السامية في كل نقد موجه لإسرائيل
- ساكنة إقامة -الصفاء- بالهرهورة تعبر عن ارتياحها لتطبيق القان ...
- بيان من جمعية عزيز غالي تدين فيه الهجوم الصهيوني على جنين وت ...
- المعطي منجب يتعرض لحملة -إعلامية- مسعورة بعد التعبير عن رأيه ...
- معالم موقف نيتشه المناهض لأفلاطون (الحزء الثالث والأخير)
- معالم موقف نيتشه المناهض لأفلاطون
- إلى أين يسير المغرب؟
- معالم موقف نيتشه المناهض لأفلاطون (الجزء الثاني)
- بوزنيقة: رفاق نبيلة منييب في لقاء مع الرئيس الجديد للمجلس ال ...
- معالم موقف نيتشه المناهض لأفلاطون (2/1)


المزيد.....




- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...
- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - عزيز سيد الفنان التشكيلي يستجيب لنداء الشرق وآسيا