أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - ما الفائدة من حياة يعقبها موت؟















المزيد.....

ما الفائدة من حياة يعقبها موت؟


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7684 - 2023 / 7 / 26 - 00:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يتساءل مكسيم غوركي: "هل من المعقول أن يولد الإنسان ليعمل، ويكسب المال، ويبني منزلًا، وينجب الأطفال، ويموت؟"
نشر أحد أصدقائي هذا السؤال منسوبا إلى طارحه مكسيم غوركي على صفحة "الوجودية" الفيسبوكية.
كان أول ما لاحظته بعد التمعن فيه أن غوركي نسي أن الإنسان بمجرد ما يولد يخضع للتربية ويتلقى التعليم قبل أن يجد عملا يدر عليه مالا، وربما لم يلتفت إلى أولئك الذين لهم كامل الحق في الكسل مادام الآخرون يعملون لصالحهم..
بعد نشر تعليقي هذا وإعادة قراءته، لفت انتباهي تعليق مجاور يقول فيه صاحبه: "ولم لا..؟
لولا ذالك، لاكتظت الارض بالمخلوقات، ولن يحصل التقدم البشري بسبب انشغال البشر بالاقتتال في ما بينهم".
أفكار اخرى تضمنتها عدة تعاليق حاول أصحابها إما الجواب على سؤال غوركي، وإما التعبير عن ارتساماتهم الوجدانية المترتبة عنه. فهذا مستعمل كتب يقول: "لو كان الإنسان يعيش 20 سنة فقط، وينسى بسرعة، لوجد الحياة افضل ؟ لو أنه يعيش خالدا بلا موت، ولو أن كل خلاياه واعضائه تتجدد، لكان بإمكانه أن يتنقل بين هذه المليارات من الكواكب.. ليت هذه الحياة كانت في عداد العدم.. الحياة صماء صماء.."
وهذه مستعملة ثانية اختارت عدم الكشف عن هويتها، واكتفت ب"أقصوصة ورقية" كاسم مستعار، يبدو من قولها أنها تستمد قوتها من إيمانها: "(...) ثم يكون عدم بعد ذلك بمنطق فلاسفة الإلحاد..نحن نؤمن بالبعث بعد الموت؛ لهذا نحن لا نهتم كثيرا بهذا الأمر؛ لان الحياة بعد الموت هي الحياة الحقيقية والأبدية".
عم يدل استعمال ضمير "نحن" في تعليق "أقصوصة ورقية"؟ يمكن أن يكتسي الجواب عن هذا السؤال عدة صيغ ظهر لي منها أثنتان: الصيغة الأولى سوسيولوجية؛ وهي أن الأخت المستعملة لا تجد بديلا عن الجماعة التي تنتمي إليها، ومن ذلك نستنتج أن الراسخ في فهامتها (بكسر الفاء)، فكرا وممارسة، هو المنهج الدائري الذي لم يتحكم في تفكير وسلوك الأفراد فقط، بل كان هو الأصل والأساس في تصميم المدينة الإسلامية.
أما الصيغة الثانية، فهي فلسفية. رب معترض يقول: ليس بين "أقصوصة ورقية" والفلسفة إلا الخير والإحسان، ومع ذلك تحاول إقحامها في سياق هي بريئة منه براءة الرجل الذي تزوجت أم أولاده بأحد أفراد العائلة. ولكن تماما كما إنكار السياسة يوحي بالسياسة، فكذلك في رفض الفلسفة موقف فلسفي.
ما غاب عن بال "أقصوصة ورقية" هو بطلان دعواها بناء على أن الحياة تعاش جماعيا، وأن الموت يتكبد محنته ويتجرع مرارته المحتضر وحده، ومهما كبر قلق أعز أحبته لحظة موته، فلن يعادل ما يحس به من هلع وذعر شديدين خالج فؤاد هذا الإنسان الذي حان أوان توديعه لعالم الأحياء الوداع الأخير.
وقبل أن أسوق لكم ما قاله مستعمل خامس، أريد منه أن أعرف: هل يخاطب غوركي أم ناشر السؤال؟ لنؤجل الجواب على هذا السؤال إلى حين، ولنقرأ
ما كتبه هذا المستعمل: "انظر يا صديقي، أنت وجدت في هذه الحياة على أي حال دون إرادتك، ومع كل التساؤلات الوجودية والبحث العلمي لن يمكنهم معرفة غاية الحياة المثلى. لذالك يمكنك أن تعيش وتنجب وتموت أو لا.. فهذا لن يغير شيئا، ولن يتذكرك أحد في النهاية".
أكيد أن صاحب التعليق يخاطب ناشر السؤال المنطلق، والدليل على ذلك العبارة التي بدأ بها: "انظر، يا صديقي.." ويا ليته لم يفعل، لأنه، لو فطن، لخاطب غوركي، لا ناشر سؤاله. فهذا الأخير محايد. ولا شيء يدل على أنه يوافقه الرأي، ولا حتى كونه نشره وطرحه للنقاش.
مستخدم سادس بحث لسؤال غوركي عن امتداداته، فوجدها في قوله: "هل من المعقول أن يولد الإنسان من دون أن يستمتع بحياته، وألا يرى السعادة، وأن يختبر الفقر والجهل والمعاناة، وأن يصبح اضحوكة للناس، ثم يموت؟"
"أن يصبح أضحوكة للناس"؟ إن كان كذلك، فهذا غير معقول! وكأني بالناس يضحكون على أنفسهم.. وقريب من هذا المعنى ما نشره صديق آخر على نفس صفحة "الوجودية" حيث كتب قائلا: "واحدة من أقوى الصفعات التي هزت الغرور الإنساني الزائف ما قاله هيرمان هيسة : إذا كرهت شخصاً، فأنت تكره شيئاً فيه هو جزء من نفسك، ماليس جزءا من أنفسنا لا يزعجنا . لطالما هرب الإنسان إلى كراهية الآخر لكي يتحرر من كراهية نفسه".
وغالبا ما يسخر شخص من شخص آخر لأنه يكره شيئا فيه هو جزء منه في آخر المطاف.
ولعل خير ما نختم به هذا النقاش المفتوح بابه على مصراعيه طالما أن جدلية الحياة والموت مستمرة ما حيى الإنسان على هاذي الأرض، التعريف اعتمادا على موسوعة "ويكيبيديا"، بغوركي أولا، وهيسة ثانيا.
ولد مكسيم غوركي يوم 28 مارس 1868 في نيجني وتوفي يوم 18 يونيو 1936 في موسكو. يعتبر من مؤسسي الواقعية الاشتراكيةفي الأدب. كان رجلاً ملتزماً سياسياً وفكرياً إلى جانب الثوار البلاشفة.
كطفل فقير، عصامي، تشكل من صعوبات خبرها من طول التسكع في شبابه، مارس الصحافة، وأصبح كاتبا مشهورا منذ بداياته الأدبية. هو مؤلف قصص قصيرة رائعة صورت البائسين في أعماق روسيا (Essais et Histoires 1898)، أو مسرحيات شاجبة مثل "الحضيض" في عام 1902، أو روايات ملتزمة اجتماعيا مثل رواية "الأم"، التي نُشرت عام 1907، وسوف يروي أيضًا قصة حياته في ثلاثية سيرته الذاتية: "حياتي كطفل" (1914)، "في ما اكسب رزقي" (1915-1916)، و"جامعاتي" (1923).
منذ بداياته الأدبية، شارك غوركي المثل الأعلى للأحزاب التقدمية وربط صداقات مع البلاشفة ولينين. سجن عدة مرات بسبب مواقفه، لا سيما خلال ثورة 1905.
غادر روسيا وسافر إلى الولايات المتحدة لجمع الأموال للحركة البلشفية. عند عودته في عام 1906، اضطر إلى الذهاب إلى المنفى في كابري لأسباب صحية وأخرى بوليسية.
عند عودته إلى روسيا بعد عفو عام 1913، كان ماكسيم غوركي قريبا من لينين والثوار، لكنه عبر عن مجموعة من الانتقادات ابتداء من نوفمبر 1917، ما جنى عليه تهديدات من السلطة.
قلقا ومريضا بالسل، غادر روسيا في أكتوبر 1921واستقر مرة أخرى في جنوب إيطاليا عام 1924.
بتشجيع من ستالين، عاد عدة مرات إلى الاتحاد السوفيتي بعد عام 1929 واستقر هناك مرة أخرى في عام 1932: أصبح عضوا بارزا في "اللجنة الدائمة (Nomenklatura) السوفياتية وشارك في الدعاية للنظام الذي كرمه لكنه راقبه في نفس الوقت. مات في يونيو 1936في ظروف أثارت الشبهات. ورتب له النظام جنازة وطنية وجعله الكاتب السوفيتي بامتياز.
أما هيرمان هيسه فقد ولد في كالف بألمانيا يوم 2 يوليوز 1877 وتوفي يوم 9 غشت 1962 في مونتانيولا.
كاتب سويسري من أصل ألماني، عاش بداية شبابه مع عائلته المحافظة وجوها المدافع عن البروتستانتية بشكل مفرط؛ وكان هذا السبب الذي دفعه للهرب والاستقلال عن السلطة العائلية والاعتماد على نفسه والانخراط في مجال العمل وبشكل قاس، حيث بدأ عمله ساعاتيا، ثم بائع كتب في مكتبة، بعدها اتخذ التأليف والكتابة منهجا في حياته وعمله، وتزوج ثلاث مرات.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دومينيك فيدال: الأعمال المعادية لليهود أصبحت أكثر عنفا
- رفاق الزاير في قطاع التعليم بزاكورة يرفضون المصادقة على النظ ...
- نقد النزعة المركزية الأوربية في العلوم الإنسانية والاجتماعية ...
- عضو في جمعية غالي يقود حملة ضد حماموشي لدفاعه عن حامي الدين
- الاشتراكي الموحد يحيي الذكرى الثانية بعد المئة لمعركة أنوال ...
- صورة عن معتقل أكدز بوحي من الذاكرة والتاريخ
- حصار بين سندان الجبل العتيد ومطرقة الريح المزمجرة تليه قصة ح ...
- بيان وزارة الخارجية الجزائرية.. غضبة يائسه لشخص يغرق
- إطلالة على الفلسفة العربية منذ أصولها اليونانية إلى حضورها ف ...
- إطلالة على الفلسفة العربية منذ أصولها االيونانية إلى حضورها ...
- الذكاء الاصطناعي: صرخة إنذار من إيلون ماسك وخبراء التكنولوجي ...
- رفاق نبيلة منيب بابن جرير يراسلون رئيس المجلس الجهوي للحسابا ...
- حصيلة لقاءات اللجنة المشتركة بين الوزارة والنقابات التعليمية ...
- إطلالة على الفلسفة العربية منذ أصولها اليونانية إلى حضورها ف ...
- أخنوش في الناظور يعرض -منجزات- حكومته بادعاء مكشوف وتفاؤل زا ...
- إطلالة على الفلسفة العربية منذ أصولها اليونانية إلى حضورها ف ...
- أحمد عصيد يدافع عن الحريات الفردية بوضع المحراث امام الثور
- قراءة في كتاب -من ديوان السياسة- لعبد الله العروي
- إطلالة على الفلسفة العربية منذ أصولها اليونانية إلى حضورها ف ...
- عزيز سيد الفنان التشكيلي يستجيب لنداء الشرق وآسيا


المزيد.....




- 60 قتيلًا في فيضانات مدمّرة شمال الصين.. ودار للمسنين تتحول ...
- استقالة رئيس وزراء ليتوانيا في إطار تحقيق بشأن مخالفات مالية ...
- ملف حصر السلاح يضع حزب الله والدولة اللبنانية على مفترق طرق ...
- السجن مدى الحياة لسويدي لدوره بقتل طيار أردني
- روبيو: الاعتراف بدولة فلسطينية يقوض المفاوضات ويزيد تعنت حما ...
- كاتب تركي: ما أهمية ميثاق التعاون الدفاعي بين تركيا وسوريا؟ ...
- العلاقات الروسية السورية.. اتفاقيات للمراجعة وملفات للمستقبل ...
- استهدفتها بأسلحة جديدة في مواقع مختلفة.. ما رسائل موسكو لكيي ...
- 15 قتيلا في هجوم روسي على كييف وزيلينسكي يدعو إلى -تغيير الن ...
- شاهد.. لحظة انقسام لعبة -البندول- في مدينة ملاهي بالسعودية إ ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - ما الفائدة من حياة يعقبها موت؟