أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - المغنون والوقت














المزيد.....

المغنون والوقت


رياض قاسم حسن العلي

الحوار المتمدن-العدد: 7661 - 2023 / 7 / 3 - 15:10
المحور: الادب والفن
    


لا أعرف شعبا يستمع إلى فيروز في الصباح وأم كلثوم في الليل فقط إلا الشعب العراقي، حتى أن إذاعة بغداد حاولت كسر نصف هذه القاعدة ببث أغاني أم كلثوم في الظهيرة لكنها لم تنجح في ذلك في حين أن نفس الإذاعة نجحت في ربط فيروز بالصباح العراقي اللذيذ الذي كان، لكن ألم تجربوا صوت ناظم الغزالي في الصباح؟ فلربما يكون أجمل في الصباح من فيروز خاصة تلك الأغاني الهادئة مثل ريحه الورد وغيرها.
والحديث عن صباح بغداد يجرني إلى ذكرى قديمة حيث ذات يوم في بداية أو منتصف تسعينيات القرن الماضي كنت أسير في شارع السعدون ببغداد ووقفت أمام مكتبة ساحة النصر التي اكتسبت شهرة واسعة بسبب القنوات الإخبارية العربية والأجنبية وفجأة سمعت صوت رجل كبير في السن وهو يقول لا يوجد أجمل من صباح بغداد وهو محق بذلك، وبعدها أدمنت هذا الصباح كلما كنت في بغداد حيث الصبايا ونسيم الأشجار، لذا وبسبب حب البغداديين لهذا الصباح عشقوا فيروز وهي تصدح من أثير الإذاعة البلبلية في حين أن ظهيرة بغداد لا تحتمل وبحسب قول جان دمو أو غيره لا أتذكر فإن بغداد في الصيف عبارة عن تنور مشتعل لذا فإن وجود أغاني أم كلثوم في الظهيرة لم تعجب الأغلب والوقت الصحيح لسماعها هو في الليل حيث نسيم دجلة ومشروبات أبي نؤاس الساحرة وبعض المصريين كانوا لايسمعونها الا وهم في غرز الحشيشة المنتشرة في القاهرة ولازالت، ولأن ام كلثوم لم تكن تغني في حفلاتها الا في الليل وهي الحالة التي ارتبط بها الغناء العربي منذ ايام العباسيين حيث كانت تعقد جلسات الطرب الليلي في قصور الحكام او في الحانات المنتشرة في عموم بغداد المدورة في حين كان الغناء في العراق القديم مرتبطا بطقوس المعبد ويقام نهارا جهارا حتى ان مغنيات المعبد كان يطلق عليهن ب (كالو) ومنها ربما اتى مصطلح الكاولية.
ولكن الأمور تغيرت بعد ظهور الأسطوانات والإذاعة التي نقلت الحفلات إلى المقاهي وبيوت الناس لمن يمتلك جهاز راديو أو غرامافون ثم تطور الأمر وصار راديو الترانزستور في أيدي الجميع وخاصة الجنود والطلاب العاشقين واختراع الكاسيت الذي صار بمقدور الجميع سماع ما يشاء وقتما يشاء.
لكن ما بالكم بالذي لا يسمع سلمان المنكوب إلا في ظهيرة الصيف، وسلمان المنكوب لمن لا يعرفه من الجيل الجديد هو المغني الريفي المثقف الذي أدخل الشعر الفصيح في الغناء الريفي قبل غناء البوذية بطريقة أشبه بالشعر الملمع وكان يعرف أكثر من لغة وما سمي بالمنكوب إلا لنكبة فيضان تعرضت إليه وشاش الكرخ ذات يوم حيث كان يسكن، وسماع المنكوب في الظهيرة ربما ارتبطت في الذهن الشعبي بسبب برنامج ديوان الريف الذي كان يبث ظهيرة الجمعة، لا أتذكر بالضبط، هل كان يبث في الظهيرة؟ ترى قبل أم بعد برنامج استراحة الظهيرة؟ يبدو أن الذاكرة لم تعد كما كانت.
لكن الأغاني الحديثة صارت تسمع في كل مكان وفي كل وقت، فلم تعد أغنية "حاسبنك" مثلا لها وقت محدد كي تسمع به فهي تصلح لكل وقت ومكان إلا أن الملاحظ أن أغاني السبعينيات توقفت فجأة لأن النوادي الليلية أماكن غير صالحة لها فمن غير الممكن أن من يسهر في ناد ليلي يستمع إلى "يا طيور الطائرة" أو "البنفسج" لذلك كانت أغاني السبعينيات في السبعينيات ولم تتعدها، ولأن أغاني الحرب السريعة والحماسية غطت عليها فكنا نسمع أناشيد الحرب في كل وقت دون منازع.



#رياض_قاسم_حسن_العلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بسامير 24/ آخر البسامير
- صفنة (النخبوي)
- بسامير 23
- بسامير 22
- بسامير 21
- بسامير 20
- بسامير 19
- بسامير 17
- بسامير 18
- اسئلة في قضايا التنوير
- بسامير 16
- ليست سياسة بل أشياء أخرى
- بسامير 15
- الشعر العمودي وقصيدة النثر/ نموذج لقصيدتين
- هن... صانعات الحكايات/ قراءة في السرد النسوي البصري الجزء ال ...
- هن... صانعات الحكايات/ قراءة في السرد النسوي البصري الجزء ال ...
- بسامير 14
- بسامير 12
- بسامير 11
- بسامير 10


المزيد.....




- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...
- اليوميات الروائية والإطاحة بالواقع عند عادل المعيزي
- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...
- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - المغنون والوقت