أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - صفنة (النخبوي)














المزيد.....

صفنة (النخبوي)


رياض قاسم حسن العلي

الحوار المتمدن-العدد: 7651 - 2023 / 6 / 23 - 15:26
المحور: الادب والفن
    


والحديث عن النخبوية والشعبوية يأخذنا إلى ذلك الطريق الترابي المتعب الذي يربط بين المدن والقرى العراقية فيما مضي حيث كانت سيارات النيرن ودك النجف وباصات الخشب تنقل الإنسان والحيوان معا بينما ثمة مخلوقات أخرى كانت تجتاز هذه الشوارع بسيارات فارهة وحديثة- نسبة لزمانها- وقبل ذلك الزمان كان من يملك حصان هو في الدرجة الفاخرة بينما من يملك حمار هو في الدرجة السياحية أما من كان يملك قدميه فقط فهذا هو الشعبوي بامتياز.
لكن تلك السيارة الفارهة وذلك الحصان القوي لا يعني أن من يركبهما هو نخبويا وان من يمتلك قدميه فقط هو ليس كذلك.
في البدء لا بد أن نفهم معنى النخبوي أو مفهوم النخبة بشكل عام حيث يعرف معجم لاروس النخبة بكونها مجموعة أشخاص يحظون داخل مجتمع ما بمكانة بارزة ناجمة عن خصال ذات قيمة على المستوى الاجتماعي لذا وفق هذا التعريف فإن الأديب أو الفنان يمكن أن يكون نخبويا لكن ليس بالطريقة التي يمارسها المتصنعون الذين سأركز حديثي عنهم وليس عن النخبوي الحقيقي الذي هو في الحقيقة شعبوي مبطن، كيف هذا؟
فمن النادر جدا أن تجد نخبويا متصنعا يأكل البا چه في أزقة الكاظمية أو يدخن الناركيلة في مقاهي العشار البسيطة ولذلك أوجد النخبويون المزيفون مقاهي خاصة بهم كمقهى رضا علوان الذي يكاد أن يكون غيتو خاص بهم وكذلك مقهى الشابندر في بعض الأحيان أو قهوة وكتاب في غالب الوقت.
ويعمد النخبوي المزيف إلى الاستماع إلى موسيقى بيتهوفن وموتزارت وشوبان وغناء بافاروتي وبوتشيلي وكالاس دون أن يفهمها أو يستوعبها ويبتعد عن مواويل رياض أحمد وسعدي الحلي وسلمان المنكوب.
ويعتقد النخبويون أنهم الأعرف بكل شيء ولأتحدث عن الأدباء والفنانين بالتحديد، فقبل سنوات كتبت في صفحتي الفيسبوكية المتواضعة أن على الأديب أن يعرض نصه على بائع الخضار والعامل في المقهى وسائق التكسي فإن فهموه كان بها وإن لم يفهموه فعليه أن يمزق الورقة ويعطيها إلى بائع حب الشمس كي يغلفه بها وبالصدفة عرفت أن ناقدا من البصرة أخذ منشوري هذا ودبج به مقالة له في إحدى جلسات الأدباء وهذا شيء أفرحني جدا ولكن أحد المعلقين ممن ينتمون إلى طبقة النخبة اعترض على قولي وهذا من حقه بالتأكيد لكن اعتراضه كان بأن الأدب كله نخبوي فلايحق لسائق التكسي او بائع المخضر او العامل البسيط ان يتذوق هذا الادب.
والنخبوي المزيف هو الذي يطعم كلامه بمصطلحات وأسماء هي نخبوية فعلا مثل البنيوية والتفكيكية ودريدا وبليخانوف وباختين والشكلانية وهكذا، وهذه الأسماء والمصطلحات هي أصلا متاحة أمام البحث الأكاديمي وليس للحديث في مقهى المعقدين أو الفورسيزن وهذا الأخير هو مقهى شعبي في أزقة محلة ألبچأرى وسط العاشر ، وبمناسبة الحديث عن الشعار فإن الأدباء البصريين لديهم مقهيان الأول هو مقهى شعبي عتيق لكنهم اختاروا قسما خاصا به يكون لهم وحدهم من دون الناس وحينما يكون التكتل موجودا يلجأ قسم منهم إلى مقهى الفور سيزن الذي يوحي اسمه بأنه مقهى عصري في حين أنه لا يقل شعبية عن الأول ولكن أحسن منه من ناحية الأثاث.
والنخبوي المزيف لا يكتفي بتلك المصطلحات بل حتى في حياته الفيسبوكية يريد أن يكون نخبويا فهو حينما يعلق على منشور وفاة يكتب (لروحه السلام والطمأنينة) ولا يقول متميز بل ( مائز ) ولا يقول مبروك بل (مبارك) وربما يكون ما يقولونه صحيحا لغويا لكن أليس إن الشائع هو صحيح أيضا، أليس اللغة هي ما يتداوله الناس لا كما وردت في المعاجم التي هي أصلا أخذ كتابها مفرداتهم من كلام الناس.
وزي النخبوي المزيف وشكله يختلف فهو عادة يترك شعره يطول إذا كان لديه شعر وأحيانا لحيته خاصة للرسامين ويرتدي قبعة تشبه قبعة حميد المختار ويدخن كثيرا ولا بد من حقيبة جلدية يضع فيها كتبا وأشياء لا اعرفها ولابد أن يبدو ساهم مفكر صافنا حتى لو لم يكن يفكر بشيء فالصفة سمة لازمة للنخبوي.
لذا فإن النخبوي المزيف يحاول تقليد أصحاب الإبداع الحقيقي من خلال استنساخ سلوكياتهم ونمط حياتهم وهو لا يملك أي محتوى أو أن محتواه لا يرقى إلى ذلك المحتوى المؤثر في الناس.
فعلي الوردي مثلا هو نخبوي بامتياز ولكنه في نفس الوقت كان لا يستنكف من الجلوس مع البسطاء وفي المقاهي الشعبية.
النخبوي المزيف يريد أن يقدم نفسه على أنه النموذج الثقافي الذي يجب أن يحتذى به وان ماعداه ما هو إلا ثقافة شعبوية سطحية



#رياض_قاسم_حسن_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بسامير 23
- بسامير 22
- بسامير 21
- بسامير 20
- بسامير 19
- بسامير 17
- بسامير 18
- اسئلة في قضايا التنوير
- بسامير 16
- ليست سياسة بل أشياء أخرى
- بسامير 15
- الشعر العمودي وقصيدة النثر/ نموذج لقصيدتين
- هن... صانعات الحكايات/ قراءة في السرد النسوي البصري الجزء ال ...
- هن... صانعات الحكايات/ قراءة في السرد النسوي البصري الجزء ال ...
- بسامير 14
- بسامير 12
- بسامير 11
- بسامير 10
- بسامير 9
- بسامير 8


المزيد.....




- كلاكيت: المخرجون عندما يقعون في غرام الأدب
- انطلاق فعاليات -مهرجان الثقافة الكُردية الأول-دورة الشاعر عب ...
- علماء يكتشفون أصول أقدم نظام للكتابة في العالم
- الفنانة هند عبد الحليم تطلب من جمهورها الدعاء بعد إصابتها با ...
- البحرين تفوز بجائزة أفضل وجهة للمعارض والمؤتمرات (صور)
- تحديات القراءة وأثرها على الشباب
- -سلمى- و-أرزة-.. نظرة على الأفلام المتنافسة بمسابقة آفاق الس ...
- فيلم انيميشن لمخرجة مسلمة امريکية يهز ضمير العالم
- معاهد التمثيل في سوريا.. مواهب واعدة أم مؤسسات تجارية؟
- في عرض خاص بكتارا.. فيلم -المرهقون- يستعرض رحلة كفاح أسرة يم ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - صفنة (النخبوي)