لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)
الحوار المتمدن-العدد: 7656 - 2023 / 6 / 28 - 02:49
المحور:
الادب والفن
*كتب: لخضر خلفاوي*
***
عند تلظّي الروح باشتداد سكرات العذاب و الوجع، أوّل شيء أفكّر فيه بكل أنانية عقلانية و في لحظة خاطفة من الزمن و منّي يمتدّ الزمن ، من دوني الزمن لا معنى له .. و مني في هذه اللحظة الكاربة الاجتياحية الخاطفة لطعم الوجود المرير أقرّر فيها تزامنا مع الكرب و بدلا من الصُّراخ كالذبيح ألما ، أُبادرُ كبرياءً بومضة وعي ماكر من عندي في لملمة انقاذية أجمل ما في و لا أرَ سوى إيماني يزخرف لي ماهية اللحظة و يدعّم اعتقادي و يقيني بأني لستُ ممنوعا من صرف الحبّ ! فأَجدني بأعجوبة اقتني بعناية و بسرعة فائقة من أروقة نفسي أشياءً أعرف أنها مجلبة فرح يترسّخ من خلالها إيماني أكثر و أنا في أوجّ لواعجي ؛ هكذا هو أنا ، أتصرّف نكاية في الدّنيا الكلبة المتثعلبة ، لأتحدى ( مُحاولاً) مخاضاتي من خلال لفِّ -طردي- الموجّه لصفع الحظ المتعثّر الجائر .. ألّفّه كما تُلفّ الماسة النادرة في قطعة حرير ، ثم أنفخ فيه بكل حمل مذاقاتي الخالية من شوائب مكر الدّنيا ، أشكّل فيه منطادا من تحَفِ روحي و أنسف على "لُفافة الأفراح التي شكّلتها" فتغدو - مطرودة -، أطردها محمولة على أجنحة -ما توقعته- أنه آخر معاقل بربرية لفرحي المُخبّأ كبريد زاجل بالرّسائل المُحمّلة بالشوق باتجاه روحٍ موازية مرابطة في ملقى الروح في الضفة الأخرى.. هكذا عندما يصبح -الطّرد - عندي مرادفا للأحضان و لاحتواء و استقبال ما تبقى من جمال روحي و أشعُّ من خلاله عطرا ينبّئ بأنّي مازلت حيّا أنزف ثمرا و مسكاً رغم الحرائق؛ معنى ذلك أنّي انتصرت على الآهات الكاتمة لصوت الفرح ، تلك اللحظات التي أُجبرت فيها على الألم المجّاني و الحيف أن ترقصَ أفراح ما ، على هضبة ما، تحت خيمة ما ، في وادي ما، ترقص لي عبر أثير الرجاء المقدّس، يكفي أنّ الله مذ البدء جعلني عرّاب و معول تدوير الألم إلى فرح و أمل .. أفراحي إلى أن يثبت العكس أراها دائما مطرودة !".
—-
-باريس الكبرى جنوبا
*جوان 2023
#لخضر_خلفاوي (هاشتاغ)
Lakhdar_Khelfaoui#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟