أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علي عرمش شوكت - قطار الفساد بلا محطات توقف.. وسكته لغاية تقسيم العراق














المزيد.....

قطار الفساد بلا محطات توقف.. وسكته لغاية تقسيم العراق


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 7654 - 2023 / 6 / 26 - 22:17
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الفساد في عراق اليوم غدا ثقافة وسمة للمتنفذين على وجه التعيين، الذين لا يخلو احد منهم " من وسام " قدعلقه على صدره . متحدياً قشور القوانين المرعية .. لقد سمعنا يقال " المال السائب يشجع على السرقة " اليوم قد تحور هذا القول بحكم سلطة الحكم الراهن. الى ـ السارق السائب بلا حساب يشجع على ليس السرقة الخفية فحسب وانما على النهب والفرهود السافر ـ لقد وصل الامر الى تقنين الفساد ذلك الذي جاء صارخاً في المادة " 16 " ضمن الموازنة الاخيرة التي اقرها البرلمان دون ادنى وجل اوحتى اقل خجل . واذا ما وصل البرلمان العتيد الى تشريع عدد من مواد الموازنة التي تنطوي على فساد مؤكد، فيعني علينا ان نترقب سن قوانين تشرع الفساد باريحية بالغة.
يبدو ان قطار الفساد تخطى كافة محطات التوقف والمراجعة، لانها قد الغيت امامه، وصولاً الى فقدان نهاية سكته ايضاً. وليس من المستغرب عدم وجودها، كونها مرهونة بمستوى توفر موارد البلد المتدفقة المصادرة سلفاً. وكذلك القدرات المحنكة التي تجدد وتلون اسالب النهب المنظم. نلمس في المادة السادسة عشر من الموازنة البينة على تشريع الفساد، التي غير قابلة للدحض. وربما يصطف مضمونها مع استنتاجنا بانها تمثل المقدمة الاكثر وضوحاً من المواد الاخرى، التي لا تكاد تخلو واحدة منها من جيب فساد اخطر، يصب في مجرى تعويم المال العام واستباحته، بفضل كفاءة عقل المتنفذين الماكر المقتدرعلى تغليفه بعناية بغية تمريره بسلاسة. وان كانوا قد افرغوا قسراً حتى اللجنة المالية البرلمانية من النواب المستقلين المعارضين، مثل ما جرى للنائبين الاستاذ سجاد سالم والاستاذة سروة عبد الواحد وغيرهم.
الفاسدون المتنفذون صاروا يتقمصون رداء اللصوص ويتفاخرون به علناً. اذ انهم ليسوا بحاجة الى ما يستر جرائمهم كونهم يحسبون ما يسرقونه من المال العام بانه موروثهم من اسلافهم الذين قد حرموا منه ، على حد قولهم . و قول احدهم " خطيب حسينية " ـ : (عندما يستولي ( شيعي ) على بيت او عقار تابع للدولة لا يجوز لاحد او اي سلطة ان تحاسبه، لانه يتمتع بارث قد سرق من ابائه واجداده سابقاً واليوم قد استرده. كما يوصف الفقيرالمنهك الذي يصبح بين ليل وضحاها ـ مليارديراً ـ بان هذة لفتة من الله .) بعد هذه المرحلة من تضخم دائرة الفساد المخيفة، يخشى من ان يتحول الفساد الى " عرف ".. كما كان في الريف العراقي في الثلاثينات وقبلها يعتبر الحرامي الليلي هو الشجاع ومن زلم العشيرة المعتمدين، ولكن شتان ما بين سراق الماضي وسراق اليوم، حيث كان اللص لا يسرق جاره ولايسرق الارملة ولايسرق الفقير ولا يسرق من اكل من زاده ولا يسرق المال العام، بل كان يستهدف الاقطاعيين، الذين يستغلون الفلاحين ابشع استغلال، وكان بعض السراق يقوم بتوزيع ما يسرقه على المحتاجين ويحرم نفسه.
لم يبق امراً يخلق التوقع بوضع حد للفساد سوى الثورة الشعبية ، وتجدر الاشارة الى ان الفساد قد قام ومضى لهدف ستراتيجي بمعنى انه ابعد من الاستحواذ على المال فحسب، انما لنخر العراق واستنزافه وجعله مهيئ للانهياروسقوطه كدولة موحدة الكيان الرسمي ولن تقوم له قائمة، وحينئذ يجري تقاسمه بين ملوك الطوائف، الذين هم الان بذواتهم المتصدرون لحملات حمى الفساد..وهم موحدون في مهمتهم بكل ابعادها، يتخادمون الى حد التكافل . وان السيناريو الذي صنع لحماية لصوص " سرقة القرن " وغيرها من السرقات كانت غايته عدم الايقاع برؤوس الفاسدين الكبار في الدولة ، وايقاف مشروعهم الذي يختتم في ليلة نحر العراق واستعباد شعبه الباسل .. ولكن هيهات منه الذلة.



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاهيم سياسية واهمة .. لكنها شائعة للاسف
- بعد جولة ( التراخيص المالية ) البرلمانية .. ما العمل يا قوى ...
- لقد طفح الكيل .. لعبة الموازنة ام رقصة الموازنة
- موازنة الدولة العراقية.. جاءت بفقدان موازين العدالة
- قوى التغيير الديمقراطي .. والمهمات الراهنة
- موسم التحالفات العراقية .. في خريف سياسي نادر
- يخطو رئيس وزراء العراق .. لكنه على طريق معلقة.
- الانتخابات فيصل بين الاغلبية المعارضة .. والاقلية الحاكمة
- خوض الانتخابات ليس كماليات سياسية.. وبسلامتها مفتاح الفرج
- ت تضخم الظلم قد تجلى بابشعه ازاء قانون الانتخابات
- التغيير الديمقراطي ليس رغبة عابرة انما مسيرة ظافرة
- ا ائتلاف ادارة الدولة العراقية .. صدع روؤسنا حتى تصدع
- ائتلاف ادارة الدولة العراقية .. صدع رؤوسنا حتى تصدع.
- حومة الازاحة السياسية.. و (عدالة فنيخ ) في عراق اليوم
- دراما صرف الدولار.. وكوميديا اجراءات الحكومة العراقي
- وفرة المال ووفرة الفاسدين .. قد سبق سيفهم العدل !!
- الشعب يريد تغييراً ديمقراطياً وليس تغييراً ديمغرافياً
- منهج حكومة السوداني ..وسياسة الباب المواربة
- الرهان على الانتخابات المبكرة.. مرهون بالتغيير الشامل
- تقول المحاصصة - ام الخبزة - سنحرق ابو التغيير


المزيد.....




- سمير لزعر// الموقوفون، عنوان تضحية الذات الأستاذية وجريمة ا ...
- حاكم تكساس يهدد المتظاهرين في جامعة الولاية بالاعتقال
- حزب النهج الديمقراطي العمالي: بيان فاتح ماي 2024
- تفريق متظاهرين في -السوربون- أرادوا نصب خيام احتجاجاً على حر ...
- بيان مشترك: الاحزاب والمنظمات تؤكد فخرها بنضالات الحركة الطل ...
- رحل النبيل سامي ميخائيل يا ليتني كنت أمتلك قدرة سحرية على إع ...
- رحل النبيل سامي ميخائيل يا ليتني كنت أمتلك قدرة سحرية على إع ...
- الانتخابات الأوروبية: هل اليمين المتطرف على موعد مع اختراق ت ...
- صدور العدد 82 من جريدة المناضل-ة/الافتتاحية والمحتويات: لا غ ...
- طلاب وأطفال في غزة يوجهون رسائل شكر للمتظاهرين المؤيدين للفل ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علي عرمش شوكت - قطار الفساد بلا محطات توقف.. وسكته لغاية تقسيم العراق