حسام عبد الحسين
الحوار المتمدن-العدد: 7654 - 2023 / 6 / 26 - 17:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما بينَ فترة وأخرى يخرج لنا أحد أفراد طبقة العملية السياسية الحاكمة في العراق أو أحد موظفيهم في الاعلام قائلا ما مضمونه: أن النظام السياسي الحاكم بحاجة الى وقت كي ينضج وهذه (20) عاما غير كافية والانظمة الديمقراطية في العالم احتاجت وقتٌ أكبر. إنتهى.
نقول باجابة مختصرة:
نحن نعتقد وثبتَ واقعيا ونظريا وعن تجربة بشرية لعقود من الزمن بإن كافة أنواع أنظمة الحكم في العالم بجميع مسمياتها: الانظمة البرلمانية الديمقراطية، الملكية، الجمهورية، الفدرالية، الكونفدرالية، الرئاسية، الاشتراكية البرلمانية الديمقراطية، الشيوعية البرجوازية، المختلطة..الخ. كلها بالحقيقة أنظمة رأسمالية واقعيا ونظريا وعمليا وأن أختلفت مسمياتها وألوانها، واختلاف المسمى لخداع الناس، وجميعها تحت هيمنة (دكتاتورية الرأسمالية).. لذا أن نتيجة عمل هذه الأنظمة كانت وحاليا ومستقبلا تنتج نفس التعامل الواقعي مع حياة الناس واحتياجاتهم من قسوة اقتصادية وقمع للحريات وتفاوت طبقي وازمات مالية وحربية وانهيار بيئي وتجهيل مجتمعي وجرائم منظمة وفساد قانوني ومشرعن..الخ.
لكن ما يوجد من فرق بين “دول” العالم في مستوى التطور الخدمي وتفاوت بالحريات وتباين الأفضلية هو حصل نتيجة إنتفاضات جماهيرية متعددة منها فاشلة لم تتمكن من أخذ زمام السلطة السياسية أو ناجحة تمكنت من أخذ السلطة السياسية.. حيث أن (الفاشلة) فرضت الجماهير فيها شروطها ومطالبها على نفس النظام الحاكم ونفذه الاخير كي ينهيها ويحافظ على مكانة نظامه ومكتسباته لذا حدث شيئا من التطور والتقدم وفقاً لهذه الشروط والمطالب، واما (الناجحة) فتمكنت الجماهير من تحويل مطالبهم وحاجاتهم وشروطهم الى دستور وقانون وبيدهم السلطة السياسية التنفيذية.
وعليه بهذه الحالتين فقط وتكرارهما يوجد التطور والتمايز بين دولة وأخرى، بدليل؛ لو رجعنا الى أي إنجاز في العالم وفي أي بقعة به نجد أصل هذا الانجاز هو مطلب جماهيري باحدى الانتفاضات في التأريخ أو ثورة تمكنت من أخذ السلطة السياسية ونفذت هذا المنجز.
ملاحظة: في هذه الانظمة أعلاه لا يوجد سياسي ناجح نهائيا تاريخيا ومعاصرا لكن بيدهم الإعلام برمته يروج لهم تلك الإنجازات ويستر على فشلهم ومصائبهم وأرباحهم.
#حسام_عبد_الحسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟