أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال حسن - خيبة الوداع














المزيد.....

خيبة الوداع


جلال حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7652 - 2023 / 6 / 24 - 13:02
المحور: الادب والفن
    


لا يمر يوم من دون ان نقرأ خبر نعي يشير الى رحيل إنسان، وعادة ما تكون لافتة النعي موشحه بالسواد وأعلاها آية أو صليب، فيقلب مزاج الصباح او المساء الى صفرة من الألم والحزن والأسف، ينز لوعة على فداحة السواد،
نعي مكتوب يستفز الدواخل بأعمق المشاعر الإنسانية أسفاً، أنه الموت المحمل بالمجهول والذهول بين الفقد الأبدي لبعض الأقرباء والأصدقاء وحتى الغرباء منهم، وبين ما نحن فيه من خوف وتعاسة وغربة وضياع وانتظار وجزع.
بعض اللافتات تظهر فجأة خصوصا بعد تشغيل زر فتح مواقع التواصل الاجتماعي، وعادة ما تكون الخبر الأول.
غريبة أول خبر! يا للتعاسة.! والمحزن حين تعرف ان الراحل من أقربائك أو أصدقائك القريبين او الافتراضيين الذين تعرفت عليهم ولك معهم صداقة ومعرفة وحميمية .
في صفحتي كثير من الأصدقاء رحلوا، ولكنني أبقيت صفحاتهم وصورهم وعناوينهم وكتاباتهم كما تعرفت عليهم للوهلة الأولى، بحجز نفس المكان ونفس القيمة في الغياب،
كم كنت أتمنى أن لا يرحلوا، لكنهم رحلوا.!
واقعا، وبما لا يقبل التأجيل، أننا سنموت جميعا يوما ما أيضا، لذا يزداد الإحساس بوطأة الانتماء الى مكان افتراضي، وكل افتراض يصبح حقيقة بالإحساس، خصوصا في حياتنا المشبعة بالألم والفجائع، كأنها سكين حادة بيد قلب يابس،
واذا كان الموت هو الحقيقة المفزعة في الحياة، فان إرث الإنسان بالكتابة والأثر الإنساني بالمعرفة والقيم والعرفان والخبر هو الاستثناء بالبقاء الذي يتوزع على التذكر والإشادة بالذكر الحسن وحسب.
هذا الاستثناء هو حرب قائمة على غلبة الزمن رغم جسامتها ومعرفة نتائجها ضد شر نحاربه، ولكن لا فائدة من نعي قادم.
لا حل غير محاربة مزارع الأحزان بأضعف إيمان، ولا نحتاج الى نصائح بائسة لتسكين الوهم،
نصائح لا فائدة منها، ولا تخفف الضغط على قلوب لا تحتمل الفقد والخسران، بل تزيد اللوعة على شغافها، ولا تقوى على الفاجعة.
ان وطأة ما يجري في انتكاس البقاء نحو فقدان حزين تجعل الحياة في جانب يلزم الدفاع عنها بوصفها فترة قصيرة محددة بزمن قصير جدا تحتم أن تعيشها بعلاتها لإنقاذ واحات جمالية أن أمكن،
لأن الموت يأتي بغتة، ولا يبالي أحد، وينتقي ما يشاء،
أي مشاعر تنتابك، وأنت تقرأ خبرا في صباح يوم حزين عن رحيل إنسان؟ أي مشاعر منكسرة تعطب سويداء القلب وأنت تقرأ جمل التعازي والمواساة!
أنه الرحيل القسري، والفقد النهائي، والمغادرة الموجعة الى عالم آخر مجهول، أنه اندثار وغياب وزوال،
لذا نتألم ونمتعض، ولكن لا يفيد أي احتجاج.!؟



#جلال_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة قيصر
- ما الفكرة؟
- كبرنا مبكرا
- لست متشائما
- في شوق المقهى
- صعاليك بغداد
- جنائز على قيد الحياة
- سحر الدهشة
- في ذكرى قدوري
- أيتها السمكة
- ثنائية الأسئلة
- عابرون
- لا تأت متأخرا
- ورقة من خريف أيلول
- موجة تستغيث من الغرق
- سينما أطلس
- في مراسيم تشييع جنازة
- في رحيل نزيهة أديب
- هذا ليس أنا
- أصابع على وتر الكمان


المزيد.....




- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال حسن - خيبة الوداع