أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال حسن - صرخة قيصر














المزيد.....

صرخة قيصر


جلال حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7425 - 2022 / 11 / 7 - 10:05
المحور: الادب والفن
    


مقال ليس مهما، امتنعتْ عن نشره 4 صحف عراقية
لا تنفع كل التبريرات والحجج على تبرئه "بروتس" من تهمة الخيانة العظمى جراء طعن ملك روما "يوليوس قيصر"، في تلك الواقعة التاريخية المثيرة التي تعلم العالم منها، كيف تحاك المؤامرات ضد شخص تصعب مواجهته، ولا سبيل للتخلص منه غير المكيدة والغدر والخيانة.
بل،لا يقتنع أحد بتبريرات "بروتس" حين وقف أمام جماهير روما الغفيرة ليبرر جريمته بأنه كان يحب بلاده أكثر من حبه لـ"قيصر" لذلك طعنه بالخنجر تخلصا منه، وان ما قام به كان من أجل روما العظيمة،
لكن تهمة الخيانة العظمى ظلتْ تطارد بروتس وما تزال جملة يوليوس الشهيرة ( حتى أنت يا بروتس) عنوان عريض عن الغدر والخيانة رغم انتحار بروتس بسيفه، لكن الذي حصل بعد مقتل "قيصر" أن البلاد غرقتْ في مستنفع حروب أهلية وفوضى وسيول من دماء وانقسامات وتحول كل شئ الى خراب ودمار وفوضى.
أن حكمة التاريخ في هذه الحادثة تعبر في كل زمن عن خيانة الصديق ونسيان الفضل والإحسان ومجازاته بطريقة عكسية، تكشف عن قذارة التآمر مع الأعداء ضد صاحب الفضل بأتعس صورة كما عبرتْ عنها آداب الشعوب بالرسم والمسرح والسينما والموسيقى. وصورتْ الحادثة في مشاهد خالدة عن خيانة الوطن أولا رغم ان الوطن لا يرتبط بشخص.!
المعروف ان شعب روما كان يظن أن الشاب والصديق والقريب " بروتس" هو أبن القيصر نتيجة الاهتمام والرعاية التي يوليها يوليوس لصديقه بروتس بعد الانتصارات التي زادتْ من الغيرة والحقد على القيصر، لكن الغريم " كاسيوس" أستطاع أن يقنع بروتس بتحريضه ضد الإمبراطور وحاك المؤامرة التي تمثلت بدخول ستين من أعضاء مجلس الشيوخ الذين خبئوا خناجرهم تحت ملابسهم، وما أن دخل القيصر الى القاعة الواسعة حتى هجموا عليه بالخناجر وطعنوه في أماكن متفرقة في جسده، لكن الملك أشهر سيفه وخاض معهم حرباً ضارية وقاوم بضراوة وبسالة ولم يعرف معنى الاستسلام،
وهذا يؤكد، أنه القائد المتمرس بفنون القتال، وظل يقاوم ويقاتل حتى تفاجأ بطعنة جارحة من الخلف، وحين استدار، فاذا به صديقه العزيز والقريب " بروتس" هو الذي قام بطعنه في الظهر!
فما كان من يوليوس قيصر سوى ان يقول كلمته الشهيرة " حتى أنت يا بروتس" لتنهال عليه بعد ذلك أقسى الطعنات من الأعداء، لترديه قتيلا، ورحل امبراطور روما العتيقة بعد ان وثق التاريخ أعظم عبارة قيلت بحق الصديق الخائن.
عندها انطوتْ صفحة أليمة في حادثة ظلتْ تتكرر عبر الأزمان. لذا ان الحادثة ليست بصدد الوفاء والغدر وحسب، إنما طريقة المكافئ الموضوعي والمجازاة لمعنى العطف والرعاية في ضمير الإنسان طالما السبب كان الشر بالانتقام تحت حجج واهية،
فهل الوفاء مشروع خيانة؟
أذن ما معنى الحكمة التي تقول: أحذر من عدوك مرة واحدة وأحذر من صديقك ألف مرة؟
تلك الأسئلة تبرهن وتوضح أن الخيانة تستند على الشر والضغينة والكره والحقد وخيانة الضمير،
وان كان الضحية هو الوطن.!؟



#جلال_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الفكرة؟
- كبرنا مبكرا
- لست متشائما
- في شوق المقهى
- صعاليك بغداد
- جنائز على قيد الحياة
- سحر الدهشة
- في ذكرى قدوري
- أيتها السمكة
- ثنائية الأسئلة
- عابرون
- لا تأت متأخرا
- ورقة من خريف أيلول
- موجة تستغيث من الغرق
- سينما أطلس
- في مراسيم تشييع جنازة
- في رحيل نزيهة أديب
- هذا ليس أنا
- أصابع على وتر الكمان
- مرآيا الغياب


المزيد.....




- “قصة الانتقام والشجاعة” رسمياً موعد عرض فيلم قاتل الشياطين D ...
- فنان يعيش في عالم الرسوم حتى الجنون ويجني الملايين
- -فتى الكاراتيه: الأساطير-.. مزيج من الفنون القتالية وتألُق ج ...
- مسرحية -أشلاء- صرخة من بشاعة الحرب وتأثيرها النفسي
- الجمعة.. انطلاق نادي السينمائيين الجدد في الرياض
- غدا.. اجتماع اللجنة الفنية للسياحة العربية بمقر الجامعة العر ...
- “مبروك لجميع الطلاب ” رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور ...
- مذكرة تفاهم رباعية لضمان التمثيل القانوني المبكر للأحداث بين ...
- ضحك طفلك طول اليوم.. تردد بطوط على القمر الصناعي لمتابعة الأ ...
- الياباني أكيرا ميزوباياشي يفوز بالجائزة الكبرى للفرنكوفونية ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال حسن - صرخة قيصر